المقالات -
حرب «داعش» في الإعلام الأميركي

: 186
الاثنين,22 سبتمبر 2014 - 05:08 ص
واشنطن: محمد علي صالح

يظل الإعلاميون الأميركيون يتناقشون فيما يبدو أن الفرنسيين قد حسموه: هل هي «داعش»؟ أو «إي إس إي إس» (الدولة الإسلامية في العراق وسوريا)؟ أو «إي إس إي إل» (الدولة الإسلامية في العراق والشام)؟ أو «إي إس» (الدولة الإسلامية)؟

حرب «داعش» في الإعلام الأميركي
اضغط للتكبير
يظل الإعلاميون الأميركيون يتناقشون فيما يبدو أن الفرنسيين قد حسموه: هل هي «داعش»؟ أو «إي إس إي إس» (الدولة الإسلامية في العراق وسوريا)؟ أو «إي إس إي إل» (الدولة الإسلامية في العراق والشام)؟ أو «إي إس» (الدولة الإسلامية)؟
حسب بيان الخارجية الفرنسية في الأسبوع الماضي، سيكون الاسم الرسمي بالنسبة لها هو: «داعش». ويبدو أن الفرنسيين تحاشوا حتى اسما فرنسيا هو «ليفانت»، الذي يمكن أن يترجم إلى «الشام» أو إلى «الشرق». ويبدو أن الفرنسيين اقتنعوا بالحقيقة، وهي أن اسم «ليفانت» ليس هو «الشام»، ولكن «الشرق».
يوم الخميس الماضي، خلال ساعتين من مناقشات لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس بحضور جون كيري، وزير الخارجية، استعمل سناتورات كل الأسماء السابقة. ويبدو أن الذين استعملوا كلمة «داعش» يعتقدون أنهم أحسن من غيرهم، لأنهم استعملوا الاسم الأصلي، وليس الاسم المترجم. لكن، كثيرا من الذين تحدثوا خلطوا بين «إي إس إي إس» و«إي إس إي إل». وقال بعضهم، في حيرة: «سمها كما شئت».
وعن هذا، قالت صحيفة «هافنغتون بوست»: «هل تتذكرون بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001، عندما كان أميركيون يستعملون كلمة (بيس)، ترجمة لكلمة (القاعدة)؟ ثم اقتنعوا بأنه من الأفضل استعمال الكلمة كما ينطقها أصحابها، وليس كما نترجمها نحن». وأضافت الصحيفة: «أدبيا، يجب أن يستعمل الناس كلمة علم معينة كما يستعملها أصحابها. وإلا ستكون لها مائة معنى في مائة لغة».
لم تحسم الخارجية الأميركية الاسم. في مايو (أيار) الماضي، أصدرت بيانا قالت فيه: «بهذا نعلن تعديلا في اسم (القاعدة في العراق) (إيه كيو إي) لإضافة (الدولة الإسلامية في العراق والشام) (إي إس إي إل) ليكون الاسم الرئيسي». وفي مناقشات الكونغرس يوم الخميس، لم يستعمل كيري كلمة «داعش»، رغم أنه خلط أحيانا بين «إي إس إى إس» (سوريا)، و«إي إس إي إل» (الشام).
وزاد من حيرة السياسيين والصحافيين الأميركيين أن «داعش» نفسها غيرت اسمها أكثر من مرة:
أولا: عام 1999، تأسست باسم «جماعة التوحيد والجهاد». وفي ذلك الوقت، استعمل كثير من الصحافيين الأميركيين، وأيضا الخارجية الأميركية، الحرف الأول من كل كلمة من كلماتها: (جي تي جي).
ثانيا: عام 2004، غير مؤسسها أبو مصعب الزرقاوي الاسم إلى «القاعدة في بلاد الرافدين». وهنا زادت الحيرة. وذلك لأن كلمة «الرافدين» لا توجد في اللغة الإنجليزية. واستعمل صحافيون أميركيون ترجمة «أرض النهرين» أو «ميسوبوتاميا» (اسم العراق القديم).
ثالثا: عام 2005، بدأت الخارجية الأميركية تستعمل وصف «القاعدة في العراق» (إيه كيو إي). وتبعها صحافيون كثيرون. رغم أن الزرقاوي لم يستعمل هذا الاسم، واستعمل اسم «القاعدة في بلاد الرافدين».
وكان الزرقاوي نفسه، عندما استعمل «بلاد الرافدين» قال إنه يقصد الماضي التاريخي للعراق، في عهد الخلافة العراقية (العباسية)، والتي كانت تضم مناطق كثيرة، منها وطنه، الأردن.
مهما اختلف الصحافيون الأميركيون حول الاسم، صارت تغطيتهم للحرب ضد «داعش» تميل نحو تأييد الحرب. سيرا على خطى الشعب الأميركي الذي، كما أوضحت استفاءات، يقف مع الحرب بنسب عالية (70 - 80 في المائة). لكن، بسبب غضبهم من عنف «داعش» الفظيع (مثل ذبح صحافيين أميركيين)، أكثر من استراتيجية سياسية أو عسكرية.
مثل وقت حرب العراق، برزت نسبة قليلة من الصحافيين الأميركيين المعارضين لحرب داعش. مثل مجلة «نيشن» اليسارية. والتي كتبت في الأسبوع الماضي: «إذا كنت تقرأ ما يكفي من الأخبار، وتشاهد ما يكفي من التلفزيون، حول تهديد «داعش»، ستواجه حتما موكبا من الجنرالات المتقاعدين الذين يطالبون بزيادة الوجود العسكري الأميركي في المنطقة. سيقولون «إن حكومتنا يجب أن ترسل - كما طالب الجنرال المتقاعد أنتوني زيني - ما يصل إلى 10.000 جندي على الأرض إلى المعركة. أو كما طلب الجنرال المتقاعد جاك كين، استراتيجية غامضة..»
وأضافت المجلة: «ما لن تسمعه هو أن هؤلاء الجنرالات المتقاعدين يعملون الآن مستشارين في أكبر شركات صناعة الأسلحة في العالم. ويهمل هؤلاء تكاليف وجود عسكري أميركي في العراق، والدخول مباشرة في حرب في سوريا، والنزاع السياسي والطائفي المعقد. لهذا، لا يستفيد من التغطية الإعلامية التي تدق طبول الحرب غير لاعب واحد في هذه الملحمة: شركات الأسلحة الأميركية».
ومثل حرب العراق، لجأ الصحافيون الأميركيون إلى خبراء مراكز البحوث والدراسات. لكنهم، طبعا، بسبب حماسهم مع أنغام طبول الحرب، لجأوا أكثر إلى مراكز تدق هذه الطبول. مثلا: معهد دراسات الحرب (إي إس دبليو). الذي كان يشرف عليه الجنرال المتقاعد كين، جنبا إلى جنب مع قادة المحافظين الجدد. مثل: ليز تشيني (بنت نائب الرئيس السابق، كبير الصقور). وويليام كريستول (رئيس تحرير مجلة «ويكلي ستاندارد».
وفعلا، أكثر من مرة، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز»، وتلفزيون وإذاعة «بي بي سي» البريطانية تصريحات لهؤلاء.
خاصة الجنرال المتقاعد كين، الذي يبدو أنه سيطر سيطرة حقيقية على التغطية الإعلامية:
أولا: ظهر في تلفزيون «فوكس» (اليميني) تسع مرات على الأقل خلال الشهرين الماضيين.
ثانيا: اشترك في واحدة، على الأقل، من جلسات الاستماع في الكونغرس خلال فصل الصيف.
ثالثا: كان من أوائل الذين علقوا على خطاب أوباما، قبل أسبوعين، وهاجم أوباما هجوما عنيفا، ودعاد إلى مزيد من التدخل العسكري الأميركي.
حسب معلومات في إذاعة وتلفزيون «ديموغراسي ناو» (الديمقراطية الآن)، والذي تأسس أيام غزو العراق كموقع في الإنترنت، وقائد للمظاهرات المعارضة للحرب، ثم صار الآن إذاعة وتلفزيونا، يشغل الجنرال المتقاعد كين المناصب الآتية: مستشار خاص لشركة «أكاديمي» التي كانت تعرف باسم «بلاكووتر»، صاحبة التاريخ الرديء في العراق. وعضو مجلس إدارة شركة «جنرال ديانامكز» لصناعة الدبابات والطائرات. وشريك في شركة «كسفيونكس» الاستشارية العسكرية. ورئيس شركة استشارات باسمه: «كي إس إي». بالإضافة إلى تأسيس ورئاسة معهد دراسات الحرب (إي إس دبليو).

Share/Bookmark

اقرأ ايضآ

  • الاقتصاد الكلي للذكاء الاصطناعي
  • المغرب يدخل عصر صناعة البطاريات الالكترونية
  • قانون الأسواق الرقمية الأوربية وحوكمة الشركات الكبرى
  • رحلة الراحل محمد الشارخ حتى تأسيس كمبيوتر صخر
  • الأدلة الرقمية لجرائم الحرب فى غزة
  • فيسبوك
    تعليقات


    غزة وتوجهات جيل زد نحو تغيير قواعد الحوكمة العالمية
    كشفت الحرب الإسرائيلية على غزة عن متغيرات جديدة فيما يتعلق بعملية صناعة وتشكيل الرأي العام العالمي و

    المغرب يدخل عصر صناعة البطاريات الالكترونية
    في خطوة مهمه لدعم الاقتصاد المغربي من جهة وصناعة السيارات من جهة اخرى اعلنت المملكة للمرة الأولى عن

    قانون الأسواق الرقمية الأوربية وحوكمة الشركات الكبرى
    في 6 مارس 2024 دخل حيز التنفيذ قانون الاسواق الرقمية،داخل الاتحاد الاوربي والذي تم اقراره عام 2022

    موضوعات جديدة
    الأكثر قراءة
    الأكثر تعليقا
    الى اي مدى انت راض على اداء المنصات الرقمية في الحرب على غزة ؟
    راضي
    غير راضي
    غير مهتم
     
        
    سيادة الدولة في العصر الرقمي للدكتور عادل عبد الصادق
    التاريخ