تدرس مجموعة من الشركات في ما بينها فرص الاندماج وعقد شراكات بهدف تحسين خدماتها التقنية التي تقدمها، في حين يعمل العديد من عمالقة التكنولوجيا على الاستحواذ على منافسيهم من أجل تعزيز منصاتهم. ومن بين أبرز التساؤلات التي يمكن أن يطرحها هذا الاندماج بين البعض من شركات التكنولوجيا هل ستجد القرصنة الإلكترونية ثغرات أمنية لتنفذ من خلالها إلى الشركات أم ستبني الشراكة جدارا متينا يقيها الهاكرز؟ وهل سيمثل الاستحواذ مساحة شاسعة للقرصنة؟
يبدو أن شركات التكنولوجيا من خلال التفكير في الاندماج في ما بينها تأمل في الحصول على قدر أكبر من الانتشار، إلى جانب تحصين برمجياتها وأحدث تطبيقاتها من الهاكرز.كما أن الشركات التي عملت على الاستحواذ على منافسيها صرحت بأن هدفها تعزيز منصاتها وفرض سيطرتها على القطاع لذلك يرجح أنها أخذت احتياطاتها من القرصنة الإلكترونية.
وحول دراسة إمكانيات عقد شراكة أعلنت شركتي سوني كورب للإلكترونيات وطوكيو إلكتريك باور كومباني هولدنغز (تيبكو) لخدمات الكهرباء في اليابان، أنهما تدرسان إقامة شراكة بينهما لتقديم خدمات متنوعة للأسر اليابانية من خلال تكنولوجيا إنترنت الأشياء.
ووفقا للشراكة المنتظرة فإن شركة سوني موبايل كوميونيكشنز التابعة لمجموعة سوني كورب وشركة تيبكو إنيرجي بارتنر التابعة لمجموعة تيبكو تأملان في مساعدة العملاء على التحكم في استخدام الطاقة بكفاءة وعن بعد في المنازل إلى جانب إمكانية الاطمئنان باستمرار على سلامة وصحة كبار السن في المنازل أثناء تواجد هؤلاء العملاء خارج المنزل، متوقعة إمكانية إطلاق هذه الخدمات الجديدة العام المقبل.
وقد توصلت المجموعتان اليابانيتان إلى اتفاق أساسي بشأن التعاون المأمول، على أن يتم إجراء المزيد من المحادثات بشأن تفاصيل الشراكة بينهما لتقديم هذه الخدمات.
شراكة سوني كورب وطوكيو إلكتريك باور كومباني هولدنغز تأمل في مساعدة العملاء على التحكم في استخدام الطاقة بكفاءة وعن بعد في المنازل
ويذكر أن تكنولوجيا إنترنت الأشياء ظهرت في الآونة الأخيرة وهي تمثل الجيل الجديد من الإنترنت الذي يتيح التفاهم والاتصال بين الأجهزة المنزلية وغير المنزلية المترابطة مع بعضها عبر بروتوكول الإنترنت.
وتتيح هذه التكنولوجيا للمستخدمين الاتصال بأجهزتهم المنزلية المختلفة مثل الثلاجة والغسالة والتلفزيون ومكيف الهواء والتحكم فيها عن بعد عبر الإنترنت.
وهذا النوع من التكنولوجيا يعاني كثيرا من تدخل الهاكرز، لذلك يأمل خبراء التكنولوجيا في أن تعمل هذه الشراكة على وضع التدابير اللازمة للقضاء على تدخلات القراصنة.
وتعتمد بعض الشراكات نوعا من الاستحواذ، حيث عملت شركة أبل على احتكار شركة غليمبس الناشئة بهدف تحسين منصة هيلث كيت ورصد الأمراض المزمنة.
وتعمل هذه الشركة الناشئة على مساعدة المستخدمين على جمع وتخصيص السجلات الصحية، وأعربت أبل عن نيتها في دمج هذه الشركة ضمن منصتها هيلث كيت، لا سيما وأن هذه المنصة تستخدم من قبل نصف المستشفيات الأميركية لمراقبة المرضى الذين يعانون من مشاكل صحية خطيرة.
وقال مؤسس غليمبس أنيل سيثي على موقع لينكد إنه صمم التطبيق لعدم وجود سجل صحي إلكتروني واحد يستخدمه جميع الأطباء، لذا يستهدف التطبيق في المقام الأول المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة.
وتأمل أبل في توسيع نطاق منصتها بدمج غليمبس، خصوصا وأن خبراء من جامعة واشنطن كانوا أوائل هذا الشهر قد كشفوا عن قدرة قراصنة الإنترنت في الوصول إلى أدمغة البشر عبر قراءة الإشارات العصبية.
وأوضح الخبراء أن القراصنة يستخدمون “واجهة الدماغ الحاسوبية بي سي اي إس” المستخدمة على نطاق واسع في المجال الطبي وغيرها من الصناعات بما فيها التسويق، من أجل تسجيل ردة الفعل اللاإرادية للدماغ.
شركة مايكروسوفت الأميركية قامت بوضع شركة ناشئة تدعى جيني ضمن أسطولها للحصول على أداة ذكاء اصطناعي جديدة بهدف تحسين أوفيس 365
وعلى الرغم من أن هذه التقنية وجدت في البداية من أجل تحسين حياة الإنسان، ولكن يبدو أنها وصلت إلى الأيدي الخطأ التي تعيث فسادا من خلالها، ولهذا يحاول عمالقة التكنولوجيا تلافي ذلك.
ومن جانبها، قامت شركة مايكروسوفت الأميركية بوضع شركة ناشئة تدعى جيني ضمن أسطولها للحصول على أداة ذكاء اصطناعي جديدة بهدف تحسين أوفيس 365.
وأوضحت مايكروسوفت أن جيني تمتلك مساعدا شخصيا يعتمد على الذكاء الاصطناعي يمكّن المستخدم من جدولة مواعيده المهمة وتنظيم أجندة لقاءاته. وأفادت مايكروسوفت أنها بصدد ربط جيني بالخدمة السحابية أوفيس 365، لكنها لم تكشف عن شروط الاتفاق.
وأعلن مؤسس جيني تشارلز لي على مدونته أن شركته ستتوقف عن العمل كخدمة قائمة بذاتها الشهر المقبل، مؤكدا انضمامه إلى عملاق التكنولوجيا مايكروسوفت ضمن خطط الاستحواذ.
ويعتقد مطورو مايكروسوفت أن خطط الدمج بإمكانها أن تعزز منصاتها من القراصنة، لا سيما وأنها وضعت نفسها في مأزق بعد تسريبها عن طريق الخطأ لمفاتيح تتيح لمن يملكها تخطي أبواب خلفية للوصول إلى أجهزة محمية بميزة “الإقلاع الآمن” والقيام بهجمات أخرى على الهواتف والكمبيوترات العاملة بنظام ويندوز.
وبدأت مايكروسوفت أواخر يوليو الماضي في إصلاح تدريجي للعيوب عبر سلسلة تحديثات، فيما تقول تقارير إن المشكلة لن تحل تماما إلا في سبتمبر القادم.
وفي حال تمكنت مايكروسوفت من إصلاح العيوب سيبقى ممكنا استخدام المفاتيح المسربة من قبل المستخدمين الحاصلين على امتيازات المسؤول لتجاوز الإقلاع الآمن على الأجهزة المقفلة طالما لم يتم تحديث النظام بآخر الترقيعات الأمنية.
وأعلنت شركة الإلكترونيات اليابانية رينساس إلكترونيكس كورب كذلك أنها تدرس الاستحواذ على شركة صناعة الرقائق الإلكترونية الأميركية إنترسيل كورب.
ويذكر أن رينساس إلكترونيك التي أجرت عملية إعادة هيكلة عملياتها غير المربحة، تستهدف حاليا تعزيز نشاطها في مجال الرقائق الإلكترونية للسيارات في ظل توقعات بنمو الطلب على الأجهزة الإلكترونية للسيارات في مختلف أنحاء العالم. وتسعى شركات صناعة السيارات في العالم حاليا إلى تطوير تقنيات أكثر تقدما للحد من استهلاك الوقود وزيادة القدرة على التحكم الذاتي في السيارات وصولا إلى إنتاج السيارة ذاتية القيادة التي لا تحتاج إلى سائق.