شبكات التواصل الاجتماعي وامن الجنود والمنشآت العسكرية

30-01-2015 03:44 AM - عدد القراءات : 5372
كتب د.عادل عبد الصادق*
تزايدت معدلات استخدام شبكات التواصل الاجتماعي بين المواطنين ودخولها كمنصة للتفاعل الاجتماعي بين الاصدقاء او الزملاء ووسيلة للتعارف مع الاخرين ، وهو على قدر ما كان له اثار ايجابية الا ان الاثار السلبية بدأت تتصاعد وبخاصة في مجال التأثير على المنشآت العسكرية وحياة الجنود داخل القوات المسلحة او الشرطة ،وبدأ يظهر حالة الغاء يافطة "ممنوع الاقتراب او التصوير "ليقدم صيدا ثمينا من معلومات خاصة وسرية حول الجنود او المنشأت العسكرية بما يعرض الامن القومي للخطر.
شبكات التواصل الاجتماعي وامن الجنود والمنشآت العسكرية
ويتم استخدام شبكات التواصل الاجتماعي بين الاصدقاء او الزملاء ووسيلة للتعارف مع الاخرين ، وساحة لنشر المعلومات الشخصية والتعبير عن الذات.
وبدأـ يتم ادراك خطورة المعلومات الشخصية وبخاصة مع ضعف ثقافة المستخدم حول حماية معلومات الشخصية وادراكة لنوعية المعلومات التي يتم وضعها فقط دون غيرها ، مع خطر تعرضها للقرصنه او استخدامات من قبل المجرمين في التعرف على الابناء او السرقة او معرفة معلومات عن المؤسسة التي يعمل بها المستخدم .
ولعل اخطر فئة من المستخدمين هم الذين يعملون في جهات حكومية او تنفيذية او قضائية او مؤسسات امنية سواء اكانت جيش او شرطة او غيرها ، ويكمن ذلك في خطورة نشر معلومات شخصية عن شخص يعتبر بحكم وظيفته موظفا عاما بالدولة ، ويمتلك صلاحيات قضائية  او امنية ، وبخاصة ان حجم المعلومات الشخصية التي يتم نشره فيما يتعلق على سبيل المثال بمن يعملون بالجيش او الشرطة ، صور شخصية عن مكان عملة او صورته بالزي العسكري او الميري او صور اليات او معدات يحلها او صور لموقع يتمركز به او صور لمهام او عمليات شارك بها ، او حتى صور لاصدقائه في الكتيبه او الدفعه ، وعلى الرغم من حرض المؤسسات الامنية على منع دخول الهواتف المحمولة الى المراكز العسكرية الا انها يتم تهريبها الى الداخل مع صعوبة التفتيش ، والتي تتحول الى سلاح اقوى من القنابل او القصف بتحويلها الى اداة لنقل المعلومات دون ان يدري صاحبه للخارج بما يمكن ان يتم توظيفها لالحاق اضرار بالمنشآه او اضرار شخصية او حتى عائلية .
 ومن ناحية اخرى كلما زاد حجم المعلومات الشخصية يسهل عملية المراقبة من قبل اطراف خارجية تحمل اهداف ارهابية ضد الدولة ، ومن ثم فان على من يخدم في المنشآت العسكرية ان  يحذر  اولا ،من نشر المعلومات الشخصية وبخاصة العنوان الشخصي الذي يمكن ان يسهل من استهدافك في مكان سكنك او استهداف احد اقاربك ويكون مدخل للاغتيال والتصفية الجسدية او اختطاف الابناء وطلب الفدية او مراقبة تحركاتك  او الابتزاز  او السرقة .
وثانيا ، يجب ان يتم عدم نشر معلومات عن مكان عملك او طبيعة وظيفتك او صور او ارقام هواتف خاصة ،حيث يمكن ان تتعرض تلك المعلومات للقرصنه ويتم تعرض المنشأة التي تعمل بها للخطر ويعرض امن البلاد كذلك للتهديد ويتيح فرصة امكانية انتحال صفتك باستخدام المعلومات الشخصية التي تضعها على التواصل الاجتماعي..  
 

وثالثا ، ان نشر معلومات عن هوياتك او حالتك العاطفية قد يدفع الى سهولة اختراق امنك الشخصي عبر استخدام الهندسة الاجتماعية ، ومن جهة اخرى فان نشر مثلا صور لخطيبتك او ابنائك قد يعرضهم للخطر  ايضا.

رابعا ، ومن جهة اخرى فان  المعلومات التي تتعلق بوضعك في العمل ومدى رضائك الوظيفي وطبيعة المشكلات التي يمر بها مكان العمل توفر ثغره لتوظيف تلك المعلومات ليتم استخدامها في اختراق المؤسسة  وسهولة مد النفوذ اليها.

خامسا ، ان بقاء الهاتف مفتوحا داخل المؤسسة الامنية التي تعمل بها يمكن ان يتم معرفة مكان تواجدك بما يعرض الوحدة العسكرية للخطر  ومن ثم يمكن التعامل على اتصلات مشفرة وسرية . 

واخيرا ، ان افتقادك للوعي بكيفية استخدام شبكات التواصل الاجتماعي وحماية خصوصيتك يعرضك للخطر  وكذلك الجهة التي تعمل بها . وعلى الاهل والاقارب ان يحذروا من نشر معلومات عن اقاربهم الذين يخدمون في القوات المسلحة لان ذلك يعرض ذويهم  للخطر .


* خبير بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية- مدير مشروع المركز العربي لابحاث الفضاء الالكتروني


© 2012 جميع الحقوق محفوظة لــ المركز العربى لأبحاث الفضاء الالكترونى
>