سعى معرض الاتصالات «كومكس عُمان 2014» لملاقاة الصعود القوي للتطبيقات الذكيّة حاضراً. وقُدّمت تلك التطبيقات ضمن رؤية المعرض. في المقابل، اشتكى الجمهور من تواضع حضورها في المعرض السنوي الذي نجح في جذب عشرات الآلاف إلى ردهاته في «مركز عُمان الدولي للمعارض».
وشهد «كومكس عُمان» مشاركة 36 مؤسسة حكومية عُمانية تجاورت في «جناح عُمان الرقمية» لعرض خدماتها الإلكترونية مجتمعة، مستفيدة من خبراتها في العروض المتواصلة التي تراكمت منذ العام 2008.
وحضر المعرض الإمارات والكويت وسنغافورة وليـــتوانيا وإســـتــونيا.
وشارك الأردن للــمرة الأولى. وضمّ وفده ممثلين عن 4 شركات خاصة تعمل في المعلوماتية والاتصالات.
وسعت الشــركات للتعــــرّف الى الــسوق العُمانيّة، وتعريف الشركات الأردنية الى فرص الاستثمار في السلطنة.
الحاسوب تراث
والطابعة «هابطة»
في المعرض العُماني، مثّل جناح قطاع الأعمال فرصة للقاء بين التجار وأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ورجال الأعمال. وتبادل هؤلاء أفكاراً عن تطوير أعمالهم تقنيّاً، كما استعرضوا تجارب ونُظُماً أثبتت نجاحها في حقول المعلوماتيّة والاتصالات.
وشهد الجناح المخصّص للتسوّق المباشر، ازدحاماً كبيراً، وأكتظ في الفترة الصباحية بطلاب مدارس ساعين لاكتشاف مستجدات التقنيّة على رغم قدرتهم الشرائية المحدودة. فيما ازدحم الجناح في الفترة المسائية بشباب يدفعهم الفضول أولاً.
وأعرب أحدهم عن قناعته بأن المعرض لم يقدّم أجهزة وأدوات تقنيّة جديدة، مشيراً إلى أن معظم الشركات سعت إلى جذب المستهلك عبر عروض مغرية على أجهزة وتقنيّات متوافرة فعليّاً في عُمان.
وفي إطار المعرض، تنافست شركتا «عُمانتل» و»النورس»، في العروض المغرية على خدمات الخليوي، إضافة إلى عرض هواتف ذكيّة بأسعار بسيطة مقابل خطوط تستمر 18 شهراً.
ولوحظ أن حواسيب المكتب نأت بنفسها عن العروض، فبدت كأدوات تنتمي الى تراث غابر، خصوصاً مع الانتشار الواسع للحواسيب.
واستمر مسلسل هبوط أسعار الطابعات، فوصل بعضها إلى أقل من خمسين دولاراً، على رغم تضمنها ماسحاً ضوئياً «سكانر» وآلة تصوير «فوتو كوبي».
وعمل معرض «كومكس عُمان 2014» على ترسيخ رؤيته حول تطبيقات الهواتف الذكيّة كمرتكز أساسي، وسعى إلى إبراز دورها في زيادة فعاليّة الأفراد وإنتاجيتهم. وفي هذا الإطار، عقد مؤتمر متخصّص عن التطبيقات الذكيّة وصناعتها، تحدثت فيه مجموعة من الاختصاصيين.
وفي هذا السياق، شدّد سعود البلوشي، وهو مسؤول في وزارة التربية والتعليم، على دور التطبيقات الذكيّة في الحياة اليوميّة، واصفاً الخليوي بأنه «المعلم والطبيب والمرشد السياحي». وأشار إلى سعي وزارته إلى إدماج تطبيقات لخدمة المدارس في بوابتها التعليميّة الرقميّة، واعداً بأن تتعامل تلك التطبيقات مع الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور، في السنة المقبلة.
وفي سياق «كومكس 2014»، أوضح عمر بن سالم الشنفري، وهو مسؤول في «هيئة تقنية المعلومات» العُمانيّة، أن ذلك المؤتمر المتخصّص ركّز على فوائد التطبيقات في مجالات الصحة والتعليم والحصول على الخدمات الضرورية وغيرها.
كما تناول المؤتمر أيضاً مسائل الأمن على شبكة الإنترنت، وتقنية «حوسبة السحاب»، والبرمجيات الحُرّة المفتوحة المصدر Open Source وغيرها»، وفق الشنفري.
ونوّه الشنفري بدور «هيئة تقنية المعلومات» في دعم المواهب العُمانية في تقنيات المعلومات والاتصالات. وأشار إلى «مركز ساس لريادة الأعمال» كواحد من أبرز مشاريع الهيئة في هذا المضمار. إذ يتضمن «مركز ساس» حاضنة لـ 13 شركة عُمانية ناشئة منها أربع شركات متخصصة في تطبيقات الهواتف النقّالة.
ودشّنت الهيئة «مركز ساس» الذي يوظّف تقنيّة المحاكاة الافتراضيّة لتطوير مشاريع في مجال التطبيقات الذكيّة المتطوّرة.
وكذلك قدّم الشنفري تفاصيل دراسة حديثة عن وصول الجمهور العُماني إلى الإنترنت، واستخدام الأسر والأفراد تقنية المعلومات والاتصالات في العام 2013.
وشــــملت الدراسة 11 ألف أسرة. وبيّنت أن ما يزيد على 90 في المئة من الأسر تمتلك خليويّاً أو هاتفا ذكيّاً على الأقل.
وبلغت نسبة الاتصال بإنترنت الحزمة العريضة «برود باند» عبر الهواتف المحمولة، قرابة 43 في المئة. وتؤكّد النتائج أهمية تطبيقات الهواتف الذكيّة، ما يفسر السعي الحكومي الى ادراجها ضمن الخدمات الإلكترونية الرسميّة.