طريق السياسيين إلى المجد يمر أساسا عبر فيسبوك

25-06-2016 02:56 PM - عدد القراءات : 549
كتب العرب
من هو الرابح الحقيقي في الحرب من أجل جذب جماهير المتابعين والمشجعين والمعجبين على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي؟ ليس بالضرورة المغني ومصمم الأزياء كانييه ويست، أو كيم كاردشيان، أو حتى تايلور سويفت.
طريق السياسيين إلى المجد يمر أساسا عبر فيسبوك
يعتبر المؤثرون الحقيقيون على مواقع التواصل الاجتماعي أشخاصا محافظين إلى حد ما، مثل القادة السياسيين، حيث بيّنت دراسة بعنوان “قادة العالم على موقع فيسبوك” أن الرئيس الأميركي فاز بسباق مواقع التواصل الاجتماعي، في مجال الشخصيات السياسية بأكثر من 48 مليون معجب على صفحته على فيسبوك.

واحتل رؤساء الهند وتركيا وإندونيسيا مراكز ضمن الخمسة الأوائل من رؤساء العالم من أصحاب الشعبية على مواقع التواصل الاجتماعي. ويعود ذلك، جزئيا، مثلما هو الحال مع أوباما، إلى أنهم يقودون دولا ذات كثافة سكانية عالية. ويعود ذلك أيضا إلى براعتهم في ممارسة لعبة التواصل الاجتماعي.

ويقول خبير الحملات الانتخابية برايان دوناهيو “تُترجم مواقع التواصل الاجتماعي المؤثرة إلى أصوات للناخبين. إنها تُترجم إلى دعم واهتمام واشتراكات، وإلى ارتباط شامل بقاعدتك الأساسية. إنه أمر حاسم”.

ومهما كانت مبرراتهم لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، فقد أصبح السياسيون أكثر براعة في نهجهم، حسب رأي دوناهيو. ويضيف أن الناخب المحتمل “يتوقع من المرشحين للمنصب أن يكونوا صادقين ومخلصين وصريحين. ويتوجب عليهم أن يكونوا أكثر عفوية في ما يتعلق بالمضمون”.

عندما يتعلق الأمر بهذا، فإن مرشحا واحدا يبرز من بينهم حقا، مع أنه من الأشخاص الذين يستخدمون تويتر أكثر من أي وسيلة أخرى.

يقول دوناهيو “سواء كان المستخدم يفضل دونالد ترامب أم يكرهه، فإنه نموذج مصغر لذلك”. وعبر قيادته لحملة شرسة على مواقع الإنترنت ليحصل على ترشيح حزبه للرئاسة الأميركية، هيمن ترامب على العناوين الرئيسية للأخبار، مما جعله المبادر بينما كان الآخرون من أصحاب رد الفعل، حسب قوله. وحدث ذلك دون أن ينفق ترامب ما أنفقه منافسوه من مبالغ مالية كبيرة.

إن ما يُساهم حقا في إنجاح القائد السياسي على صفحات مواقع الإنترنت هو مشاركاته العفوية والشخصية على تلك المواقع، فهي تلقي نظرة خاطفة على الحياة اليومية لذلك السياسي التي يعير لها المشجعون اهتمامهم الأكبر، وذلك كما يقول ماتياس لوكينز، المدير العام لفريق العمل الرقمي في شركة العلاقات العامة “بورسن ـ مارستيلر”.

لا تتحصل صفحة أوباما على أكبر نصيب من علامات “الإعجاب” فقط، بل إنها من بين أفضل الأمثلة على الكيفية التي يستطيع بها فريق عمل القائد السياسي أن يدير صفحته بشكل ناجح، وفقا لرأي محللي مواقع التواصل الاجتماعي.

إن ما يساهم حقا في إنجاح القائد السياسي على مواقع الإنترنت مشاركاته العفوية والشخصية

“إنه يستخدم الكثير من لقطات الفيديو، ويحكي قصصا، كما أنه لا يُحدث صفحته على الموقع كل يوم، بل فقط عندما يكون لديه أمر هام يريد أن يشاركه الآخرون فيه”، حسب قول لوكينز.

ستجد أيضا، بين الفينة والأخرى، صورة عرضية لعطلة قضاها أوباما مع زوجته ميشيل، وابنتيه ماليا وساشا. ويمكن لهذه الصور الشخصية أن تحمل مفتاح النجاح لتحقيق التواصل الحقيقي، لأنها غالبا ما تكون مردّ أكثر ردود الفعل من المتواصلين معهم. إلا أن الغرض من تحديثه لصفحته في العادة يحمل أبعادا سياسية.

بدأ فريق أوباما في استخدام موقعي فيسبوك وتويتر في عام 2007، عندما كان لا يزال عضوا في مجلس الشيوخ ممثلا عن ولاية إلينوي.

ومن حينها، سار هو وغيره من قادة دول العالم في هذا الاتجاه، وأشركوا غيرهم في كل شيء، من خدمات الفيديو التي تقدمها مواقع يوتيوب، وفيميو، وإنستغرام، إلى مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر، مرورا بموقع سنابشات.

وقد أصبح فيسبوك أداة جماهيرية حتى عند المستبدين (أو القادة الذين يحكمون بسلطة مطلقة، وليس عن طريق الانتخاب أو الحكم الديمقراطي). ويأتي هون سين، الذي يحكم بشدة وصرامة دولة كمبوديا الصغيرة في جنوب شرقي آسيا لأكثر من 30 عاما، في المرتبة الثانية حسب تصنيف لوكينز لاهتمام قادة الدول بصفحات مواقعهم الاجتماعية.

يُظهر هذا الرجل القوي نفسه على صفحة فيسبوك وهو يتمشى على أحد الشواطئ كاشفا عن جزء من جسمه? ويلعب مع أحفاده وهو يرتدي “فانيلته” الضيقة البيضاء بطريقة قد تستفز البعض.

ومع أن هون سين يحكم بلدا يعاني من الفساد والفقر، فهو يخسر دعم أعداد متزايدة من أفراد الطبقة الوسطى في المناطق الحضرية، حسب تقارير الأخبار. وتأمل حكومته في أن تجد الحل لدى موقع فيسبوك.

وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة الكمبودية، فاي سيفان، نقلا عن صفحة الرئيس هون سين على فيسبوك “إنه واقع عصيب. إنها فرصة لتضييق الهوّة الفاصلة بين رئيس وزرائي والشعب”.

وتماما مثل قادة دول العالم الديمقراطي، يهتم المستبدون بشدة بانطباع الناس، إذ أنهم يحتاجون إلى اكتساب المزيد من الشرعية من الشباب ومستخدمي الإنترنت، ومن الطبقة الوسطى. ويعتبر فيسبوك شكلا رئيسيا للتواصل وإعادة ترتيب لأوضاعهم.



© 2012 جميع الحقوق محفوظة لــ المركز العربى لأبحاث الفضاء الالكترونى
>