الأخبار -
بعد هجوم ميونخ: مواقع التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين

: 314
الاثنين,25 يوليو 2016 - 05:52 ص
العرب - لندن

بين الإشادة بحرفية تميزت بها كل من الشرطة ووسائل الإعلام في ألمانيا وبين الإقرار بأن الأمر كان سيختلف لو أن المعتدي كان من أصول عربية أو ديانته كانت الإسلام، انقسمت مواقف النشطاء العرب على الإنترنت.

بعد هجوم ميونخ: مواقع التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين
اضغط للتكبير
وتهكم ناشط تونسي على فيسبوك مشيرا إلى الفرق في التعامل في مثل هذه الأحداث بين الأمن الألماني والأمن التونسي قائلا “ربّما كانت ألمانيا متقدّمة في العلوم والتقنية والصناعة وكرة القدم.. لكنّ ألمانيا وكما يظهر جليّا متخلّفة في مجال الأبحاث الأمنيّة ومتأخّرة تماما في ميدان مقاومة الإرهاب.. تخيّلوا..!” وسخر ناشط آخر قائلا “احتاجت ألمانيا بكاملها.. وبجلالة قدرها.. لبضعة ساعات كاملة وطويلة لتتعرّف في الأخير على الإرهابي المتورّط في الهجوم المسلّح بالمركز التجاري بميونخ.. ولم تقدّم عنه معلومات مفصلّة إلا في صباح اليوم الموالي..!”. وقارن ذلك مع كيفية معالجة الأمن التونسي للأحداث الإرهابية حيث يقدم كل التفاصيل مباشرة بعد انتهاء العملية. وأشاد ناشط آخر بمهنية وحيادية الأمن الألماني قائلا “الشرطة الألمانية من أول دقيقة للحادثة وهي تصدر بيانات متوازنة.. لا ربطت القاتل باللاجئين ولا بالمشهد الإسلامي وكانت حريصة على نفي النقطة الأخيرة طالما لم يتوفر دليل بعد”. واستنكر العديد من النشطاء تعليقات العرب الذين لم يتحلوا بالحياد على شاكلة الشرطة الألمانية فأطلقوا التخمينات التي تربط العرب والمسلمين بهجوم ميونخ من قبيل “المعتدي لا يمثل الإسلام” أو “ألمانيا تدفع ثمن استقبال اللاجئين”، وقال ناشط “لم يتركوا أيّ باب أمام سيل الاحتمالات الأخرى وأولها اليمين المتطرف..”. وكتب مغرّد “يعجبني الإعلام الألماني والحكومة المركزية بعد مرور أكثر من 5 ساعات لم تتهم أيّ جهة حتي الآن”. ولكنّ نشطاء آخرين لم يروا في الأمر مهنية بل اتهموا السلطات الألمانية والإعلام بالتعامل بسياسة “الكيل بالمكيالين” مع الهجوم لأن الفاعل ليس من أصول عربية. وكان وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير، قد أفاد أن منفذ اعتداء ميونخ الذي أدى إلى مقتل تسعة أشخاص قام على الأرجح بقرصنة حساب فتاة على موقع فيسبوك “لدعوة الضحايا” للتوجه إلى مطعم ماكدونالدز حيث ارتكب جريمته قائلا إنه “سيقدم إليهم عروضا خاصة وأسعارا مخفضة”. نشر مقاطع فيديو للشاب وهو يطلق النار على الضحايا ساعد في الكشف عن هويته وأعلنت الشرطة الألمانية السبت أن منفذ اعتداء ميونخ كان يعاني من اضطرابات عقلية ومهووس بعمليات القتل الجماعي، مؤكدة أنه لا يرتبط بتنظيم الدولة الإسلامية. وعلق مغرّد “مجنون لأنه أخذ حبوب اكتئاب؟ لو كان مسلما أو عربيا لوجدناهم يصفون فعله بالإرهاب حتى لو اتضح لهم أنه مختل!”. وتداول رواد شبكات التواصل الاجتماعي أحد التعليقات على الحادث والتي تقول “المجرم بريء من الإرهاب حتى يثبت إسلامه”. ولكنّ مغرّدين رفضوا هذا الطرح الذي يقول بأن ألمانيا تربط الإرهاب بالإسلام، فقال أحدهم “ليس هناك ربط في ألمانيا بين الإرهاب والإسلام بدليل أن خلية ‘أن أس يو’ النازية حوكم أفرادها بتهمة الإرهاب”. وغرّد آخر “الفرق بين الجنائي والإرهابي أن الإرهابي تحركه أيديولوجيا ويحقق أهدافا سياسية وهذا الشرط لم يتوفر في هجوم ميونخ فصنف على أنه جنائي”. شبكات التواصل الاجتماعي لم تتدخل بقوة في هجوم ميونخ من خلال استعمالها من قبل منفذ العملية أو حجم تفاعلات النشطاء عليها مع الهجوم فقط، بل أيضا كانت وسيلة استعملتها شرطة ميونخ للتواصل بصورة آنية حول العملية. ونشرت الشرطة على حسابيها على تويتر وفيسبوك رسائل تحذيرية باللغات الألمانية والإنكليزية والفرنسية والتركية، بهدف إطلاع السكان على الوضع في أسرع وقت وتحذيرهم، وعوتهم إلى “عدم إثارة التكهنات لأن هذا سيساعدنا كثيرا” كما توجهت إلى مستخدمي الإنترنت قائلة “لا تساعدوا مطلقي النار”، من خلال حثهم على عدم تناقل صور الضحايا وعدم كشف مواقع رجال الشرطة. وقال وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير السبت “اليوم في عصر الشبكات الاجتماعية، ليست الشرطة من يتحكم بكمية المعلومات وتوقيتها، بل الناس?، ففي ميونخ أظهرت تسجيلات فيديو التقطها هواة، الشاب وهو يطلق النار على الضحايا، ما ساعد بالكشف عن هويته، ليعيد الملايين من المستخدمين عبر العالم نشر هذه المقاطع على الإنترنت. هجوم ميونخ أبرز شبكات التواصل الاجتماعي في صورة سلاح ذي حدين، فكان من جهة أداة لتجميع المعلومات التي ساعدت في التحقيق، ومن جهة أخرى كان وسيلة المعتدي لاستدراج ضحاياه وقنوات لبث الشائعات ممّا أثار الفوضى، وهي الأسباب التي جعلت هذه المواقع تواجه اتهامات كثيرة إثر الاعتداء.

Share/Bookmark

اقرأ ايضآ

  • نفي امريكي لمزاعم روسية بمحاولة التدخل في الانتخابات
  • بيانات عبر الإنترنت تساعد في اكتشاف حالات سرطان المبيض مبكراً
  • أول قانون رئيسي لتنظيم الذكاء الاصطناعي داحل الاتحاد الاوربي
  • دبي تصدر قانون الأصول الرقمية للاستحواذ على اقتصاد التشفير
  • مجلس النواب الأمريكي يقر بقانون يهدد بحظر تطبيق تيك توك
  • فيسبوك
    تعليقات


    غزة وتوجهات جيل زد نحو تغيير قواعد الحوكمة العالمية
    كشفت الحرب الإسرائيلية على غزة عن متغيرات جديدة فيما يتعلق بعملية صناعة وتشكيل الرأي العام العالمي و

    المغرب يدخل عصر صناعة البطاريات الالكترونية
    في خطوة مهمه لدعم الاقتصاد المغربي من جهة وصناعة السيارات من جهة اخرى اعلنت المملكة للمرة الأولى عن

    قانون الأسواق الرقمية الأوربية وحوكمة الشركات الكبرى
    في 6 مارس 2024 دخل حيز التنفيذ قانون الاسواق الرقمية،داخل الاتحاد الاوربي والذي تم اقراره عام 2022

    موضوعات جديدة
    الأكثر قراءة
    الأكثر تعليقا
    الى اي مدى انت راض على اداء المنصات الرقمية في الحرب على غزة ؟
    راضي
    غير راضي
    غير مهتم
     
        
    سيادة الدولة في العصر الرقمي للدكتور عادل عبد الصادق
    التاريخ