تعقب مقطع صوتي واتصال هاتفي اوقع بابن لادن

16-12-2014 08:48 AM - عدد القراءات : 1199
كتب ACCR
لم يتم استخدام اساليب تعذيب للحصول على معلومات عن مكان اختباء بن لادن بل تم الاستناد على تعقب مقطع صوتي لشاب كويتي عرف بعد ذلك بأنه أبو أحمد الكويتي، رفيق درب بن لادن عام 2002 ثم إعادة التقاطه في مجاهل باكستان إثر ذلك بـ8 سنوات كاملة.
تعقب مقطع صوتي واتصال هاتفي اوقع بابن لادن
ويشير التقرير إلى أن أبو أحمد الكويتي كان على اتصال بمهندس 11 سبتمبر (أيلول) خالد شيخ محمد، الذي كان أشرس معتقل في وجه أساليب الاستجواب القاسي، وذلك بعد تعقب مراسلات إلكترونية واتصالات هاتفية عام 2002.

وما جعل من تلك المعلومة ثمينة جدا، بحسب بيرغن، أن ذلك المقطع الصوتي الذي تم تعقبه بين الرجلين منذ 2002، توافق مع صوت تم التقاطه في باكستان عام 2010 ليتبين للمحققين أن أحمد الكويتي هو صاحب الصوت وأنه يوجد نحو منطقة آبوت آباد.

أما كيف جمع المحققون المعلومات حول الكويتي فتعود إلى 2002 عندما وفر 4 معتقلين كان يجري استجوابهم من قبل حكومات أجنبية معطيات حول سنه وشكله وأسرته، وهي معطيات كانت متوفرة حتى قبل أن يصل اسمه إلى محققي وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية.

كما قال المعتقلون الـ4، إن الكويتي كان أحد المقربين من بن لادن، ومن أبرزهم حسن غل وهو أحد ناشطي تنظيم القاعدة الذي كان محتجزا في كردستان بالعراق. ووفقا للمصادر فقد كان غل أكثر من وفر أدق المعلومات حول الكويتي وذلك بداية 2004 حتى قبل أن يدخل الاحتجاز الأميركي تحت سلطة وكالة الاستخبارات.

والأبرز من ذلك أن غل أوضح للمحققين أن بن لادن «على الأرجح ليست له حراسة أمنية مشددة وأنه على الأرجح أيضا يعيش في منزل مع أسرة في مكان ما من باكستان»، وذلك على خلاف 5 من أبرز من احتجزتهم وكالة الاستخبارات من ضمن المشتبهين والذين «أكدوا» أن الكويتي لا يتعامل إلا مع أعضاء «القاعدة» غير الفاعلين وليس القياديين، وأنه في أقصى الحالات يهتم بأسرة بن لادن وليس زعيم «القاعدة» نفسه.

بعد أن تنبهت الاستخبارات المركزية إلى أن الكويتي ربما سيكون صيدا ثمينا وأنه يستحق التعقب، وفر لها جهاز استخبارات أجنبي اسمه الحقيقي عام 2007. فاسمه الحقيقي هو إبراهيم سعيد أحمد، وهو باكستاني الأصل يتحدث العربية بطلاقة. وطيلة 3 سنوات سيكون على وكالة الاستخبارات أن تعثر عليه من ضمن 180 مليون شخص يعيشون في باكستان وليس من وسيلة ممكنة للبدء بالرحلة المضنية سوى تعقب المكالمات الهاتفية ومقارنتها بالمقطع الذي تملكه منذ ما يزيد على 8 سنوات.

وفي أواخر 2010، تلقى الكويتي اتصالا من أحد أصدقائه القدامى في الخليج والذي كان تحت مراقبة وكالة الاستخبارات الأميركية. بدأت المكالمة بسؤال من الصديق للكويتي: «لقد اشتقنا إليك.. أين كنت وأين أنت؟»، فرد الكويتي: «لقد عدت للعمل مع نفس الأشخاص الذين كنت معهم من قبل». وبعد أن حللت الاستخبارات المكالمة ترسخت لديها قناعة أن ذلك يعني أن الكويتي عاد للحلقة الضيقة لأسامة بن لادن. وانتهت المكالمة بقول الصديق للكويتي: «أعانك الله». واعتبرت وكالة الاستخبارات المكالمة دليلا على أن الكويتي ما زال يعمل مع «القاعدة»، وهو الأمر الذي لم يكن قبل ذلك محل قطع ويقين. وبتحليل المعطيات المتعلقة بالهاتف الذي استخدمه الكويتي، خلصت وكالة الأمن القومي الأميركية إلى أنه يوجد في مكان ما شمال غربي باكستان. لكن المشكلة كانت في أن الكويتي يعتمد أساليب حادة الذكاء في التخفي، حيث إنه لم يكن يضع البطارية في الهاتف إلا عندما يكون بعيدا بمسافة لا تقل عن ساعة زمن من مجمع آبوت آباد الذي يقيم فيه مع بن لادن.

وفي أغسطس (آب) 2010، نجح متعاون باكستاني مع وكالة الاستخبارات المركزية في العثور على الكويتي في مدينة بيشاور المكتظة والتي أسس فيها بن لادن تنظيم القاعدة قبل أكثر من عقدين. وأبلغ الباكستاني محققي وكالة الاستخبارات المركزية بأن الكويتي يستخدم سيارة «سوزوكي» بيضاء وخلفها إطار عجلة احتياطي. وعندما كان في طريق العودة كانت عيون المحققين تتعقبه داخل السيارة وهي تتهادى طيلة ساعتين نحو الشرق أين يقع مجمع بن لادن.

في يونيو (حزيران) عام 2010، اتبع الكويتي وشقيقه طرق تواصل مختلفة بأجهزة الهاتف الجوال، وهو ما أتاح فجأة إمكانية «تحديد الموقع الجغرافي» لهاتفيهما، وفقا لمسؤولي مكافحة الإرهاب الأميركيين.

ووفقا لتقرير مجلس الشيوخ، كان مصدر المعلومات المهمة التي أدت للكشف عن هوية «حامل رسائل» بن لادن، أبو أحمد الكويتي، الذي قادت أنشطته في النهاية الاستخبارات المركزية إلى مكان اختباء بن لادن في باكستان، هو أحد معتقلي تنظيم القاعدة الذي زود الوكالة بها قبل تعرضه لعمليات استجواب قسري من وكالة الاستخبارات المركزية، كما استندت إلى معلومات قدمها معتقلون محتجزون لدى حكومات أجنبية (لم يذكر التقرير مسألة مثيرة للاهتمام تخص ما إذا كان أي من هذه الحكومات الأجنبية التي لم يسمها حصلت على أي من معلوماتها باستخدام التعذيب).

كما تم الحصول على المزيد من المعلومات المهمة حول الكويتي عن طريق استخدام تقنيات استخباراتية تقليدية ولم تأت عن طريق استجواب أي من معتقلي الاستخبارات المركزية، بحسب ما جاء في التقرير.

وبوصول المحققين إلى هناك، كان أول ما استرعى انتباههم انعدام التغطية الهاتفية وعدم وجود إنترنت فيها مما كان يعني أن ساكن المجمع لا يغرب في أن يتم يكون مكشوفا. إثر ذلك، خلص عدد من مسؤولي وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية إلى قناعة مفادها أن أسامة بن لادن نفسه يعيش في هذا المكان. وبالطبع كانوا على حق وبقية القصة تعرفونها.




© 2012 جميع الحقوق محفوظة لــ المركز العربى لأبحاث الفضاء الالكترونى
>