المقالات -
تكنولوجيا المعلومات والنهضة التعليمية للمجتمع الذي يتعلم !

: 1166
الاثنين,22 اغسطس 2016 - 09:05 ص
د.عادل عبد الصادق*

تكنولوجيا الاتصال والمعلومات وخلق " المجتمع الذي يتعلم " . ذلك الامل الذي اصبح حقيقة ممكنة بفضل الثورة التكنولوجية وما اتاحتة من ادوات ووسائل واصبح للانترنت دورا في التعليم والتدريب وفي التأثيرعلى كافة اطراف العملية التعليمية واساليبها ومصادرها وبما مثل ذلك من اهمية في التنمية البشرية بصفة عامة

تكنولوجيا المعلومات والنهضة التعليمية للمجتمع الذي يتعلم !
اضغط للتكبير

وخاصة في مجتمع دولي اصبحت المعلومات والمعرفة جزء اساسي من تطورة ومجالا تتنافس فية الدول ، واصبح لا يمكن تحقيق المجتمع المعلوماتي إلا بتكوين الفكر المعلوماتي بين أفراد المجتمع بمختلف المستويات ومن أهم المؤسسات التي يمكن الاستفادة منها في تكوين هذا المجتمع هي المدارس والجامعات. وتقوم عملية ادماج تكنولوجيا الاتصال والمعلومات في العملية التعليمة باعتبارها عملية متكاملة على تطبيق هيكل من العلوم والمعرفة عن التعليم الإنساني واستخدام مصادر تعلم بشرية وغير بشرية لتحقيق الاهداف  التعليمية والتوصل لتعلم أكثر فعالية ، وتعزيز الاهتمام بالمكتبات الرقمية والمحتوى الإلكتروني وحقوق الملكية الفكرية والبنية المعلوماتية ودور المعلم والموجه والإدارة الإلكترونية .

 

بيئة تعليمية جديده

 

. اصبحت المؤسسة التعليمية في ظل الثورة التكنولوجية نظام مفتوح على المجتمع وتحولت البيئة التعليمية المغلقة الى بيئة مفتوحة تعتمد على شبكات المعرفة ووسائل تكنولوجيا التعليم الحديث عبر سلسلة من الإجراءات الموجهة نحو تحقيق هدف،و اصبح لذلك تاثيرعلى عملية تصميم ونقل ومصادرواطراف العملية التعليمية.   وبرزت اهمية العنصر البشري والتسهيلات المادية والمالية والمواد التعليمية والأجهزة في  تحسين الرسالة التعليمية عن طريق استخدام الادوات التكنولوجية في التعليم وظهور المواقع التعليمية على الانترنت وظهور نمط جديد من التعليم عبر الانترنت بالاضافة الى العديد من مواقع تعليم المهارات الخاصة باللغات والمواد العلمية بالاضافة الى الكم الهائل من المعلومات المتوافره عبر الشبكة الدولية للمعلومات .

واصبح هناك تأثير تكنولوجيا الاتصال والمعلومات على اطراف العملية التعليمية واثرا ايجابيا على دور المدرس بتعزيز قدرته على اذكاء مهارته التدريسيه والمنهجيه والحصول على المعلومات التي تخدمه علميا ومناهجيا ، اما عن الطالب او المتعلم فان دورة اصبح اكثر فاعلية عن طريق قدرته على متابعه المحاضرات والدروس وجمع المادة العلمية الخاصة بشكل قد يتجاوز دور المدرس  وخاصة مع الاستفادة من الوسائط الاعلامية المتعددة والتي تعمل على اتاحة المادة العلمية بالصوت والصورة ويمكن ان يتفاعل معها الطالب عن طريق استخدام رسائل المحمول او الدخول على مواقع الانترنت.
 واتاح الانترنت وتكنولوجيا الاتصال والمعلومات تاثيرا على  المحتوى والرسالة التعليمية بدورة في التاثير على الأفكار والرموز والبيانات والمفاهيم والمبادئ والنظريات والاتجاهات والقيم، ويتم صياغتها في صورة كلمات أو رسوم أو صور سينمائية متحركة أو فيديو ، أما فيما يتعلق بالمادة التعليمية فاصبحت متوفرة ومتعددة وبالقدر الذي يلائم طموح الطالب او المتعلم في زيادة معلوماته ، عن طريق القدرة الاتصالية العالية سواء من خلال علاقته مع المحاضر او من خلال النقاش مع الزملاء او من خلال المشاركة في المنتديات والتعليقات عبر الانترنت.
وكان لتكنولوجيا الاتصال والمعلومات دورا في التاثير على عنصر هام من العملية التعليمية وهي الاجهزة والتجهيزات  الخاصة بالعملية التعليمية كالكاميرات وآلات التصوير والكمبويتر، اما التاثير على الاماكن او المنشآه  التعليمة فجاء التاثير في شكل بعدين اما بتقليل اهميتها عن طريق  القدرة على تحسين عملية التعليم عن بعد عن طريق الانترنت ووسائل تكنولوجيا الاتصال والمعلومات ، اما البعد الاخر فتعلق بالعمل على تحسين قدرة تلك المنشآت التعليمية على تحسين دورها في العملية التعليمية وتوفير الادوات التعليمية التكنولوجية للطالب من اجهزة حاسبات ومعامل حديثة وتقنيات استعراض المادة العلمية من موادة فيلمية او القدرة على ادخال تقنيات المحاكاه  العلمية في المعامل عبر الكمبويتر بالاضافة الى التاثير على دور مصادر المعلومات في المنشآه التعليمية كالمكتبة المدرسية والمعامل والمبنى المدرسي.
وكان لكل تلك المتغيرات تاثيرا واضحا على الأساليب التعليمية واستراتيجيات وخطوات العمل التي يقوم بها الأفراد أو تستخدم بها المواد التعليمية والأجهزة التعليمية
، وجاء ذلك في اطار كون الدراسة عبر الانترنت أصبحت إحدى المعالم البارزة في تطور استخدام التكنولوجيا في مجال التعليم، وظهر ذلك في تطبيقات مختلفة في الدول المتقدمة، لتشمل الدراسة الأساسيّة في المدارس، وتمتد لتشمل الجامعات والشركات للتدريب على مختلف المجالات وتطوير الكوادر البشرية

  

الانترنت جامعه مفتوحة

 

اتاح الاننرنت  العديد من المزايا  لعل اهما:
اولا : في الكم الهائل من  مصادر المعلومات. والمعرفة ومن امثال تلك المصادر اتاحة العديد من الدرويات العلمية من مختلف الجامعات والمراكز البحثية المتخصصة والمقالات والكتب وقواعد البيانات و الموسوعات العلمية بالاضافة الى المواقع التعليمية والبرامج التربوية الحديثة بما يعمل على زيادة القدرات وسرعه اكتساب المهارات الفنية.
 
وثانيا، عملت شبكة الانترنت على تعزيز فرص  الاتصال غير المباشر وتجاوز ضرورة الوجود المادي وذلك عن طريق ما اتاحته  ثورة الاتصال من  البريد الالكتروني والمجموعات البريدية والرسائل الصوتية عبر الانترنت والتي تتميز برخص تكلفتها وفاعلياتها . وثالثا: عملت شبكة الانترنت على تعزيز الاتصال المباشر وتحسين التفاعل بين الاشخاص عن طريق التخاطب بالكتابة او بالصوت والصورة او عن طريق المؤتمرات العلمية المرئية التي تنقل على الهواء.
  اتاح الانترنت رابعا القدرة على حفظ المعلومات واستراجعها بسهولة بما يعمل على تخفيض تكلفة العملية التعليمية ويوفر الوقت والجهد ، وخامسا اتاحت محركات البحث العالمية على الشبكة الدولية قدرة طالب العلم ان يكون على دراية كافية بما يريد بما اثرعلى قدرته على الانجاز والاطلاع على احدث المعلومات وبسهولة ،
وسادسا :عملت شبكة الانترنت على زيادة المبادرة الفردية التي يقوم بها الباحث او المتعلم بدلا من الطرق التقليدية في التعليم بما يمكنه من تشكيل وجه نظر خاصة بة وفق ما استند الية من مصادر مختلفة عن غيرة وتطوير طرق التفكير الابداعي والعمل على تنمية  إستراتيجيات حل المشاكل
,وتنمية مهارات التفكير العلمي.وتحقيق التعلم طويل الأمد .
ومثلت شبكة الإنترنت مثال واقعي للقدرة على الحصول على المعلومات المختلفه واتاحة الفرصة للتعلم الجماعي الذي ينطلق من مبادرة فردية ، ويتم الاتصال بأقل تكلفة ووقت  و إمكانية الوصول إلى عدد أكبر من الجمهور، و سهولة تطوير محتوى المناهج الموجودة عبر الإنترنت. وبما  يساعد على إيجاد عملية تعليمية تتسم بالحيوية والتفاعلية الشديدة بما يظهرعلى مستوى الخريجين وسوق العمل وخاصة مع اهمية الاقتصاد الرقمي في النمو الاقتصادي .

ربما ستؤثر الثورة العلمية والتكنولوجية في اعادة النظر في مدى اهمية المؤسسات التعليمية التقليدية لتصبح القدرة على التعليم الذاتي عبر الانترنت معيار له اهميته في ظل عالم اصبح يسيطر علية عمليات الابداع والابتكار والتطور المستمر للافكار والتطبيقات والتي لا توجد في المقررات الدراسية او في تلقي المحاضرات والدروس داخل القاعات وفي توقيتات محددة والزامية للحضور ودرجات للثواب والعقاب ، وجاء الانترنت ليطرح كحالة تحول استراتيجي في النظام التعليمي ،وذلك مع بروز الانترنت وتطبيقاته كمعلم وكمؤسسة وكمقدم كذلك للوسائط التعليمية والتي من شانها ان تحدث تحولا في عملية التعلم والتعليم كدوره مستمره في الحياة ، حيث يصبح المجتمع ذاته يبحث عن التعليم لرفع قدراته ومواجهة تحديات الواقع ومواجهة متطلباته حيث التعليم الالكتروني والتعليم عن بعد يملك جاذبية الارادة الحرة من قبل المتعلم ، ودرجة الربط الشديد بين الاحتياجات والاستجابات من قبل المتعلم ، والى ارتباط ذلك بالتحول في مجال المعرفة والمعلومات والتي تنوعت مصادرها امام الكافة في تطبيقات الانترنت المختلفة .     

 * خبير بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية - مدير مشروع المركز العربي لابحاث الفضاء الالكتروني


Share/Bookmark

اقرأ ايضآ

  • الاقتصاد الكلي للذكاء الاصطناعي
  • المغرب يدخل عصر صناعة البطاريات الالكترونية
  • قانون الأسواق الرقمية الأوربية وحوكمة الشركات الكبرى
  • رحلة الراحل محمد الشارخ حتى تأسيس كمبيوتر صخر
  • الأدلة الرقمية لجرائم الحرب فى غزة
  • فيسبوك
    تعليقات


    غزة وتوجهات جيل زد نحو تغيير قواعد الحوكمة العالمية
    كشفت الحرب الإسرائيلية على غزة عن متغيرات جديدة فيما يتعلق بعملية صناعة وتشكيل الرأي العام العالمي و

    المغرب يدخل عصر صناعة البطاريات الالكترونية
    في خطوة مهمه لدعم الاقتصاد المغربي من جهة وصناعة السيارات من جهة اخرى اعلنت المملكة للمرة الأولى عن

    قانون الأسواق الرقمية الأوربية وحوكمة الشركات الكبرى
    في 6 مارس 2024 دخل حيز التنفيذ قانون الاسواق الرقمية،داخل الاتحاد الاوربي والذي تم اقراره عام 2022

    موضوعات جديدة
    الأكثر قراءة
    الأكثر تعليقا
    الى اي مدى انت راض على اداء المنصات الرقمية في الحرب على غزة ؟
    راضي
    غير راضي
    غير مهتم
     
        
    سيادة الدولة في العصر الرقمي للدكتور عادل عبد الصادق
    التاريخ