الأخبار -
مواقع 'مزارع المحتوى' هراء لجلب الزوار وزيادة الإعلانات

: 617
السبت,25 يونيو 2016 - 03:14 م
العرب

تزداد ظاهرة مواقع “مزارع المحتوى” انتشارا على الإنترنت، وتشكل تهديدا على الصحافة بسبب محتواها الرديء ومعلوماتها المضللة، التي يتم تناقلها على مواقع التواصل الاجتماعي، مع فشل استراتيجية محرّكات البحث في محاربة الظاهرة، وجهل القراء والمستخدمين للكثير منها.

مواقع
اضغط للتكبير
روابط كثيرة من مقالات صحافية وتدوينات تنتشر على شبكة الإنترنت، تتضمن الجزء القليل من المعلومات، وكثيرا ما تكون هذه المعلومات غير موثوقة أو غير دقيقة، ممّا يضيّع وقت المستخدم ويخلق لديه في بعض الأحيان الاستياء من بعض المواقع التي لم يجد فيها مبتغاه.

يعتبر ضعف جودة المواد وعدم دقة معلوماتها أكبر سمات ما بات يعرف منذ سنوات بـ”مزارع المحتوى”، وهي مواقع توّظف عددا من الكتاب، يتم تعويضهم في الغالب للمادة الواحدة أو بمدى جلبهم للزيارات، وتهدف إلى ملء محرّكات البحث بروابط مواد يبحث عنها المستخدمون، وذلك لأجل الربح من عائدات الإعلانات وضمان مراتب متقدمة في خارطة المواقع العالمية.

كم مرة يكتب فيها المستخدم عبارة ما في محركات البحث للتنقيب أكثر عن موضوع يهمّه، لكنه يفاجأ بأن بعض المواد التي تدّعي الإجابة عمّا يبحث عنه لا تحمل من الموضوع غير عنوانه.

ويعترف بعض الكتاب في هذه المزارع بأن ما كانوا يكتبونه “مجرّد هراء لجلب الزوار”، كما عبرت عنه إحدى الكاتبات في حوارها مع موقع منظمة “ميديا شفت”، بحسب ما ذكرت شبكة الصحافيين الدوليين.

وتحاول محرّكات البحث محاربة مزارع المحتوى لما تمثله من خطر، وأعلن غوغل عام 2011 عن تطوير خوارزميات تحدّد هذه المواقع، وبالتالي تبعدها عن قوائم البحث في الصفحات الأولى، غير أن هذه الاستراتيجية لا تنفع كثيرا في ضعضعة هذه المواقع التي ما تلبث أن تعود لصنع محتوى جديد، لا بل تنتج المئات يوميا، كما تركز العشرات من المواد على موضوع واحد بحسب التوجهات التي تحظى بشعبية أكبر.

ولم تشهد المنطقة العربية نماذج عربية واضحة لمواقع زراعة المحتوى كما هو موجود مثلا في المواقع الإنكليزية كـ answers.com و articlesbase.comوehow.com”، إلّا أن الملاحظ المتتبع لعدد من المواقع الإلكترونية الإخبارية، يجد أنها باتت تستخدم، سواء عن قصد أو عن غير قصد، تقنية مزارع المحتوى، فهي تعج بمواد تعلن من خلال العنوان الحديث عن ظاهرة معيّنة، إلّا أنه بعد النقر تجد أن المادة لا تحتوي سوى على بضعة جمل دون ذكر أي مصادر ودون الاهتمام بشروط الكتابة.

ويمكن القول إن السلبية الأكبر التي تكمن في مزارع المحتوى هي تقديم معلومات خاطئة للقارئ، وللأسف فهذه المعلومات الخاطئة أو غير الدقيقة تنتقل إلى مجموعة من المواقع الإخبارية.

السرعة في الإنجاز تجعل القصص منحصرة بالأخبار القصيرة، بينما تغيب التقارير المعمقة أو التقارير الميدانية

ويلاحظ أن بعض هذه المواقع أصبحت تعتمد الطريقة نفسها في الكتابة، وذلك بنشر مواد مع معرفتها المسبقة بأنها تعج بالمعلومات الخاطئة، ومن ضمنها المواد التي تقدم نصائح سريعة في عالم الترفيه.

والطريقة الثانية التي انتقلت بها سلبيات مزارع المحتوى إلى المواقع الإخبارية هي أن يعمد المحرر دون قصد إلى البحث في الإنترنت عن معلومات، فيسقط في مواقع زراعة المحتوى، ويعمد إلى الاستشهاد بها في قصصه، دون أن يدري أنها مصادر غير موثوقة أبدا، ومن ذلك اعتماد مواقع عديدة على خبر حول خصائص جديدة في نظام التشغيل “أي أو إس” من مزرعة محتوى، تبيّن في النهاية أن الخبر إشاعة.

وترى دراسة من جامعة أمستردام، أنجزها بييت باكر، أن كثرة المهام الملقاة على عاتق الصحافي العامل في المجال الرقمي، من البحث عن الأخبار وإدراج القصص والبحث عن المواضيع الأكثر جلبا للانتباه والتنقيب في الشبكات الاجتماعية والبقاء ضمن خارطة المواقع الأكثر زيارة، صارت تدفع بالكثير من المؤسسات الصحافية إلى الزيادة في معدل إنتاج المواد واقتباس تقنيات زراعة المحتوى، وطبعا تؤثر هذه الزيادة على جودة المواد.

وتذهب الدراسة إلى أن بعض هذه المؤسسات صارت تجنح نحو نشر مساهمات المدونين بشكل مجاني لزيادة عدد روابطها، كما صارت مؤسسات أخرى تعتمد على النشر عن طريق RSS من مصادر أخرى بشكل أوتوماتيكي دون إعادة تحريرها أو تدقيقها، فيما تختار أخرى تغيير عادات طاقمها لمواكبة النشر السريع.

وبالإضافة إلى الضرر على المعلومة في حد ذاتها، فإن تقنيات زراعة المحتوى تهدد وجود الصحافي، فهناك نزع نحو تقليل الطاقم والاعتماد على عناصر صحافية قليلة تستطيع إنجاز أكبر قدر من المواد، دون نسيان تأثير ذلك على أجناس الكتابة الصحافية، فالسرعة في الإنجاز تجعل القصص منحصرة بالأخبار القصيرة، بينما تغيب أكثر فأكثر التقارير المعمقة أو التقارير الميدانية.

ويزداد خطر مواقع زراعة المحتوى على الصحافة مع التسابق المحموم في مواقع التواصل الاجتماعي على جلب الزوار. فمع ضرورة النشر المستمر على صفحات فيسبوك وتويتر لتجنب تراجع عدد المتابعين، ومع عدم توّفر الأخبار بشكل دائم، يجنح بعض المحرّرين إلى إنجاز مواد سريعة لا تتوّفر لديهم دراية عنها دون الاستشهاد بأي مصدر، ممّا يفاجئ القارئ بمواد لا تقدم له أي إضافة.

 
 
 
 

Share/Bookmark

اقرأ ايضآ

  • مكافحة الاحتكار اليابانية تأمر «غوغل» بإصلاح «قواعد الإعلانات»
  • السعودية ضمن أوائل دول العالم في تطوير استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي
  • مشروع تايواني يفتح فصلا جديدا في صناعة الرقائق الأميركية
  • شركة تينسيت الصينية تجني 2.6 مليار دولار
  • الذكاء الاصطناعي يساعد شركات التأمين على رصد عمليات الاحتيال
  • فيسبوك
    تعليقات


    غزة وتوجهات جيل زد نحو تغيير قواعد الحوكمة العالمية
    كشفت الحرب الإسرائيلية على غزة عن متغيرات جديدة فيما يتعلق بعملية صناعة وتشكيل الرأي العام العالمي و

    المغرب يدخل عصر صناعة البطاريات الالكترونية
    في خطوة مهمه لدعم الاقتصاد المغربي من جهة وصناعة السيارات من جهة اخرى اعلنت المملكة للمرة الأولى عن

    قانون الأسواق الرقمية الأوربية وحوكمة الشركات الكبرى
    في 6 مارس 2024 دخل حيز التنفيذ قانون الاسواق الرقمية،داخل الاتحاد الاوربي والذي تم اقراره عام 2022

    موضوعات جديدة
    الأكثر قراءة
    الأكثر تعليقا
    الى اي مدى انت راض على اداء المنصات الرقمية في الحرب على غزة ؟
    راضي
    غير راضي
    غير مهتم
     
        
    سيادة الدولة في العصر الرقمي للدكتور عادل عبد الصادق
    التاريخ