الأخبار -
محرك بحث بدأ صغيرا يستحوذ على مستخدمي الإنترنت

: 182
الثلاثاء,16 اكتوبر 2018 - 02:16 م
العرب - لندن

غوغل يعزز خدماته ويستبق طلبات المستخدمين بفضل الذكاء الاصطناعي والبيانات الشخصية في وقت تزداد المخاوف من انتهاك الخصوصية.

محرك بحث بدأ صغيرا يستحوذ على مستخدمي الإنترنت
اضغط للتكبير
بدأت فكرة محرك البحث غوغل بسيطة حين عمل عليها طالبان أميركيان، وبإمكانيات مادية قليلة قدمها أحد الذين آمنوا بفكرة أن الإنترنت ستستحوذ يوما من الأيام على اهتمام البشرية، وفي العشرين من عمر غوغل ثبتت التوقعات باتساع رقعة الإنترنت حتى أصبحت تستحوذ على عقولنا، كما أصبح محرك غوغل الشاب أشهر محرك بحث في العالم. كاليفورنيا (الولايات المتحدة) - قام محرك غوغل بتصميم شعار خاص مبتكر بمناسبة الاحتفال بمرور عشرين عاما على تأسيسه الخميس الماضي، وعرض فيديو يوثق عيد ميلاده، وتحت شعار “غوغل يستطيع الإجابة على كل أسئلتك” عرض محرك البحث في الفيديو أسئلة المستخدمين التي بحثوا عنها في غوغل من جميع البلدان حول العالم بمرور السنوات المختلفة، كما عرض التغيرات الشكلية التي مرت بها الصفحة الرئيسية لمحرك البحث بمرور سنواته العشرين، وحرص المحرك في نهاية الفيديو على شكر مستخدميه بأكثر من 40 لغة، ولكن من الملاحظ أن ليس من بينهم اللغة العربية. وأكد المحرك الأميركي، أنه بات قادرا على استباق طلبات المستخدمين بفضل الذكاء الاصطناعي والبيانات الشخصية، في وقت تزداد المخاوف من انتهاك الخصوصية، بل هناك من يتهم محرك بحث غوغل بأنه يعلمنا الكسل. يقول بن غومز أحد المسؤولين في المجموعة الأميركية العملاقة، أن “البحث على الإنترنت ليس في وضع مثالي ونحن ندرك ذلك تماما (…) لكننا مصممون على تحسين أدائنا يوميا”، متعهدا بتقديم مضامين أكثر ملاءمة للمتطلبات الشخصية على طريقة وسائل التواصل الاجتماعي. وأدلى بن غومز بهذه التصريحات خلال مؤتمر صحافي بمناسبة الذكرى السنوية العشرين لانطلاق المجموعة التي أسسها طالبان في جامعة ستانفورد، ما أحدث ثورة حينها في مجال البحث على الإنترنت. بداية في مرآب منزل ففي سبتمبر من عام 1998، وعندما أسس لاري بيغ وسيرغي برين الشركة الأم لغوغل، شركة “ألفابيت” في مرآب منزل في ولاية نورث كارولينا الأميركية، لم كانا يملكان فقط 4 أجهزة كمبيوتر ومبلغا من المال لم يتجاوز 100 ألف دولار دفعها أحد المستثمرين الذي آمن بفكرتهما بأنّ إنشاء محرك للبحث على الإنترنت سيغير حياة البشر إلى الأبد. وبدأ نشاط المحرك متواضعا يعتمد على ما يمكن تسميته بالبحث والفهرسة، ولكن تجاوزها في ما بعد ليقدم خدمات ومنتجات عديدة، أبرزها الخرائط وبريد جيميل ومتصفح إنترنت كروم ونظام تشغيل أندرويد للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية. نحو 90 بالمئة من مستخدمي الإنترنت يستخدمون محرك البحث غوغل، أي بمعنى أن غوغل يحتكر المجال السيبراني تقريبا ولم يتوقع الكثير أن يحقق غوغل أرباحا طائلة ناهزت 9.4 مليار دولار بعد عشرين عاماً فقط من تأسيسه المتواضع، ووصلت احتياطات المحرك الشهير إلى حوالي 100 مليار دولار أميركي في الوقت الحالي. وأصبح غوغل اليوم، المحرك الأشهر في البحث في العالم، وباتت خدماته جزءا لا يتجزأ من حياة البشر اليومية، مما أدى إلى تغيير هيكلية البنية الذهنية للإنسان نحو الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، وبالتالي امتدت الأدمغـة البشـرية نحو الفضاء الرقمي. وبفضل خوارزمياته السحرية والملغزة، يبسط غوغل هيمنته على عالم الشبكة العنكبوتية، بل وينفتح أكثر وأكثر للاستثمار في عالم الصناعات التكنولوجية من برمجيات وأجهزة إلكترونية. كما لم يعد مساعد غوغل، الذي لا يتطلب تشغيله سوى استخدام كلمتين فقط (هاي غوغل)، يقدم معلومات سريعة فحسب، بل أصبح بإمكانه حجز المواعيد عوضا عنا وإجراء حجوزات للمطاعم. وأصبحت خدمة غوغل للبريد الإلكتروني “جيميل” تقدم اقتراحات حول ما نرغب في كتابته، كما باتت أخبار غوغل تعرض آخر المستجدات التي لها علاقة شخصية بنا، فقد ساهمت جميع هذه العناصر في تبديد حاجتنا إلى التفكير واتخاذ القرارات بأنفسنا. ويستخدم نحو 90 بالمئة من مستخدمي الإنترنت محرك البحث غوغل، أي بمعنى أن غوغل يحتكر المجال السيبراني تقريبا، دون إعطاء مجال لأي محرك بحث آخر للدخول في منافسته. خصائص جديدة غوغل أصبح غوغل واحدا من أكبر الشركات المتعددة الجنسيات في العالم وغالبا ما تواجه انتقادات وتتكبد حتى غرامات على خلفية اتهامها بالهيمنة. وأكدت المسؤولة عن المنتجات في غوغل كارين كوربي أنّ من بين الأفكار الرئيسية التي تعمل المجموعة على تطويرها “الوقوع على أمور لم تبدأوا حتى بالبحث عنها”. وسيعزز غوغل تاليا “شريط الأحداث” لديه سيسميه “ديسكافر” ويعرض عددا أكبر من المضامين التي من شأنها إثارة اهتمام المستخدمين من مقالات وتسجيلات مصورة… ليشبه بدرجة كبيرة ما تقدمه شبكات أخرى مثل فيسبوك. ومن بين الخصائص الجديدة التي ستتوافر اعتبارا من الأسابيع المقبلة، وعد غوغل بتوسيع نتائج البحث لتشمل ما قد يثير اهتمام المستخدم حتى من دون أن يسأل عنه، فعلى سبيل المثال عندما يبحث أحدهم عن نوع كلب قد يكون مهتما بمعرفة طريقة الاهتمام بهذا الكلب أو سبل الحصول على مثل هذا الحيوان. كما أن البحث عن بلد ما قد يعني أن المستخدم يفكر ربما في زيارته وبالتالي يمكن لغوغل أن يعرض عليه معلومات عن أسعار الفنادق أو تذاكر السفر… علما أن الشبكة لها محركات بحث خاصة للحجوزات. حماية البيانات الشخصية غوغل كل هذه الخصائص من شأنها دفع المستخدم إلى تمضية وقت أطول على غوغل بدل الاستعانة بمواقع أخرى. وتستند هذه الاقتراحات إلى معرفة غوغل بعادات مستخدمي الانترنت عموما، وأيضا إلى معلوماته الدقيقة عن المستخدم بما يشمل موقعه الجغرافي ولغته ونوع الجهاز الذي يستخدمه إضافة إلى معلومات كثيرة أخرى يختلف حجمها تبعا لكمية البيانات الشخصية التي يتيح المستخدم للتطبيقات الاطلاع عليها. نقاشات كثيرة تدور في هذا الصدد منذ أشهر عدة، حول حماية الحياة الخاصة والبيانات الشخصية مثلا وانتهاك المجموعات التكنولوجية للخصوصية، لا سيما مع انكشاف فضيحة “كامبريدج أناليتيكا” المرتبطة بـ“فيسبوك”. وتزامنت تصريحات بن غوميز مع جدل جديد أثاره أستاذ يحاضر في جامعة جونز هوبكنز أكد أن عملاق التكنولوجيا أدخل تعديلا على متصفحه كروم له “تداعيات كبيرة على الحياة الخاصة ومستوى الثقة”. ومنذ التحديث الأخير، يربط كروم تلقائيا مستخـدم المتصفـح بحسـابـه في غـوغل، دون أن يأخذ برأيه، كما كان الحال سابقا، وفق ما أوضح الأكاديمي ماثيو غرين على مدونته. وبيّنت دراسة صادرة عن باحثين في جامعة “برينستون” الأميركية، أن غوغل يرصد تحركات ما يزيد عن ملياري شخص حول العالم، ممن يستعملون أجهزة وهواتف تعمل بنظام التشغيل الشهير “آندرويد”. وبحسب وثيقة شروط الاستخدام، “عندما تربطون بحسابكم، نخزّن المعلومات المجمّعة… ونعتبرها من البيانات الشخصية”. ولفت الأكاديمي غرين الذي جرى تداول بيانه المنشور على نطاق واسع على الإنترنت “من شأن تعديلات من هذا القبيل أن تقوّض ثقة المستخدمين”. الكسل الذهني غوغل من بين الخصائص الأخرى التي كشف عنها غوغل، الإتاحة للمستخدمين بنشر قصص، وهو نسق رائج بقوة على الإنترنت حاليا يجمع بين النصوص والصور وتسجيلات الفيديو الزائلة. وهذه الخاصيات الجديدة مستوحاة بدرجة كبيرة من شبكات أخرى مثل “فيسبوك” وإنستغرام وسناب شات. وستتيح الخصائص الجديدة أيضا مواصلة عمليات البحث على مدى أيام عدة مع إمكان وضع المواقع التي سبق للمستخدم تصفحها، جانبا بسهولة أكبر، كما الحال لدى التحضير لسفر على سبيل المثال. وأشار غوغل إلى أنها ستعزز عمليات البحث بواسطة الصور ما سيتيح التعرف إلى طبيعة غرض ما استنادا إلى الصورة الملتقطة له. وبعد عقدين من الزمن على انطلاقة غوغل، وهو المحرك الأشهر في البحث في العالم، باتت خدمات غوغل جزءا لا يتجزأ من حياة البشر اليومية، مما أدى إلى تغيير هيكلية البنية الذهنية للإنسان نحو الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، وبالتالي امتدت الأدمغة البشرية نحو الفضاء الرقمي. ويقول الخبير في الفلسفة البروفسور بنيامين كرتس إن الاتكال المتنامي على خدمات غوغل القائمة على الذكاء الاصطناعي، جعلنا نتخلى عن قدر أكبر من مساحتنا الذهنية الشخصية لصالح غوغل. ويشير إلى أن غوغل يعمد إلى سد نقائصنا المعرفية، وبالتالي الذهنية. وفي هذه الحالة، ستتلاشى خصوصيتنا الذهنية وقدرتنا على التفكير بحرية. وعلى الرغم من تلك الانتقادات إلا أن نمو غوغل وتأثيره الكامل على حياة مئات الملايين من البشر حول العالم أصبح حقيقة من شأنها التزايد يوماً بعد يوم، وهو ما يزيد من تعاظم دور الشركة بين أكبر المؤسسات العالمية.

Share/Bookmark

اقرأ ايضآ

  • السعودية ضمن أوائل دول العالم في تطوير استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي
  • مشروع تايواني يفتح فصلا جديدا في صناعة الرقائق الأميركية
  • شركة تينسيت الصينية تجني 2.6 مليار دولار
  • الذكاء الاصطناعي يساعد شركات التأمين على رصد عمليات الاحتيال
  • زيادة 10% من انفاق الشرق الأوسط على الأمن السيبراني في 2024
  • فيسبوك
    تعليقات


    غزة وتوجهات جيل زد نحو تغيير قواعد الحوكمة العالمية
    كشفت الحرب الإسرائيلية على غزة عن متغيرات جديدة فيما يتعلق بعملية صناعة وتشكيل الرأي العام العالمي و

    المغرب يدخل عصر صناعة البطاريات الالكترونية
    في خطوة مهمه لدعم الاقتصاد المغربي من جهة وصناعة السيارات من جهة اخرى اعلنت المملكة للمرة الأولى عن

    قانون الأسواق الرقمية الأوربية وحوكمة الشركات الكبرى
    في 6 مارس 2024 دخل حيز التنفيذ قانون الاسواق الرقمية،داخل الاتحاد الاوربي والذي تم اقراره عام 2022

    موضوعات جديدة
    الأكثر قراءة
    الأكثر تعليقا
    الى اي مدى انت راض على اداء المنصات الرقمية في الحرب على غزة ؟
    راضي
    غير راضي
    غير مهتم
     
        
    سيادة الدولة في العصر الرقمي للدكتور عادل عبد الصادق
    التاريخ