الأخبار -
بوتين خدع العالم: الخلافة الإلكترونية صناعة روسية

: 273
السبت,25 يونيو 2016 - 02:58 م
العرب

ينشط منذ عامين فريق "الخلافة الإلكترونية" التابع لتنظيم داعش، محققا "نجاحات هائلة" في مجال نشر البروباغندا المتطرفة وتجنيد المقاتلين وشن هجمات ضد أهداف إلكترونية غربية، لكن معلومات جديدة انتشرت مؤخرا، تفيد أن الفريق الخطير هو صناعة روسية.

بوتين خدع العالم: الخلافة الإلكترونية صناعة روسية
اضغط للتكبير
ذكرت مجلة "دير شبيغل" الألمانية على موقعها الإلكتروني "شبيغل أونلاين” أن الكثير من هجمات قراصنة إلكترونيين باسم تنظيم “الدولة الإسلامية” المعروف باسم “داعش”، يشنها في الحقيقة قراصنة روس. فـ"سايبر الخلافة" التابع “للدولة الإسلامية” في العالم الافتراضي ربما يكون اختراعا روسيا.

ويعتقد خبراء الأجهزة الأمنية في ألمانيا أن المجموعة الإرهابية الناشطة في العراق وسوريا لا تمتلك القدرات الكافية لتقوم بعمليات تجسس معقدة أو تنظيم أنشطة تخريبية على الشبكة.

وتدل كل المؤشرات المتوفرة لدى خبراء الأجهزة الأمنية إلى أن كل الهجمات التي تشن تحت اسم "سايبر الخلافة" هي هجمات تحمل علما مزورا يرفعه قراصنة الكرملين، حسب ما أوردت المجلة.

وبرزت أولى الشبهات بهذا الشأن عندما شن “خبراء داعش المفترضون” هجوما على أجهزة كومبيوتر قناة TV5 الفرنسية واستغلوا صفحاتها الإلكترونية لبث تهديدات ضد الفرنسيين، حسب ما أفاد موقع شبيغل أونلاين.

ورغم ذلك، كانت هناك شائعات في الإعلام حول الهوية الحقيقية لجماعة القراصنة الداعشية، لكن المخابرات الفرنسية كشفت مؤخرا، أن المتورطين في الهجوم على القناة الخامسة، لا يتبعون أبدا لـ”داعش”، بل يشكلون جزءا من جماعة القرصنة المقربة من الكرملين “APT28” والشهيرة بكونها الذراع السرية الإلكترونية في موسكو وفقا لخبراء أمن غربيين.

وحسب تقرير نشرته صحيفة “اوبزيرفر” البريطانية، فإن عمليات “الخلافة الإلكترونية” عبر الإنترنت هي تمويه ذكي لنشاطها الحقيقي تحت شعارات “الدولة الإسلامية”.

وكانت جماعة أنونيموس المتخصصة في اختراق شبكات الإنترنت والأنظمة الإلكترونية حول العالم، أكدت أن المتتبع لمصادر العمل الإلكتروني الداعشي على شبكة الإنترنت، من الصعب أن يجد أي معلومات أو آثار تشير إلى تلك المصادر، كون التنظيم يعتمد على ما وصفته أنونيموس بـ”الشبكة المظلمة”، وهي مجموعة مواقع لا تستطيع محركات البحث أرشفتها، ويتم الوصول إليها بطرق تقليدية يدوية، لأنها تخفي الكلمات الدلالية ببياناتها.

هذا النوع من العمليات الاستخباراتية الروسية الخفية ليس مفاجئا عند الأخذ بعين الاعتبار تاريخ بوتين العسكري

وتؤكد هذا الاستنتاج وكالة الأمن القومي الأميركية، على لسان أحد خبرائها في تصريحات لـ”اوبزيرفر”، عرض مجموعة من الدلائل على ارتباط “الخلافة الإلكترونية” بالكرملين.

وعلى ضوء المعلومات التي توفرت مؤخرا، فإن الهجمات التي تعرضت لها أجهزة القيادة المركزية للجيش الأميركي مطلع عام 2015 والتي كانت أيضا تحت اسم “سايبر الخلافة” إلى جانب هجمات إلكترونية تعرضت لها وزارة الخارجية الأميركية وأجهزة أمنية سعودية في الربيع الماضي، والتي حملت أيضا راية الجهاديين المفترضين، كانت في الحقيقة هجمات روسية، حسب شبيغل أونلاين.

ويقول كاتب المقال في “اوبزيرفر” البريطانية إن هذا النوع من العمليات الاستخباراتية الروسية الخفية، صادم، خاصة أنه يأتي بأوامر مباشرة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. لكنه يؤكد أنه ليس مفاجئا إذا أخذ بعين الاعتبار تاريخ بوتين العسكري والتدريبات التي تلقاها في الاستخبارات الروسية التي تتولى تطوير عمليات التجسس السوفييتية القديمة إلى شكل حداثي معاصر يواكب تكنولوجيا القرن الحادي والعشرين. ويضيف أن لا أحد أكثر مهارة في هذه الممارسة المراوغة من الروس.

وفي الواقع فإن هذه الممارسة شائعة وتشكل عنصرا أساسيا من عناصر “استفزاز المدى” (provokatsiya بالروسية)، وهذا يعني استخدام جواسيس وعملاء لإحداث تأثيرات سياسية سرية مفيدة لموسكو وموجعة لأعدائها.

وينتقد الكاتب الولايات المتحدة الأميركية التي سمحت للمخابرات الروسية “ليس بقلب الأجهزة الأمنية فقط ولكن بقلب الديمقراطية نفسها”، مؤكدا أن المعلومات السرية التي سرقت من إدوارد سنودن عميل وكالة الأمن القومي اللاجئ في موسكو عن كيفية عمل الأمن السيبراني في الولايات المتحدة أفادت الروس كثيرا.

من جانبها، تعتقد الدوائر الأمنية الألمانية أن الأجهزة الأمنية الروسية تمتلك طاقما يتألف من حوالي 4000 عميل إلكتروني، فيما أعلنت الولايات المتحدة الأميركية أنها بصدد رفع قدراتها في ما يخص جيشها الإلكتروني إلى 6000 عميل إلكتروني بحلول عام 2018.

ومنذ إنشاء التحالف الغربي ضد داعش ومجموعات إسلامية متطرفة في سوريا والعراق، وضعت الحكومة الأميركية قراصنة داعش الإلكترونيين ضمن لائحة أبرز المطلوبين لها، كما أعلنت الحكومة الأميركية عن خطة مكافحة إلكترونية ضد داعش شاركت فيها كبرى شركات التكنولوجيا العالمية على غرار فيسبوك وغوغل.

وتنجح غارات أميركية في مدينة الرقة السورية، معقل داعش، في القضاء على القرصان البريطاني من أصول باكستانية جنيد حسين أواخر أغسطس 2015 الذي يوصف بأنه مهندس الهجمات الإلكترونية الداعشية.


Share/Bookmark

اقرأ ايضآ

  • مكافحة الاحتكار اليابانية تأمر «غوغل» بإصلاح «قواعد الإعلانات»
  • السعودية ضمن أوائل دول العالم في تطوير استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي
  • مشروع تايواني يفتح فصلا جديدا في صناعة الرقائق الأميركية
  • شركة تينسيت الصينية تجني 2.6 مليار دولار
  • الذكاء الاصطناعي يساعد شركات التأمين على رصد عمليات الاحتيال
  • فيسبوك
    تعليقات


    غزة وتوجهات جيل زد نحو تغيير قواعد الحوكمة العالمية
    كشفت الحرب الإسرائيلية على غزة عن متغيرات جديدة فيما يتعلق بعملية صناعة وتشكيل الرأي العام العالمي و

    المغرب يدخل عصر صناعة البطاريات الالكترونية
    في خطوة مهمه لدعم الاقتصاد المغربي من جهة وصناعة السيارات من جهة اخرى اعلنت المملكة للمرة الأولى عن

    قانون الأسواق الرقمية الأوربية وحوكمة الشركات الكبرى
    في 6 مارس 2024 دخل حيز التنفيذ قانون الاسواق الرقمية،داخل الاتحاد الاوربي والذي تم اقراره عام 2022

    موضوعات جديدة
    الأكثر قراءة
    الأكثر تعليقا
    الى اي مدى انت راض على اداء المنصات الرقمية في الحرب على غزة ؟
    راضي
    غير راضي
    غير مهتم
     
        
    سيادة الدولة في العصر الرقمي للدكتور عادل عبد الصادق
    التاريخ