الدراسات -
'جي 5' ثورة تقنية واجتماعية في آن واحد

: 9069
الاحد,13 اغسطس 2017 - 11:08 ص
العرب- لندن

يشهد العالم في هذه الأيام سباقا متسارعا نحو تطوير شبكات “جي 5”، الجيل الخامس من شبكات الاتصال الخلوي فائق السرعة، والتي ستأتي خلفاً لشبكات الجيل الثالث والرابع الحالية، ويبدي العلماء حماسا منقطع النظير إذ يقولون إن شبكات الجيل الخامس ستأتي بصورة مختلفة كليا وستغير من وجه العالم بأكمله، لكن ماذا لو اكتشف العلماء سرعة تفوق سرعة “جي 5” قبل موعد انطلاقها.


اضغط للتكبير
/div>

ستانفورد - أظهرت دراسة استطلاعية عالمية أجرتها حديثًا مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية غارتنر إلى أن 75 بالمئة من المؤسسات على استعداد لدفع مبالغ أكبر للتمتع بقدرات شبكات اتصالات الجيل الخامس اللاسلكية “جي 5”، في حين أشار 24 بالمئة فقط من المستطلعين إلى تمسكهم بخدمات اتصالات الجيل الرابع “جي 4”.

وأعلن باحثون في وقت سابق أن الاختبارات على السرعة للاتصال عبر تقنية الجيل الخامس “جي5” حققت سرعات قياسية، بلغت تيرابايت في الثانية، علما أن هذه السرعة تفوق بـ200 مرة نظيرتها الحالية.

ووفق الاختبارات التي أجراها فريق بحثي من مركز تطوير شبكات الجيل الخامس بجامعة سري في بريطانيا يمكن تحميل ملف يبلغ حجمه 100 ضعف ملفات الأفلام الطويلة في حوالي 3 ثوان. كما أن السرعة الجديدة تفوق متوسط سرعة التحميل في شبكات الجيل الرابع بحوالي 65 ألف مرة.

زيادة السرعات التي تقدمها شبكات الجيل الخامس تتراوح بين 10 و50 غيغابايت مقارنة بمتوسط سرعة شبكات الجيل الرابع التي تصل إلى 15 ميغابايت في الثانية، وهذا ما يشجع إقبال شركات الاتصالات عليها.

وقال سيلفان فابري، مدير الأبحاث لدى غارتنر، “إن الشركات العاملة في قطاع الاتصالات على استعداد على الأرجح لدفع مبالغ أكبر مقارنةً بالشركات العاملة في قطاعات وصناعات أخرى. فعلى سبيل المثال، نجد أن مؤسسات المستخدم النهائي في قطاعات التصنيع والخدمات والهيئات الحكومية أقل استعدادً لدفع مبالغ إضافية للتمتع بمزايا شبكات الجيل الخامس مقارنةً بشركات الاتصالات الراغبة بالدفع للاستفادة من مزايا شبكات الجيل الخامس على صعيد استخداماتها الداخلية”.

المعيار القائم على الزمان والمكان سيصبح شيئا من الماضي ولن يشكل أي عقبة أمام شبكات الجيل الخامس للاتصالات

في عام 2013 اختبرت شركة سامسونغ الكورية الجنوبية شبكات “جي 5” عند السرعة 1 غيغابايت في الثانية وهو ما يعني إمكانية تنزيل فيلم عالي الوضوح بأقل من دقيقة واحدة، أما شبكات “جي 5” التي ستصل سرعتها إلى 800 غيغابايت في الثانية فسوف تتيح قدرات قد لا يستوعبها العقل البشري حاليا، إذ يتحدث العلماء عن إمكانية تنزيل 33 من الأفلام عالية الوضوح في ثانية واحدة عند ذلك المعدل من السرعة.

وعلى الرغم من هذا الحماس في تطوير واختبار شبكات الجيل الخامس إلا أنه من المستبعد توفرها للمستخدمين قبل عام 2020، فبحلول ذلك العام من المتوقع أن يتراوح عدد الأجهزة المتصلة بالإنترنت ما بين 50 إلى 100 مليار جهاز، لذا فلا بد من توفر شبكات بنطاقات ترددية جديدة ومختلفة لسدّ هذا الطلب الواسع على الاتصال بشبكة الإنترنت.

وعن كيفية عمل “جي 5” من الناحية التقنية فإن هناك تقنية تعرف اختصارا بـ”ميمو” أي “مداخل متعددة ومخارج متعددة” ستلعب دورا رئيسيا في تشغيل شبكات الجيل الخامس ومعايير كفاءتها، وتستخدم تقنية “ميمو” هوائيات عديدة صغيرة لتخديم تدفق البيانات بشكل منفرد، وقد اعتمدت سامسونغ على هذه التقنية لتوفير سرعات مذهلة لتنزيل البيانات، ومن المرجح أن تستخدم شبكات الجيل الخامس عددا أكبر من محطات البث، بما في ذلك المواقع الكبيرة المخصصة للبث ومحطات أصغر تعتمد طيفا من تقنيات الراديو لتضمن تغطية أفضل.

وستحقق شبكات الجيل الخامس ما يعرف بـالوصل الفائق، أي سنصبح مجتمعا يتصل فيه الأشخاص والتجهيزات مع بعضهم البعض ويكون تدفق المعلومات سلسا ومستمرا مع تحقيق أعلى درجات التغطية والسرعة غير المحدودة بفضل هذا الجيل من الشبكات.

كما ستتيح شبكات الجيل الخامس المجال للأجهزة الموجودة لكي تتعرف على احتياجات كل مستخدم بأفضل شكل ممكن وهو ما يطلق عليه شعار “فكّر بطريقة أفضل” وصولاً إلى خدمات ترقى إلى مستوى التحسس للأفكار، فمثلا، إذا كنت تريد أن تتصل بصديقتك ففكر بها وستقوم الشبكة بالاتصال بها تلقائيا.

ويعتقد أن شبكات الجيل الخامس ستشكل ثورة تقنية واجتماعية في آن واحد، حيث أن المعيار القائم على الزمان والمكان سيصبح شيئا من الماضي ولن يشكل أيّ عقبة، وهذا ما أكّده خبراء يعملون في مختبرات تطوير شبكات الجيل الخامس، فعندما نصل إلى مرحلة من تدفق المعلومات تتخطى حاجة الشخص الواحد أو قدرة جهاز على معالجة هذه المعلومات خلال ثانية واحدة، فإن ذلك يعني بصيغة أخرى أننا وصلنا إلى نظام يحقق استجابة فورية لطلب المستخدم.

وستمكّن تقنيات الجيل الخامس المستخدمين بحسب الخبراء من تجاوز ما يسمى بـ”الواقع المعزز” بل والذهاب إلى أبعد من ذلك، وهو الابتعاد عن الاعتماد على الأجهزة الخارجية (هاتف ذكي، كمبيوتر لوحي) أو الحاجة لمعضلة الاتصال وقطع الاتصال. لكن هل من المؤكد أن تصل تقنيات الجيل الخامس إلى المستخدمين في موعدها؟ ثم ماذا لو اكتشف العلماء سرعة تفوق سرعة الجيل الخامس قبل انطلاقه في 2020؟

ويقول سيلفان فابري “تشير الخطط الموضوعة من قبل شركات توريد خدمات الاتصالات إلى أن توافر خدمات الجيل الخامس على نطاق واسع لن يتحقق قبل العام 2022”.


Share/Bookmark

اقرأ ايضآ

  • علم الأحياء الحاسوبي: خوارزمية تَعَلُّم آلة تتنبأ ببِنْية البروتينات
  • علوم اجتماعية: ديناميكيات خطاب الكراهية على الإنترنت
  • فيزياء تطبيقية: تحسين تجارب الواقع الافتراضي والواقع المعزز باللمس
  • إلكترونيات: استشعار المؤشرات الحيوية دون ملامسة الجسم
  • سلوك البشر: التكنولوجيا الرقمية تحت المجهر
  • فيسبوك
    تعليقات


    غزة وتوجهات جيل زد نحو تغيير قواعد الحوكمة العالمية
    كشفت الحرب الإسرائيلية على غزة عن متغيرات جديدة فيما يتعلق بعملية صناعة وتشكيل الرأي العام العالمي و

    المغرب يدخل عصر صناعة البطاريات الالكترونية
    في خطوة مهمه لدعم الاقتصاد المغربي من جهة وصناعة السيارات من جهة اخرى اعلنت المملكة للمرة الأولى عن

    قانون الأسواق الرقمية الأوربية وحوكمة الشركات الكبرى
    في 6 مارس 2024 دخل حيز التنفيذ قانون الاسواق الرقمية،داخل الاتحاد الاوربي والذي تم اقراره عام 2022

    موضوعات جديدة
    الأكثر قراءة
    الأكثر تعليقا
    الى اي مدى انت راض على اداء المنصات الرقمية في الحرب على غزة ؟
    راضي
    غير راضي
    غير مهتم
     
        
    سيادة الدولة في العصر الرقمي للدكتور عادل عبد الصادق
    التاريخ