معضلة أخلاقية قد تؤخر اعتماد السيارات الذاتية القيادة

26-06-2016 06:06 AM - عدد القراءات : 487
كتب الحياة
باتت السيارات الذاتية القيادة قادرة على القيام بكثير من المهمات التي كانت تتطلب مهارة بشرية، لكن مصنعيها لم يقرروا حتى الآن برمجة خيارها حين تواجه تلك المعضلة الأخلاقية: هل تضحي بركابها أم بحياة المارة!
معضلة أخلاقية قد تؤخر اعتماد السيارات الذاتية القيادة

باتت السيارات الذاتية القيادة قادرة على القيام بكثير من المهمات التي كانت تتطلب مهارة بشرية، لكن مصنعيها لم يقرروا حتى الآن برمجة خيارها حين تواجه تلك المعضلة الأخلاقية: هل تضحي بركابها أم بحياة المارة!

وتخضع نماذج من السيارات الذاتية القيادة للتجارب منذ سنوات عدة، خصوصاً سيارات طرحتها مجموعة «غوغل». وتبين إثر هذه التجارب أن اعتماد السيارات التي تعمل من غير سائق يمكن أن يخفض حوادث السير بنسبة 90 في المئة، بحسب ما جاء في دراسة نشرها باحثون في مجلة «ساينس» الأميركية.

وتوصل الباحثون إلى وجود تأييد عام باستخدام السيارات الذاتية القيادة التي تتيح برمجتها حسن التصرف في حالات الخطر القصوى، بما يخفض عدد القتلى والجرحى، وذلك استناداً إلى دراسات شملت 1928 شخصاً في الولايات المتحدة.

ومن الأمثلة على ذلك أن السيارات تختار أن تصدم جداراً أو شجرة لتجنب ما هو أسوأ، أو أن تضحي بحياة ركابها للحفاظ على حياة المارة.

وقد وجد 76 في المئة من الأميركيين أن هذا الخيار هو الأكثر أخلاقاً، لكن في الوقت نفسه أظهرت الاستطلاعات عدم وجود حماسة لدى الكثيرين منهم لشراء سيارات ذاتية القيادة تفضل أن تتجنب المارة مضحية بركابها. فإذا كان ثلاثة أرباع الاميركيين يرون أن خيار التضحية بالركاب لحماية المارة هو أكثر أخلاقاً، إلا أن ثلثهم فقط مستعدون لإرسال عائلاتهم في رحلات في نوع كهذا من السيارات.

في هذه الاستطلاعات للرأي التي جرت عبر الانترنت بين حزيران (يونيو)، وتشرين الثاني (نوفمبر) من العام 2015، قال ثلث الأشخاص فقط انهم مستعدون لشراء سيارة تعتمد هذا الخيار، في مقابل غالبية من الذين يفضلون أن يبرمجوا هم السيارة بحسب رغبتهم.

ويقول الأستاذ في جامعة «ماساتشوستس» وأحد معدي الدراسة اياد رهوان أن «غالبية الناس يريدون أن يعيشوا في عالم تنحسر فيه أعداد ضحايا السيارات إلى الحد الأدنى». ويضيف: «لكن في الوقت نفسه كلهم يريدون أن تكون سياراتهم حامية لهم بالدرجة الأولى».

ويوضح أن هذه القضية تشكل «معضلة اجتماعية، وان النتيجة ستكون بيئة تتدنى فيها السلامة العامة لكون السلامة الخاصة هي الأساس».

ويقول الباحثون: «ينبغي أن يركز مصنعو السيارات وأيضاً السلطات والتشريعات على هذا التحدي».

وفي حال أصبحت السيارات الذاتية القيادة أكثر أمناً فعلاً من السيارات العادية، فإن هذه المعضلة الأخلاقية يمكن أن تؤدي إلى العكس، إلى زيادة عدد ضحايا الحوادث، وهذا ما قد يؤجل استخدام هذه التقنيات، بحسب الباحثين.

وتعليقاً على هذه الدراسة، كتب استاذ علم النفس في جامعة «هارفرد» جوشوا غريني أنه «قبل أن نفكر في برمجة الآلات على القيم الأخلاقية، علينا أولاً أن نحدد هذه القيم وأن نوضحها، وقد نكون في ذلك أمام ساعة الحقيقة لفلسفة الأخلاق في القرن الواحد والعشرين».

ويشدد أستاذ علم النفس في جامعة «اوريغن» وأحد المشرفين على الدراسة عظيم شريف على أن «السيارات الحالية لا تفتقر إلى العملانية فحسب، بل هي مكلفة وخارج متناول الكبار في السن والمعوقين وتجبرنا على تخصيص أماكن عامة شاسعة لركنها».

ويضيف: «في الولايات المتحدة وحدها، أسفرت حوادث السير العام الماضي عن سقوط 40 ألف قتيل وأربعة ملايين و500 ألف جريح، وهو ما كلف الخزينة الأميركية الف بليون دولار


© 2012 جميع الحقوق محفوظة لــ المركز العربى لأبحاث الفضاء الالكترونى
>