استغاثت شركات المحمول بالحكومة نتيجة انخفاض عوائدها، بسبب الخدمات المجانية لتطبيقات «واتس أب» و«فايبر»، ويبحث الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات، آثار تقديم خدمة صوتية عبر شبكة الإنترنت عن طريق مثل تلك التطبيقات، لاتخاذ قرار بشأن استمرار الخدمة أو حجبها على قطاع الاتصالات، فيما أعلنت إدارة «فيس بوك» أن هناك إقبالاً هائلاً من قبل مستخدمى تطبيق المحادثات عبر الإنترنت الخاص بها، ماسنجر Messenger، على المكالمات المرئية التى تم إطلاقها نهاية الشهر الماضى، لتمثل تحدياً جديداً أمام المكالمات مدفوعة الأجر.
وقال محمود سامى، أحد مستخدمى خدمات الاتصالات، لـ«الوطن، إنه فى ظل ارتفاع تكلفة المكالمات والرسائل المدفوعة عبر شركات الاتصالات، التى تتراوح بين 10 و30 قرشاً للرسالة أو الدقيقة الواحدة، يلجأ إلى استخدام تطبيقات «واتس أب» أو «فايبر»، التى تسمح له باستخدام الصور والجرافيك والفيديوهات والرسائل الصوتية فى التواصل مع معارفه وأصدقائه، وتمكنه من التحدث مع أكبر عدد منهم لأطول وقت دون أن يتكبد تكاليف رسائل المالتى ميديا «mms» أو «sms، أو التحدث عن طريق المكالمات الصوتية المدفوعة.
«عيسى»: يجب تطوير البنية التحتية لقطاع الاتصالات وعدم حماية الاحتكار.. و«الحفناوى»: على الشركات تحديث خدماتها
من جانبه، قال المهندس زكريا عيسى، خبير الاتصالات، إن الحكومة مطالبة بالعمل على تطوير البنية التحتية لقطاع الاتصالات، لأن الاستثمارات فى هذه المشروعات تقدر بالمليارات، وعدم التركيز مع فكرة حجب أو منع هذه التطبيقات، مضيفاً: «الحديث عن حجب التطبيقات أو منعها يعتبر نوعاً من التهريج، فالدولة تحتاج إلى تطبيق وتنفيذ مشروعات عملاقة، وعلى رأسها تطوير البنية التحتية لقطاع الاتصالات، لأن هناك استثمارات تقدر بالمليارات تحتاج إلى بنية تحتية متطورة للإنترنت والاتصالات، وعلى الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات توجيه الشركات نحو الاستثمار فى البنية التحتية وترك حماية الاحتكار».
وأشار «عيسى» إلى أن الحكومة ممثلة فى الشركة المصرية للاتصالات تحتكر خدمات الإنترنت، ويجب عليها تخفيض أسعار الربط بين المصرية للاتصالات وشركات الإنترنت مقدمة الخدمة؛ حتى تعود بالفائدة على المواطنين، مطالباً بترك الحديث عن التطبيقات الصوتية المجانية، والاتجاه نحو تقديم خدمات أفضل للمواطنين.
فى سياق متصل، أعلن متحدث باسم إدارة «فيس بوك»، إنه فى غضون يومين من إطلاق ميزة مكالمات الفيديو بين مستخدمى شبكتها الاجتماعية على تطبيق ماسنجر، تم إجراء مليون مكالمة، على الرغم من محدودية توافرها، وتتوافر ميزة المكالمات المرئية حالياً فى 18 دولة فقط منها بريطانيا وفرنسا والبرتغال والمكسيك والولايات المتحدة الأمريكية، أما عربياً فهى متاحة فقط فى سلطنة عمان، ورغم قلة الدول المتاحة فيها، فإن حجم الاستخدام لهذه الميزة تعدت المتوقع وهو دليل على رغبة المستخدمين فى استخدامها، ويتمتع تطبيق «ماسنجر» من «فيس بوك» بعدد مستخدمين تخطى 600 مليون مستخدم، أغلبهم ينتظرون حالياً تفعيل ميزة المكالمات المرئية عبر الفيديو، المقرر إتاحتها للجميع خلال أسابيع.
يذكر أن إعلان «فيس بوك» عن الإقبال الهائل على تلك الميزة الجديدة بـ«ماسنجر» جاء فى وقت نجحت فيه الشبكة فى تفعيل ميزة أخرى هى المكالمات الصوتية على نفس التطبيق، لتستحوذ على نسبة 10% من المكالمات الهاتفية العالمية.
وقال الدكتور أحمد الحفناوى، العضو السابق بالاتحاد الدولى للاتصالات، إن تقديم تطبيقات جديدة للمستخدمين يعتبر شيئاً طبيعياً فى ظل تطور التكنولوجيا المعتمدة على الإنترنت، مؤكداً أن هذه التطبيقات ستؤثر بشكل كبير جداً على إيرادات الشركات مقدمة خدمات الصوت سواء الأرضى أو المحمول.
وقال «الحفناوى»: «يجب أن تطور الشركات الخدمات التى تقدمها للعملاء، مثل عمل تطبيقات خاصة بخدمة المجتمع فى مجالات الصحة والتعليم وغيرهما، يعتمد عليها المواطنون، ولا تكون شركات توصيل فقط»، متابعاً: «الشركات لا تطور نفسها بشكل مستمر، خصوصاً أن إدارات (فيس بوك وجوجل) تفعل ذلك عن طريق إطلاق تطبيقات جديدة وخدمات لعملائها تزيد من انتشارها».
وشدد «الحفناوى» على ضرورة أن تستوعب الشركة المصرية للاتصالات، أن شبكة الإنترنت هى التى ستستحوذ على منظومة الاتصالات على مستوى العالم، لافتاً إلى أن «المصرية للاتصالات» وهى شركة وطنية وتحقق دخلاً يزيد على الـ10 مليارات سنوياً، لا تمتلك إدارة للبحث والتطوير، ويجب أن تنشئ هذه الإدارة بشكل سريع حتى تواكب التطور وتضع حلولاً علمية جديدة تحافظ على وجود الشركة فى السوق وتمنع تعرضها للخسائر جراء انتشار التطبيقات التى تعتمد على الإنترنت فى نقل الصوت أو الفيديو.
وطالبت «فودافون»، فى وقت سابق، بخطاب أرسلته إلى الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات، بتوضيح الموقف القانونى لتشغيل التطبيقات الجديدة بما فيها «واتس أب»، وادعت الشركة أن لهذه الخدمة تأثيراً سلبياً على قطاع الاتصالات، فى إشارة منها إلى اعتماد بعض المستخدمين على إجراء المكالمات الصوتية من خلال البرنامج بدلاً من استخدام شبكة المحمول، ما يترتب عليه انخفاض عوائد الشركة، وقالت مصادر بشركات المحمول، إن هناك تراجعاً كبيراً فى إيرادات الرسائل النصية «sms» مقارنة بالسنوات الماضية بسبب انتشار استخدام تطبيقات المحادثات المجانية عبر أجهزة المحمول الذكية، مثل «واتس أب»، وأكد المصدر أن التراجع يمكن أن يصل إلى ثلث معدلات الاستهلاك. فيما توقعت مؤسسة OVUM للأبحاث أن تصل خسائر شركات الاتصالات إلى 54 مليار دولار بحلول 2016، بسبب الاعتماد على رسائل تطبيق whatsapp فقط، وأعلن الرئيس التنفيذى للشركة المطورة لتطبيق «واتس أب»، جان كوم، أن عدد مستخدمى البرنامج النشطين شهرياً بلغ 800 مليون مستخدم.