المقالات -
اسرائيل وإطلاق دبلوماسية الانترنت لإستهداف الشباب العربي

وجاء في رسالة رئيس الوزراء الاسرائيلي"ان هذا العام أيضا الأحداث الدائرة في العالم ليست جيدة حيث يحيي العالم الإسلامي شهر رمضان والشرق الأوسط يحترق نتيجة الحروب الأهلية والحروب الدينية الدائرة بين السنة والشيعة."
واردف قائلا "أيها المواطنون المسلمون, إسرائيل ستبقى واحة من الأمان والاستقرار في المنطقة الهائجة من حولنا, حيث تقتل تنظيمات الإسلام المتطرف بعضها البعض وأبناء الديانات الأخرى."
واعلن "إن إسرائيل هي الدولة الوحيدة بالمنطقة التي تحترم حرية الديانة والعبادة لأبناء جميع الأديان وأنتم تعلمون ذلك أفضل من أي أحد آخر. أنتم تشكلون جزءا لا يتجزأ من نسيج المجتمع الإسرائيلي"

ورسخ في رسالته ان ما يوجد في العالم العربي هو حرب دينية بين السنة والشيعه وان المنطقة تمثل خطرا في تمدد الارهاب ، وعلى الرغم من اعتبار الرسالة مقدمة الى الداخل الاسرائيلي من عرب ومسلمي اسرائيل الا ان رئيس الوزراء الاسرائيلي استخدم كلمته لتوجيها الى العالم الاسلامي والعربي .
ومقدما اسرائيل على انها واحة للامان واحترام الديانات الاخري وفي مسعى الى تقديم اسرائيل على انها نموذج ديموقراطي وحيد في المنطقة، وانها لا تشكل خطرا كما يتصور الكثيريين من العرب بل انها تقدم المساعدة في الازمات داخل العالم العربي وفي العالم .
ومن جانية وجه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، تهنئة للمسلمين بمناسبة شهر رمضان عبر "تويتر" و"فيسبوك". وفي انتاج فيديو يجمعه مع الجنود العرب والدروز على مائدة افطار ليعطي للراي العام مدخل الواقعية في خطابه التوددي للشباب العربي وذلك بعد تغريداته المتواصلة .

 وركّز أدرعي في كلمته المقتضبة أمامَ الجنود "المسلمين" الإسرائيليين، على قضيّة التطرّف الديني والإرهاب، قائلا "يحل شهر رمضان هذا العام والعالم العربي غارق في وحول التطرف والإرهاب، حيث تعبث المنظمات الإرهابية بحياة وسلامة المواطنين في هذا المحيط، باستخدام اسم الإسلام".وقال أفيخاي: "بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، نتوجه إلى المسلمين عموما بأحر التهاني والتبريكات، متمنيا للجميع أياما مباركة في شهر الرحمة والبركة والتواصل"
و بَادَر الناطق الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، إلى تهنئة الأمة الإسلامية بقدوم شهر رمضان، وجمَعَ أدرعي إلى جانبه على طاولة الإفطار بضعة جنود، قُدّموا على أنّهم جنودٌ إسرائيليون مسلمون من مقاتلي كتيبة الدوريات الصحراوية، وباركوا للمسلمين رمضان"
.

 مع حالة الصراع الذي لم  تشهدة المنطقة في تاريخها، سواء بالنظر اليها من خلال تعقد الازمات وتطور الجماعات الارهابية على النحو الذي جعلها تمثل تهديدا للدولة العربية بما يعرض عدد من الدول في المنطقة ال ى التشظي على اسس عرقية وقبائلية، وهو ما ادى الى اضعاف الدول العربية في مواجهة اسرائيل ، وتحاول اسرائيل توظيف تلك التطورات في خدمة امنها القومي بل وفي المزيد من اختراق الشباب العربي بادعاء ان هناك اعداء اشد خطرا على المنطقة مثل تمدد تنظيم داعش الارهابي  او الخطر الايراني .

  و  في إسرائيل كان هناك التفات مبكر لأهمية الإنترنت في عالم التجسس؛ حيث أسست مكتب المخابرات عبر الإنترنت في العام 2001 تحت قيادة ضابط المخابرات الإسرائيلية "موشى أهارون" بالتعاون مع ضابط من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وتم الكشف عن شبكة تجسس إسرائيلية في مايو من العام 2001 لاستقطاب شباب العالم الثالث، خاصة محور الصراع مع إسرائيل ومحور العداء لأمريكا في أمريكا اللاتينية. وظهرت تقارير استخباراتية تطالب بالتركيز على كل من الصين وإندونيسيا وفرنسا ونيجيريا وفنزويلا ومصر. ولا شك أن هناك تعاونًا أمريكيًّا إسرائيليًّا عبر الأقمار الصناعية وعن طريق المواقع البريدية التي تقدم خدمة الدردشة، وقد أطلق موقع المخابرات الإسرائيلية حملة لتجنيد اللبنانيين إبان حربها مع حزب الله وقدَّم عدة إغراءات مادية، وكذلك طلبت وكالة المخابرات المركزية تجنيد 20 ألف عميل حول العالم يتقنون اللغة العربية.

 وتبنت إسرائيل "إستراتيجية الطين" MUD Approach، وهي ثلاثة أحرف، تمثل ثلاثة أساليب هي: )الرصد، الاستخدام، العرقلة  Disrupting (Monitoring, Using,. ويُقصد بـ(الرصد)، رصد الأفكار والدوافع وطريقة التفكير لدى زوار ومستخدمي هذه المواقع، من أجل تحديد الأهداف والخطط، أو أي هجوم محتمل يفكر به طرف ما (الإرهابيون). وتقوم عملية الرصد أيضًا، بمتابعة الخلافات والمناقشات الداخلية التي تدور بين الجماعات والأفراد، لمعرفة اتجاهات التفكير ومعرفة المعتدلين و"المتطرفين".

 دفع ذلك إلى أن أسس جهاز المخابرات (الشاباك) والشرطة في إسرائيل وحدة خاصة تدعى "رام" لمواجهة حملات "الغزو الإلكتروني" التي تقودها منظمات شبابية عربية وإسلامية في العالم لتعطيل مواقع إلكترونية إسرائيلية مهمة، والاستحواذ خلال ذلك على رموز بطاقات الاعتماد المالية. وتُعنى وحدة "رام" المشتركة للشاباك والشرطة أساسًا بالدفاع عن المواقع الإستراتيجية في إسرائيل، وتكشف عن أن 85 ألف رسالة بريدية تمرُّ عبرها كل يوم، منها 19 ألف رسالة مفخخة. وتتركز هذه المراكز في "مزرعة خاصة" تحت رعاية وزارة المالية، وتخضع لرقابة وحراسة أمنية مشددة -فيزيائية وإلكترونية- وتتابع "المهاجمين" خاصة من حملة  الهوية الإسرائيلية العرب

 تستخدم اسرائيل  الشبكات الاجتماعية للتقرب من الشباب العربي وتحسين صورة اسرائيل لديهم بالاضافة الى البحث عن تجنيد العملاء والجواسيس لصالحها ، وكمصادر غير رسمية للمعلومات حول العرب بما يساعد على التحليل لدى اجهزتها الامنية والاستخبارتية . 

ومن ناحية اخرى يتم استخدام الشبكات الاجتماعية واستغلال بعدها العابر للحدود في القدرة على استخدام اللغه العربية واللهجات المحلية لتبدو الحسابات على انها لأبناء البلد ،ويتم استخدام ذلك في بث دعوات وشن حملات الكترونية لا يتم معرفة المصدر الحقيقي لها وبث معلومات مضللة ومحرضة على العنف او الكراهية ، او بتوجية الراي العام نحو قضايا بعينها ويتم ذلك مع التقدم الاسرائيلي في مجال التحكم في الشبكات الاجتماعية واستخدام الدعاية الالكترونية والتي تتحكم بها شركات اسرائيلية في الترويج لقيم او اشخاص او افكار دخلية على المجتمع المحلي. 

 وتتيح شبكات التواصل الاجتماعي الفرصة امام اسرائيل لشن حملات لـ "تجنيد" العديد من المهنيين العرب إلي صفوف الموساد الإسرائيلي الذين يتمتعون بالعبقرية والذكاء والشجاعة والتأثير علي الناس ،و تراقب اسرائيل مواقع التواصل الاجتماعي في الوطن العربي, عبر الوحدة "حتسف" التابعة لجهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك", ودشنت وزارة الخارجية الإسرائيلية  عددا من الصفحات الناطقة باللغة العربية علي موقع الفيس بوك, من أهمها صفحة "إسرائيل تتكلم بالعربية. وصفحة "إسرائيل بالعربية" , "إسرائيل بدون رقابة", بهدف التواصل والتراسل من خلالها مع شباب الوطن العربي،هذا الى جانب استخدام شبكات الاتصالات والانترنت في التجسس على الدول العربية بالقيام بزرع وتجنيد عملاء في داخل الدول العربية حيث تم ضبط العديد من خلايا التجسس في مصر ولبنان والامارات وليبيا والعراق وسوريا والسعودية .

 وان محاولات اسرائيل اختراق القاعدة الشبابية مستمر ويحتل اولوية لدى اجهزتهم الامنية ،وتمثل منصة الشبكات الاجتماعية ساحة لمحاولات استخدام الجنس والمال والهجرة والعمل في عملية تجنيد الشباب وبخاصة ان اسرائيل تولي اهمية كبيرة لتواجدها باللغه العربية على الفيس بوك اما عبر مواقع مباشرة للموساد الاسرائيل وغيرها من الحسابات التي للاسف يقوم الشباب العربي بعمل اعجابات لتلك الصفحات غير مهتمين بخطورة ذلك على امنهم الشخصي ، وامكانية تجنديهم للاضرار بالامن القومي لبلدهم.
وتمثل الجهود الاسرائيلية في استخدام الانترنت في مخاطبة الشباب العربي مستمرة لتحقيق عدة اهداف لعل اهمها اختراق الشباب العربي وكسب التعاطف والتاثير في اتجاهات الراي العام العربي تجاه اسرائيل ونقلة من حالة العداء الى حالة الحياد ثم التعاطف . 
وتسهدف اسرائيل كذلك الى استخدام التطورات الاخيرة في المنقطة والتي ادت الى قوة متصاعدة في الحفاظ على امن اسرائيل من خلال تدمير عدد من الجيوش العربية مثل العراقي والسوري واثارة التوتر والعنف في العديد من الدول الاخري ، والتي تصب في النهاية في اضعاف القوة العربية الشاملة وفي تفتيت الدولة العربية .ولعل ابرز منصة تحاول ان تسخدمها اسرائيل على الشبكات الاجتماعية والتي يستخدمها ما يزيد على 70 مليون  عربي  وهو اغلبهم من الشباب والاكثر تاثرا وتأثيرا في مجتمعه ، ولعل عدم توجية تنظيم داعش اية تهديدات تجاه اسرائيل يفرض التساؤل حول حدود التعاون بين تلك التنظيمات المتطرفة واسرائيل .
لان اسرائيل تقدم نموذج الدولة الدينية اليهودية والتي استطاعت بنجاح بعد ما يزيد على الفين عام من احياء الدولة اليهودية .
بل ان تنظيم داعش يعتمد نفس التكيتيات التي استخدمها جماعات الهاجانه اليهودية الارهابية والتي عملت على ذبح الالاف من الفلسطينين بغية تصدير الرعب وتدشين قيام الدولة اليهودية.
وهو ما يتطلب ان يعي الشباب العربي بمخاطر تلك الدعوات المشبوه وذلك لان الفكر والراس المال البشري هو راس الحرب في اي معركة قادمة مع اسرائيل .