قيادة الفضاء الافتراضي

05-05-2015 10:13 AM - عدد القراءات : 238
كتب الحياة
لعل قرّاء الجنرال الفرنسي الراحل أندرية بوفر (1902- 1975)، يجدون في حديث المؤسسة العسكرية الأميركية عن ترسانتها المقبلة، وقد باتت قيد التنفيذ، شبهاً كبيراً بالأسلحة التي توقع بوفر ظهورها منذ منتصف القرن الفائت في كتابيه الشهيرين: «مدخل إلى الإستراتيجية» (وقد تُرجِم إلى العربية تحت عنوان «الأسلحة الحديثة») و?«الإستراتيجية والإرغام».
قيادة الفضاء الافتراضي
ويُنسب إلى بوفر الذي عيّنه الجنرال شارل ديغول عضواً دائماً في «هيئة الأمن القومي»، أنه نحت مصطلح «الإستراتيجية الشاملة» Total Strategy، الذي يبدو أن أسلحة البنتاغون تتبناه، بطريقة أو أخرى، خصوصاً إذا نظرنا إلى الأسلحة باعتبارها جزءاً من الإستراتيجية الشاملة، وليس مجرد أدوات في تنفيذها. واستطراداً، تتقاطع رؤية بوفر مع رؤية المنظر العسكري البريطاني الشهير هـ. ليدل هارت، وهو مؤلف كتاب «الإستراتيجية العسكرية وتاريخها» الذي يعتبر مرجعاً أساسياً في المفاهيم الأساسية للإستراتيجية، خصوصاً نظريته عن «التقرّب غير المباشر» لتحقيق أهداف الإستراتيجية العليا، بحيث يكون السلاح، وليس استعماله، ركيزة لهذا التقرّب الإستراتيجي العالي المستوى، وليس مجرد أداة في تنفيذ معاركه المباشرة. ضمن ذلك الإطار الواسع، لا يمثل الضجيج الذي يثار عن أشياء كاختراق «هاكرز» روس شبكة غير رسمية لوزارة الخارجيّة الأميركيّة (وقراءتهم رسائل تعود لباراك أوباما)، أو سيطرة مجموعة تابعة لـ?«داعش» على حفنة من أصل آلاف الصفحات التي يملكها الجيش الأميركي على «تويتر»، سوى نشوة تشير إلى ثقل الإحساس بالدونيّة حيال التقدّم العلمي الأميركي، بأكثر مما تشير إلى تفكير متعمّق في البعد المعلوماتي- الاتصالي في الاستراتيجيّة العسكريّة المعاصرة. تكفي الإشارة إلى معلومة شائعة مفادها أن وزارة الدفاع في الولايات المتحدة تملك قرابة 15 ألف شبكة إلكترونية عسكرية مخصّصة حصرياً للجيش الأميركي. وكذلك يمكن التذكير بأن الجيش الأميركي كان أول في قيادة خاصة للعمل الاستراتيجي على الإنترنت، حملت اسم «قيادة الفضاء الإلكتروني» Cyber Space Command، وهي تعمل ضمن قيادة أركان الجيوش الأميركيّة منذ عام 2010، على قدم المساواة مع الطيران والبحرية والجيش البري والـ?«مارينز».


© 2012 جميع الحقوق محفوظة لــ المركز العربى لأبحاث الفضاء الالكترونى
>