الأخبار -
حصة كبيرة للحرب الإلكترونية في المواجهة بين إيران والسعودية

: 620
الثلاثاء,31 مايو 2016 - 10:23 ص
العرب -لندن

تشتعل على الواقع الافتراضي كما في الواقع السياسي، حرب إيرانية سعودية إلكترونية، تقوم فيها كل دولة باختراق مواقع للحكومة الأخرى، لتنتقل الحرب من التصريحات الحادة، ومن الميليشيات المقاتلة إلى الجيوش الإلكترونية.

حصة كبيرة للحرب الإلكترونية في المواجهة بين إيران والسعودية
اضغط للتكبير
ذكرت وسائل إعلام إيرانية مقربة من الحرس الثوري، أن "التوتر بين السعودية وإيران، استحال إلى حرب إلكترونية".

وكانت مجموعة “عاصفة الحزم الإلكترونية” السعودية أعلنت في الأيام القليلة الماضية عن اختراق العشرات من المواقع التابعة للقنوات الفضائية المنضوية تحت راية النظام الإيراني، إضافة إلى موقع مؤسسة الإحصاء الإيرانية (amar.org.ir) على شبكة الإنترنت وهو ما أكدته مواقع إيرانية.

ورغم ربط الفريق السعودي اسمه بعاصفة الحزم وهي المعركة التي تقودها الرياض ضد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن إلا أن وكالة تسنيم حاولت ربط الاسم السعودي بتنظيم داعش من خلال زعمها أن الهاكرز السعودي يطلق على نفسه اسم (داعس) باختلاف الحرف الأخير عن داعش.

ورد الإيرانيون على الهجمات السعودية، عبر شركة “شاهين” الإيرانية باختراق موقعي جامعة الملك عبدالعزيز ومركز الإحصاءات العامة ووزارة الحج بالإضافة إلى مواقع شركات سعودية. وقالت شركة شاهين إنها تمكنت من اختراق 13 موقعا حكوميا سعوديا.

وتشهد العلاقات بين السعودية وإيران، أزمة حادة عقب إعلان الرياض في 3 يناير الماضي قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة السعودية في طهران احتجاجا على إعدام نمر باقر النمر رجل الدين الشيعي السعودي، مع 46 آخرين أدينوا بالانتماء إلى “التنظيمات الإرهابية”.

ويقول مراقبون إن كل حرب تشتعل على ميادين الأرض اليوم، تطلق معها معارك في ميادين العالم الافتراضي.

وكمثال على ذلك، تدعم إيران الحوثيين في المعارك الميدانية وتقدم لهم السلاح والمستشارين، وفي معارك الإنترنت أخذت على عاتقها قيادة المعركة كلها؛ ذلك بسبب ضعف الإنترنت في اليمن وقلة خبرة جماعة الحوثي بهذا النوع من الحروب.

ويصر سعوديون على أنه لا يمكن الاستهانة بقدرات القراصنة الإيرانيين الذين تجندهم طهران لتخريب شبكات الإنترنت الخليجية عموما والسعودية خصوصا، وتدفع في سبيل ذلك الملايين من الدولارات لتطوير هذا القطاع لديها؛ الأمر الذي يستوجب -على ما يرى خبراء- تطوير البنية التحتية لشبكات أمن المعلومات في الخليج.

لا يمكن الاستهانة بقدرات القراصنة الإيرانيين الذين تجندهم طهران لتخريب شبكات الإنترنت الخليجية

وكان موقع “وور أون ذي روكس” نشر تقريرا لبنجامين رنكل، بداية العام جزم فيه أن عام 2016 سيكون عام الحروب الافتراضية بين إيران والسعودية بامتياز.

ولإيران تاريخ حافل ضد منافسيها الإقليميين خلال الأزمات الدبلوماسية، فمثلا قامت مجموعة سمت نفسها (سيف العدل القاطع) عام 2012، بشن حرب برمجيات خبيثة ضد شركة أرامكو السعودية للنفط، دمرت فيها 30 ألف جهاز كومبيوتر.

وببعد ذلك بفترة قصيرة شنت هجوما مماثلا بالفيروسات على شركة “راس غاز” القطرية، كما استهدفت (عملية الساطور) الإيرانية في الفترة من عام 2012 إلى 2014، شركات في الكويت وقطر والسعودية والإمارات، و12 بلدا آخر في قطاعات مختلفة تتضمن (النفط والغاز والطاقة والخدمات والنقل والمستشفيات والاتصالات والتكنولوجيا والتعليم والطيران ومقاولي الدفاع والكيماويات).

ويشير التقرير إلى أن “إيران قامت بتوظيف وكلاء يقومون بهجمات سايبرية ضد البلدان التي تعارض مصالح إيران في الصراعات الإقليمية المختلفة، فقام ما يسمى بـ”الجيش الإلكتروني السوري” بمهاجمة السعودية وغيرها من البلدان المعروفة بدعمها للثوار السوريين. وقامت مجموعة سمت نفسها (جيش اليمن السيبري)، بنشر حوالي نصف مليون وثيقة مسروقة من وزارة الخارجية السعودية”.

ورغم ذلك يقول الكاتب إن “أشد الحروب السايبرية تسببا بالضرر في الشرق الأوسط تبقى أفضل من مواجهة عسكرية بين إيران والسعودية”، ويستدرك الكاتب أن أي صراع سايبري بين البلدين ستكون له تداعيات كبيرة خاصة على الولايات المتحدة الأميركية، التي تعهدت بالدفاع عن دول الخليج العربي ضد أي حرب سايبرية إيرانية خلال لقاء القمة في كامب ديفيد في مايو 2015.

من جانب آخر، يصعب حصر آثار أسلحة الحروب السايبرية بدقة، إذ يصعب ضبط انتشار الفيروسات ولذلك فإن أي برمجيات ضارة قد تنتج في حرب الشرق الأوسط السايبرية قد تتكرر وتنتشر مسببة أضرارا كبيرة خارج نطاق الصراع.

يقول التقرير إن هذه الحرب قد تزيد من خطر إمكانية نشوب حرب تقليدية بسبب هجوم سايبري مدمر. فهل ستعد السعودية هجوما سايبريا يعطل شبكة الكهرباء مثلا في حر الصيف متسببا في وفيات؛ بسبب الحرارة المفرطة، سببا لشن عمل عسكري ضد إيران؟ فإن كان الأمر كذلك، فيمكن للصراع أن يتحول من الأرقام صفر وواحد، التي تشكل أساس الكود في الكمبيوتر إلى قنابل وصواريخ بأسرع مما يمكن للدبلوماسية أن تحتويه.


Share/Bookmark

اقرأ ايضآ

  • مكافحة الاحتكار اليابانية تأمر «غوغل» بإصلاح «قواعد الإعلانات»
  • السعودية ضمن أوائل دول العالم في تطوير استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي
  • مشروع تايواني يفتح فصلا جديدا في صناعة الرقائق الأميركية
  • شركة تينسيت الصينية تجني 2.6 مليار دولار
  • الذكاء الاصطناعي يساعد شركات التأمين على رصد عمليات الاحتيال
  • فيسبوك
    تعليقات


    غزة وتوجهات جيل زد نحو تغيير قواعد الحوكمة العالمية
    كشفت الحرب الإسرائيلية على غزة عن متغيرات جديدة فيما يتعلق بعملية صناعة وتشكيل الرأي العام العالمي و

    المغرب يدخل عصر صناعة البطاريات الالكترونية
    في خطوة مهمه لدعم الاقتصاد المغربي من جهة وصناعة السيارات من جهة اخرى اعلنت المملكة للمرة الأولى عن

    قانون الأسواق الرقمية الأوربية وحوكمة الشركات الكبرى
    في 6 مارس 2024 دخل حيز التنفيذ قانون الاسواق الرقمية،داخل الاتحاد الاوربي والذي تم اقراره عام 2022

    موضوعات جديدة
    الأكثر قراءة
    الأكثر تعليقا
    الى اي مدى انت راض على اداء المنصات الرقمية في الحرب على غزة ؟
    راضي
    غير راضي
    غير مهتم
     
        
    سيادة الدولة في العصر الرقمي للدكتور عادل عبد الصادق
    التاريخ