رسوم الواي فاي في «الباي باي»

16-12-2014 08:36 AM - عدد القراءات : 196
كتب جوسلين ايليا
«شرب البحر وغص بالساقية» مقولة شعبية شهيرة، تفسيرها ببلاغة أكثر يعني أنك بعدما تشرب البحر بمساحته وبما يحويه، لن يضيرك شرب الساقية الأصغر حجما والأقل ماء.
رسوم الواي فاي في «الباي باي»
شرب البحر وغص بالساقية» مقولة شعبية شهيرة، تفسيرها ببلاغة أكثر يعني أنك بعدما تشرب البحر بمساحته وبما يحويه، لن يضيرك شرب الساقية الأصغر حجما والأقل ماء..
وهذا ينطبق على الرسوم التي تفرضها بعض الفنادق العالمية، لا سيما من فئة الخمس نجوم لقاء استخدام خدمة الواي فاي، ويمكن تطبيق المقولة على الطرفين، وبشكلين مختلفين، على إدارة الفندق التي ترتئي بأن زبائنها أصحاب الملايين، لن يغضبهم دفع رسوم الواي فاي باهظة الثمن بعد تحملهم مبالغ طائلة لقاء الإقامة في إحدى الغرف، ويمكن تفسير المقولة هنا بشكل آخر، الإقامة لليلة واحدة في الفنادق الكبرى تساوي أجرة شقة متواضعة في بعض الأحيان، فلا يكفي الفندق جني المال من الغرف لكي يفرض فوقها على الزبون دفع رسوم ضخمة، إزاء استخدام خدمة الواي فاي؟ وليس فقط الواي فاي، وإنما الماء والمقرمشات وغيرها بما يعرف بالـ«ميني بار»؟. وليس هذا كله، فبعض الفنادق تقدم خدمة الواي فاي مجانا في البهو الرئيس وليس داخل الغرف.
رسوم الواي فاي التي تفرضها بعض الفنادق كانت ولا تزال محط تذمر النزلاء في الفنادق، الذين لا يرون فيها مبررا ولا تفسيرا منطقيا، فهل يعقل بأن تكون تكلفة الواي فاي دولارا للدقيقة الواحدة؟ وهل يعقل بأن يكون سعر كيس المقرمشات أربعة دولارات؟ بالطبع لا، إنما هذه الأسعار ليست سوى وسيلة إضافية للفنادق لجني الأرباح، ولو أن هناك نسبة كبيرة من الفنادق التي تدعي بأنها لا تجني المال من «الميني بار» في الغرف.
في الآونة الأخيرة تنبهت بعض الفنادق إلى استياء الزبائن الذين رفضوا دفع رسوم الواي فاي، فرأت بأنه من الأفضل إلغاء تلك الرسوم المثيرة للجدل، وراحت تقدم بعض ألواح الشوكولاتة والماء والمقرمشات والبسكويت الصحي مجانا، وهذا إذا ما دل على شيء فإنما يدل على ذكاء إدارة الفندق، فما تجهله بعض إدارات الفنادق هو أن الزبون المقتدر ماديا هو أول المشتكين، وعلى رأس المستائين من دفع تلك الرسوم، وما لا تفكر به بعض إدارات الفنادق هو تقديم الأفضل لهذه الفئة من النزلاء، وإلا فسوف تخسرهم، فالمنافسة ما بين الفنادق وما تقدمه من خدمات على أوجها.
هناك نسبة قليلة من الفنادق التي تنبهت إلى هذه الفكرة وقالت «باي باي» لرسوم الواي فاي، ولكن تبقى هناك نسبة كبيرة غير آبهة للموضوع، فاستخدام الهاتف الجوال في السفر مكلف للغاية، والرسوم المفروضة من قبل الفنادق تجعل الأمر أكثر تعقيدا، وفي بعض الأحيان تجد بعض الفنادق التي تقدم خدمة واي فاي مجانية لتكتشف بعدها بأن هناك فخا ينتظر المستخدم، فتكون هناك خدمة مجانية وأخرى مدفوعة للحصول على توصيل سريع بالانترنت، كما أن بعض الفنادق تستخدم تطبيقات غير واضحة تجعل المستخدم يستسلم للموجود لقاء تخليص أعماله، وفي كلتا الحالتين لا يجوز بأن تقوم الفنادق بفرض تلك الرسوم. والغريب هو أن الفنادق الأرخص ثمنا تقدم الخدمة بالمجان على عكس الفنادق الغالية.
نصيحتي للفنادق التي تشتكي من عدم تحقيقها المال من وراء بيع الماء والمقرمشات في الغرف، إلغاء الفكرة أو إلغاء التسعيرة الخالية من المنطق، وإلغاء تسعيرة الواي فاي قبل أن يقول لها الزبون «باي باي».


© 2012 جميع الحقوق محفوظة لــ المركز العربى لأبحاث الفضاء الالكترونى
>