«تقرير المعرفة العربي» يربط توطين المعرفة بالشباب

27-03-2015 06:10 AM - عدد القراءات : 129
كتب الحياة
أُعلِن في عمّان أخيراً، «تقرير المعرفة العربي للعام 2014» الذي حمل عنوان «الشباب وتوطين المعرفة».وشدّد على ضرورة تمكين الشباب من المساهمة الفاعلة في نقل المعرفة وتوطينها، باعتبارها نقطة انطلاق نحو مجتمع المعرفة، ومدخلاً للتنمية الإنسانية المستدامة.
«تقرير المعرفة العربي» يربط توطين المعرفة بالشباب
وعرض التقرير الذي يشرف على إعداده سنويّاً «المكتب العربي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي» و»مؤسّسة محمد بن راشد آل مكتوم»، أبرز التحدّيات التي تواجه نقل المعرفة عربيّاً. وضمت قائمة تلك التحدّيات، ضعف مؤسسّات التعليم والتدريب والبحث العلمي، وتضخّم القطاع العام الحكومي، وضعف القطاع الخاص، وبطالة الشباب وهجرتهم، ونزيف العقول العربيّة، وضعف الحوكمة، وغياب الشفافية، إلى جانب تحدّي اللغة العربيّة. وبيّن التقرير الذي رعى الإعلان عنه الدكتور وزير التعليم العالي والبحث العلمي لبيب الخضر أن نسبة الحاصلين على تعليم عالٍ في الأردن تبلغ 18 في المئة من السكان، في حين تتدنّى إلى 9 في المئة في مصر وتونس. وتصل النسبة في دول مثل إسبانيا والسويد إلى 25 في المئة، وتقترب من 20 في المئة في ألمانيا، فيما تعتبر الأردن ومصر ولبنان الأكثر استقبالاً للطلاب العرب. واستقصى التقرير أحوال الشباب العربي وأوضاعهم، خصوصاً ما يتعلق بامتلاكهم مهارات تمكّنهم من الانخراط في عملية توطين المعرفة، إضافة إلى قياس مدى فاعليّة الشباب على الصُعُد الثقافيّة والاقتصاديّة والمجتمعيّة. كما عرّف التقرير بوضعية الآليات التي تعمل على تمكين الشباب، ومدى قدرتها على توسيع فرص الشباب وبناء قدراته. أزمة الإنكليزيّة لاحظ التقرير أيضاً، وجود شكوى عامة من تدني مهارات اللغة الإنكليزيّة لدى طلاب المدارس الحكوميّة، على عكس نظرائهم في المدارس الخاصة، على رغم أن تعليم اللغة الإنكليزية يبدأ من الصفوف الأولى في المدارس الحكوميّة. ولأن الغالبية العظمى من طلاب الجامعات تأتي من التعليم المدرسي الحكومي، تبقى مستويات خريجي الجامعات في مهارات اللغة الإنكليزية، في حاجة إلى مزيد من الدعم. وأشار التقرير إلى أن المنطقة العربيّة تضم ست دول عربيّة تنتمي إلى مجموعة التنمية البشرية المرتفعة، هي ليبيا وعُمان ولبنان والأردن وتونس والجزائر. وتضمّنت فعاليّات إطلاق «تقرير المعرفة العربي للعام 2014»، عقد حلقة نقاش عن دور قطاع التعليم العالي في بناء مجتمع المعرفة. حضر الحلقة خبراء اقتصاد، ورؤساء جامعات، وعدد من الأكاديميين والاختصاصيّين، إضافة إلى طلاب الجامعات ومؤسّسات مهتمة. وفي الحلقة، أوضح جمال بن حويرب، العضو المنتدب من قِبَل «مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم»، أن تلك المؤسسة تبدي حرصاً على التعرّف إلى التحدّيات التي تواجه قطاع التعليم العالي في العالم العربي، والفرص التي يملكها ذلك القطاع ما يمكّن من البناء عليها في تدعيم قيم المعرفة وترسيخ ثقافتها بين الكوادر الأكاديمية وأعضاء الهيئات التدريسية وطلاب الجامعات. وبيّن بن حويرب أن «تقرير المعرفة العربي للعام 2014» يهدف أساساً إلى إيجاد طرق ناجعه لتحقيق المساهمة الفعّالة للشباب في قضايا مركزيّة مهمة يعتبر إنجازها شرطاً ضروريّاً لإقامة مجتمعات المعرفة وتحقيق التنمية الإنسانيّة المستدامة. وكذلك أشاد بن حويرب بالمستوى المتقدّم الذي تشهده الأردن في التربية والتعليم، والتعاون الكبير الذي قدمته الجهات المعنيّة بالتقرير كي يصل إلى اكتماله، خصوصاً في معالجة قضية فجوة المعرفة بين الشباب. ورأى بن حويرب أن الجامعات تعتبر حاضراً، من أهم مؤسّسات إنتاج المعرفة، ما «يستدعي ضرورة النظر الجاد في كيفية زيادة سرعة تطوير قدرات الجامعات ومؤسسات التعليم العالي، وتحدّيث المناهج التعليمية، ومنهجية التدريس، كي تتحول من مؤسّسات ناقلة للمعرفة إلى مؤسّسات منتجة لها. ويقتضي ذلك الأمر، الاعتماد على البحث والاستقصاء، والاهتمام المركّز بالتعليم المستمر، وتطوير التقنيات الملائمة والنظم الحديثة التي تكفل زيادة الإنتاجية وإحداث التنمية الوطنية الشاملة المستدامة»، وفق كلماته. وأضاف أن حلقة النقاش وما تناولته من طروحات وحوارات، سوف تمكّن «مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم» في التحضير الجيّد والفعّال لأجندة أعمال الدورة القادمة لـ»مؤتمر المعرفة 2015». وأكّد أيضاً أن «مؤسّسة محمد بن راشد» لا تحمل حلاً سحريّاً، وأن العبء الأكبر يقع على الشباب أنفسهم، مشيراً إلى أن مهمة التقرير تتمثّل في تسليط الضوء على مواطن الضعف والقوة، وإيصال المعلومات إلى أصحاب القرار، لافتاً إلى أن التقرير يشمل الدول العربيّة كافة. في السياق عينه، أوضح جاكوب بيريس منسّق البرنامج الإقليمي في المكتب الإقليميِّ للدُّوَل العربيّة في «برنامج الأمم المتحدة الإنمائي»، أن حلقة النقاش تناولت أبرز النتائج التي خرج بها «تقرير المعرفة العربي الثالث»، ما يمهّد لسلسلة من ورش عمل مماثلة ستجوب مدناً وعواصم عربيّة وعالمية، بهدف تسليط الضوء على الحاجة الملحة إلى توطين المعرفة والاستفادة الأفضل من الشباب، ومساعدتهم على الوصول إلى الفرص الإقليمية والعالميّة.


© 2012 جميع الحقوق محفوظة لــ المركز العربى لأبحاث الفضاء الالكترونى
>