المقالات -
الخطر جواً وبراً وبحراً

في ضوء كارثة تحطم الطائرة الماليزية {إم إتش 17} في شرق أوكرانيا حيث أصابها صاروخ مجهول المصدر، والتي قضى فيها 298 راكباً في ظروف غامضة، تعود الى أذهاننا حادثة الطائرة الماليزية أيضا التي اختفت في الثامن من مارس (آذار) الماضي والتي أصبحت لغزا حقيقيا حير السلطات والخبراء والمتابعين للخبر المؤلم.
وهاتان الحادثتان ليستا جديدتين، ولكن وطأة أي حادثة جوية تكون ضخمة نسبة لعدد الضحايا وحجم الكارثة.
المعلومات الاولية المتوفرة في حادثة الطائرة الماليزية في اوكرانيا فيها الكثير من الدلالات السياسية ولو أنه لم تتبن أي جهة المسؤولية بعد، ففي مناطق ساخنة مثل أوكرانيا هناك محظورات أمنية لمسارات الطائرات، فقد اعلمت جميع شركات الطيران العالمية في ابريل (نيسان) الماضي بخطورة مسارات جوية في منطقة القرم.
السؤال هنا، هل يتوقف المسافرون عن السفر بسبب مثل هذه الحوادث الجوية؟ الجواب لا، والسبب هو أنه لا بد أن تستمر الحياة مهما كان، فهل حدوث كارثتين من هذا النوع في شركة طيران واحدة يعني أن الشركة فاشلة؟ وخصوصا اذا علمنا ان الشركة الماليزية هي شركة مرموقة لها باع طويلة في مجال الملاحة ولا يمكن وصف ما حل بها الا بالمصيبة وسوء الحظ لا أكثر ولا أقل.
هذا النوع من الحوادث يجعلك تسخر من التشديد الامني في المطارات. مثل خلع الأحذية، منع حمل السوائل عند نقطة التفتيش (مع العلم انه يمكنك شراء عبوات السوائل والعطور من السوق الحرة)، وفي آخر مسلسلات التشديدات الامنية، يحظر اليوم على المسافرين الى الولايات المتحدة حمل ادوات كهربائية غير مشحونة ، لدرجة أنه يتوجب عليك ترك هاتفك أو حاسوبك المحمول في المطار في حال لم تكن بطارية الجهاز مشحونة.
حادثة الطائرة الماليزية في أوكرانيا مثال حي على أنه مهما تم فرض تشديدات أمنية في المطارات لا يمكن ضمان أمن وسلامة المسافرين على متن الطائرة، وهذا يدل على أن أمن الطائرات مهدد برا وجوا.
من كان ليظن بأن الطائرة الماليزية ستلقى هذا المصير المأساوي، وهل يمكن تخيل الحالة النفسية التي يمر بها ذوو الضحايا؟ لا اريد تصور وضعهم لانه تراجيدي بالفعل ولا يمكن وصف الحادثة الا بسوء الطالع.
وقع مثل هذه الحوادث يكون قويا، وقد يؤثر على المسافرين الذين يهابون السفر بالطائرة، ولكن في الواقع هو أن الانسان معرض للخطر أينما حل، في البر، في الجو وفي البحر أيضا.
في النهاية لا يمكن ان تثنينا الحوادث عن السفر، فلا بد أن تستمر الحياة والسفر والاستكشاف.. فلنسلم أمرنا لله ونتكل على مشيئته.