|
ان العمالة الاسيوية في الخليج العربي تزيد على 17 مليون عامل أجنبي غير عربي ، وهناك ما يزيد على 3 ملايين عامل هندي يحولون إلى بلادهم 40 مليار دولار ،والى جانب ما تشكلة تلك العمالة من خطرا ثقافيا عبر انتشار اللغات الهندية والأسيوية او عبر ادخال قيم دخيلة على المجتمعات الخليجية ، وعلى الرغم من وجود عدد لا باس به خاصة من العمالة الهندية نشطاء في البرمجيات وفي الامن الالكتروني ، الا ان قطاع العمالة الاخري خاصة الذي يعمل في التشييد والبناء وفي المزارع او في النظافة او في خدمة البيوت ، وهم يشكلون القطاع الاكبر لتلك العمالة ، وساعدت عملية اندماج تلك العمالة في المجتمع الخليجي في تعظيم تأثيرهم داخل المجتمع سواء على مستوى القيم او السلوك ، ومن ضمن ذلك استخدام الهواتف الذكية والحصول عليها من الاسواق الرخيصة للاجهزة المستعملة ، وهو ما جعل تلك العمالة تستخدم الشبكات الاجتماعية اما بهدف التواصل مع اقرانهم في وطنهم الام او عبر التنفيس عن الرغبات عبر تلك الشبكات .
وفي تحليل قام به المركز تم الكشف عن وجود دور نشط للعمالة الاسيوية في نشر المقاطع الاباحية وما يساعد على ذلك درجة التشابه بين العرب والأسيويين وبخاصة الهنود، ويضيف الدكتور عادل عبد الصادق مدير المركز العربي لابحاث الفضاء الالكتروني و المشرف على الدراسة ان المسألة لها ابعاد نفسية حيث ان المغترب بطبيعته يحاول التواصل مع الجنس الاخري لتلبية رغباته وتلبية اشباعاته الجنسية ، وتمثل المقاطع الجنسية متنفسا له وتفريغ لطاقته ناهيك ان بيئة العمل القاسية تفرض على العامل ان يحاول ان يخرج من الضغوط النفسية ، واضاف ان هناك عوامل اخرى تعزز ذلك من تاخر سن الزواج وارتفاع المهور بالاضافة الى وجود عوامل ذاتية للمجتمع الخليجي مثل انتشار النقاب يمكن ان يتخذ كستار للكشف عن الهوية داخل المجتمع، وان تلك التحولات ترتبط بطبيعة المجتمعات المحافظة والمنغلقة ،حيث يؤدي الفصل الشديد بين الجنسين الى نتيجة عسكية وخاصة في ظل تطور وسائل الاتصال والمعلومات وبخاصة الشبكات الاجتماعية والهواتف الذكية والتي اصبح لها دور في دعم الاتصال بين الجنسين .
وتؤكد الدراسة ان المجتمع الخليجي اصبح يشهد تحولات لا تجد لها استعابا في منظومة القيم والتشريعات ،واصبح جيل الشباب يعتمد بشكل كبير على الهواتف الذكية والشبكات الاجتماعية حيث تحتل السعودية المركز الاول في استخدام تويتر على مستوى العالم بالنسبة لعدد سكانها ، وتضيف الدراسة ان معالجة انتشار الاباحية عبر شبكات التواصل الاجتماعي لا يكمن فقط في الحجب للمواقع الاباحية بل يجب ان يتم معالجة الاسباب الاخرى ذات الطبيعة الاقتصادية واعتماد برامج لزواج الشباب ،وتسهيل قدوم العمالة المغتربه لزوجاتهم بما يحد من اللجوء الى تجارة الجنس او مشاهدة المقاطع الاباحية .
|