اكتسب التواصل عبر الانترنت شهرة وأهمية كبيرتين بين صفوف الشباب في كل مكان بما في ذلك العالم العربي، خاصة مع بدء ظهور الثورات في المنطقة والدور الكبير الذي لعبته وسائل الإعلام الاجتماعية في نشر الخبر والصورة وبث الرسائل وحشد الجهود على أمل تغيير واقعهم نحو الأفضل.
تعتبر الأمم المتحدة موضوع الإنترنت وحركة التواصل التي تولدها، إما في مجال التعارف والتواصل بين جمهور الشباب أو في مجال المساهمة في تسريع وتنشيط الأعمال بين أصحاب المصلحة، أمرا مهما يستحق النظر فيه بعمق لمحاولة تفادي أية انعكاسات سلبية على المجتمع.
وهذا العام ينعقد في استانبول بتركيا بين 2 و5 من أيلول سبتمبر الاجتماع السنوي التاسع لمنتدى حوكمة الإنترنت (IGF)، بمشاركة ممثلي الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع التقني والمجتمع المدني، لبحث قضايا إدارة الإنترنت عبر الحدود.
هذا العام ينعقد الاجتماع تحت شعار "ربط القارات لتعزيز حوكمة الانترنت لأصحاب المصلحة المتعددين".
الأمين العام المساعد لتنسيق السياسات والشئون المشتركة بين الوكالات في إدارة الشئون الاقتصادية والاجتماعية في الأمم المتحدة ،توماس غاس، شرح في حوار مع إذاعة الأمم المتحدة أهمية شعار هذا العام:
"من المهم أن نفهم أن الثقة هي عنصر هام من عناصر عمل حوكمة الإنترنت لأن كل بلد يمكن أن يدير نظام الإنترنت بنفسه. لتكون الإنترنت مترابطة ومتماسكة وعاملة، نعتبر الثقة أمرا مهما. فربط المحليات وجهات النظر المتنوعة أمر بالغ الأهمية لتعزيز فهم مشترك للتحديات والفرص المتعلقة بإدارة الإنترنت. وتبادل المعلومات والخبرات يضع الأساس لتعاون جيد على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي."
وكل عام، يعقد الأمين العام للأمم المتحدة الاجتماع، من خلال إدارة الأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية، لجمع أصحاب المصلحة المختلفين لمناقشة قضايا إدارة الإنترنت الحالية والناشئة، وكذلك الفرص والتحديات ذات الصلة.
ومنتدى إدارة الإنترنت هو منتدى مفتوح وشامل وشفاف للحوار حول قضايا السياسة العامة المتعلقة بالعناصر الرئيسية لإدارة الإنترنت. ويهدف إلى تعزيز فهم مشترك لكيفية تعظيم فرص الانترنت والتعامل مع التحديات التي تنشأ، مثل الأمن السيبراني والحريات على الإنترنت وحيادية الشبكة.
وفيما تتوسع شبكة الإنترنت، تتعاظم أيضا القضايا التي تحيط باستقرارها والقدرة على تطورها بشكل بناء. ما هو دور منتدى حوكمة الإنترنت في هذا الصدد؟
سؤال يجيب عنه توماس غاس:
"إلى اليوم، عالجت المفاوضات بشكل فعال القضايا الناشئة، كما عززت المناقشات الحالية حول حوكمة الانترنت وصنع السياسات اتساق السياسات ودخلت مباشرة في المنتديات الدولية الأخرى التي تعنى بحوكمة الانترنت. وبفضل منتدى حوكمة الانترنت، اكتسبت قضايا الانترنت اهتماما أكبر."
هذا وأشار توماس غاس إلى أن الاجتماعات السنوية لهذا المنتدى قد شهدت مشاركة واسعة تراوحت بين 1500 وألفي شخص بما في ذلك متسوى رفيع من المشاركين عن بعد من أصحاب المصلحة حول العالم. كما أن النتائج والدروس المستقاة من مناقشاته اعتمدت في المؤسسات وهيئات صنع السياسات عبر العالم.