يشعر الموردون، الذين صنعوا مكونات محركات الاحتراق الداخلي تاريخيا، بضغط متزايد للتكيف مع البطاريات، باعتبارها مصدرا للطاقة. لم يكن ذلك تحولا سلسا دائما.
تتجسد التحديات في شركتين تربطهما علاقات بشركة دلفي أوتوموتف السابقة، التي كانت ذات يوم واحدة من أكبر الموردين في الولايات المتحدة.
إن اسمي "بورج وارنر" و"أبتيف" ليسا مألوفين لمعظم السائقين، لكن القطع التي تصنعانها تساعد في صناعة السيارات والشاحنات بالنسبة إلى شركات التصنيع مثل "فورد" و"فولكسفاجن". يعمل لديهما معا أكثر من 200 ألف موظف، أكثر من عدد موظفي "فورد" أو "جنرال موتورز" منفردتين.
شركة بورج وارنر لديها في ميشيجان تاريخ طويل في إنتاج قطع غيار السيارات التي تعمل بالبنزين. حققت 19 في المائة من إيراداتها العام الماضي من بيع الشواحن التوربينية، التي تستخدم عادم محركات الاحتراق لتدوير التوربينات وزيادة الطاقة. قال لوك جانك، وهو محلل في "بيرد"، "للانتقال إلى تصنيع قطع السيارات الكهربائية، عليها إعادة ابتكار نفسها بالكامل".
كجزء من هذا التجديد، قالت شركة بورج وارنر الأسبوع الماضي "إنها تخطط لشراء شركة هوبي سورباس صن إلكتريك الصينية التي تصنع شواحن كهربائية"، في صفقة تصل قيمتها إلى 410 ملايين رنمينبي "58 مليون دولار"، وهي ثاني صفقة لشحن السيارات الكهربائية خلال شهرين بعد شراء "رومبوس إنرجي سليوشنز" في كاليفورنيا بـ185 مليون دولار.
قال بول فاريل، كبير مسؤولي الاستراتيجية في الشركة، في مقابلة "إن الانتقال إلى السيارات الكهربائية ربما يكون أوسع نطاقا بالنسبة إلى شركة بورج وارنر، مقارنة بعملائها من شركات صناعة السيارات. بعد كل شيء، ما زالت تصنع السيارات على مستوى ما".
بدأت شركة بورج وارنر تحولها قبل عامين عندما اشترت مجموعة نقل الحركة المتفرعة من شركة دلفي أوتوموتف، التي كانت نفسها في السابق جزءا من "جنرال موتورز". إن الصفقة التي تبلغ قيمتها 3.3 مليار دولار، وهي الأكبر في تاريخها الممتد 94 عاما، زادت من انغماس شركة بورج وارنر في مجال تزويد محركات الاحتراق بمنتجات كأنظمة حقن الوقود ومنتجات الإشعال.
لكنها جلبت للشركة أيضا تكنولوجيا رئيسة للسيارات الكهربائية، وهي المحولات التي تحول التيار الكهربائي المباشر المخزن في بطارية إلى تيار متناوب يمكنه تشغيل سيارة.
عمليات الاستحواذ جزء من خطة شركة بورج وارنر لإعادة ابتكار نفسها كي تتناسب مع عصر الكهرباء. قال فريديريك ليسالدي الرئيس التنفيذي للشركة، العام الماضي "إن المجموعة تخطط أن تشكل المنتجات المرتبطة بالسيارات الكهربائية 25 في المائة من المبيعات بحلول 2025، وأن تصل إلى 45 في المائة في 2030، وذلك من خلال عوامل النمو الطبيعية، إضافة إلى عمليات الدمج والاستحواذ، وبيع الشركات المرتبطة بمحركات الاحتراق الداخلي". في 2022، تتوقع الشركة أن تبلغ إيرادات المنتجات المرتبطة بالسيارات الكهربائية 850 مليون دولار، أو نحو 5 في المائة من مجمل المبيعات.
بإمكان عقد الصفقات أن يجلب للشركات كثيرا من التكنولوجيا الجديدة لتبيعها لقاعدة عملائها الحاليين. ووفقا لشركة ديلوجيك، فإن عدد الصفقات في سلسلة إمداد السيارات الأمريكية للعام الحالي حتى الآن هو 72، بزيادة من 49 صفقة للفترة نفسها قبل عامين.
قال كيم بوردين، الشريك في شركة ماكينزي "لم ألاحظ أن أيا من الرؤساء التنفيذيين يشعرون بالقلق إزاء هذا الأمر إلا قبل عامين، مثل بدئهم في إعادة التفكير في عمليات الاندماج والاستحواذ الخاصة بهم"، وأضاف "هناك بالتأكيد أشخاص، حتى الآن، ولغاية اليوم، ما زالوا يتصالحون مع حقيقة أن محفظتهم لا تتناسب مع مستقبلهم".
أخبر ليسالدي المستثمرين الشهر الماضي بأن الشركة في طريقها إلى تسجيل 3.7 مليار دولار من الإيرادات المرتبطة بالسيارات الكهربائية في 2025. لكن كيفين نولان، المدير المالي، قال "إن خطط بيع ما قيمته 3.5 مليار دولار من الأعمال المرتبطة بمحركات الاحتراق الداخلي كانت معلقة بشكل مؤقت لحين استقرار أسواق الديون".
لكن "آبتيف" على موعد مع وضع مختلف، وهو ما أعادت شركة ديلفي أوتوموتيف تسمية نفسها به بعد انفصالها عن قطاع توليد الطاقة قبل خمسة أعوام. احتفظت شركة آبتيف بشركات أخرى معظمها ذات تكنولوجيا عالية كانت تتبع شركة ديلفي.
تقوم الشركات بتصنيع تجهيزات الأسلاك والكابلات والموصلات، وتصمم المخططات لتلك الهندسة الكهربائية، وتصمم أنظمة الفرملة الأتوماتيكية ولمنع الانحرافات عن المسار، وكذلك تقوم بتطوير تكنولوجيا القيادة الذاتية.
تحتاج السيارات الكهربائية إلى مزيد من الأسلاك والموصلات من "آبتيف" أكثر من السيارات والشاحنات التقليدية. قال جنك "إن الشركة يمكن أن تجني نحو 500 دولار لكل سيارة ذات محرك احتراق داخلي إذا باعت كل منتج تصنعه ذي صلة بها".
قد تصل المبيعات على السيارات الكهربائية لكل سيارة إلى 1200 دولار. قال المحلل "إن الموردين مثل (آبتيف) يقومون بشكل أساسي بهذا التحول باستخدام المنتجات نفسها".
حيث قال كيفين كلارك الرئيس التنفيذي لشركة آبتيف، للمستثمرين هذا الشهر "إن تجارة بيع التصميم الهندسي الكهربائي للسيارات الكهربائية كانت مربحة بشكل فعال منذ اليوم الأول، لأن الشركة كانت تبيع المنتجات لكل سيارة من بين ثلاث سيارات ونصف يتم تصنيعها على مستوى العالم".
قال ستيفن براون، محلل في وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني، "إن بعض موردي قطع غيار السيارات أصبحوا في وضع أفضل بعد هذا التحول. أولئك الموردون الأقل حظا هم من يضطرون حقا إلى التركيز على إحداث تغيير في أعمالهم".
|