وقبل وقت طويل من تطوير قاذفات اللهب والروبوتات البشرية، والمساومة مع ستيفن كينغ بشأن رسوم الاشتراك في "تويتر"، شهد الإعلان عن شاحنة "سيمي" (Semi) للمسافات الطويلة قيام الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" (Tesla) باختيار معركة، ليس فقط مع صناعة السيارات القائمة، وإنما أيضاً مع أساسيات الاقتصاد والفيزياء.
إذ أن هناك مزايا كثيرة للبطاريات، إلا أنّ الكثافة ليست واحدة منها. ولا تعد تلك مشكلة لسيارات الركاب، لكن بمجرد دخولك في تطبيقات تحتاج إلى طاقة كبيرة مثل النقل بالشاحنات لمسافات طويلة والشحن والطيران، تبدأ المركبات الكهربائية بالانغماس في ثقل بطارياتها.
بطارية بوزن وحيد القرن
يمكن لشبه مقطورة من الفئة 8 مع نصف طن متري من الديزل في خزانها أن تسحب حمولة 20 طناً لمسافة 1000 ميل بين محطات التزود بالوقود، ولا توجد طريقة يمكن لأيونات الليثيوم أن تنافس بها ذلك الأمر، حيث إن وزن البطارية البالغ ثلاثة أطنان، والتي تنتج 540 كيلوواط في الساعة، في الشاحنة الكهربائية من طراز "فولفو إيه بي" (Volvo AB) المجهزة تجهيزاً كاملاً هو نفس وزن وحيد القرن. وتعتبر "تسلا" أكثر حذراً فيما يتعلق بمواصفات بطارياتها، إلا أنّ المقارنات مع أرقام "فولفو"، إلى جانب تفاصيل سيارات الركاب وبطارية "باور وول" (Powerwall) الخاصة بشركة "تسلا" تشير إلى أن وزن البطارية بقدرة 1,000 كيلوواط / الساعة في شاحنة "سيمي" الأكبر لديها يصل إلى حوالي ستة أطنان، وهذا مشابه لفيل بالغ أو حافلة مدرسية فارغة.
حتى مع وجود مجموعة نقل الحركة الأخف وزناً، فإن حزمة البطارية الضخمة ستجعل من الصعب على شاحنة "سيمي" من "تسلا" تقويض الديزل مع البقاء ضمن حدود الوزن الإجمالي التي تبلغ 40 طناً تقريباً، والتي يجب أن تراعيها الشاحنات لمنع الأضرار التي تلحق بالطرق والجسور.
هامش ربح منخفض للغاية
يذكر أنّ الخدمات اللوجستية تعد صناعة ذات هامش ربح منخفض للغاية، حيث حققت شركة "جيه بي هانت ترانسبورت سيرفيسز" (JB Hunt Transport Services)، وهي واحدة من أكبر المشغلين في الولايات المتحدة، في العام الماضي ما يقرب من 1.63 دولار لكل ميل من العائدات في أعمالها متعددة الوسائط للمسافات الطويلة، لكن يذهب نصفها تقريباً إلى الوقود.
وفي حال جعل الحمولة أصغر لاستيعاب بطارية ضخمة، أو تقليل نطاق المسافة للسماح ببطارية أصغر، أو قضاء المزيد من الوقت والمركبة موصولة بشاحن ضخم، ستبدأ تلك الأرباح الضئيلة تبدو أصغر.
على الرغم من كل الشكوك (بما في ذلك شكوكي أنا شخصياً) التي تستهدف شاحنة "سيمي" من "تسلا"، فقد ظهر احتمال مثير للغيظ، إذ قد ينتهي المطاف بأن يكون "ماسك" هو مَن يضحك أخيراً.
تسليم أولى الطرازات من شاحنة "سيمي" / "تسلا"
وتم تسليم أولى الطرازات العاملة من "سيمي" الأسبوع الماضي لشركة "بيبسيكو" (PepsiCo)، وهي جزء من طلبية مكونة من 100 سيارة، ويعد ذلك التسليم متأخراً بثلاث سنوات عن الجدول الزمني، لكن الأمر يحدث. كما أنّ المزيد من شركات صناعة السيارات الرصينة تدخل في هذا العمل أيضاً، فإلى جانب "فولفو"، تلقت شركة "دايملر تراك هولدينغ" (Daimler Truck Holding) طلبات شراء 1.280 شاحنة وحافلة عديمة الانبعاثات في النصف الأول من هذا العام، وكشفت عن نموذج أولي لطراز المسافات الطويلة في سبتمبر.
ما الذي تغير؟ إذا كانت "تسلا" حققت اختراقات كبيرة في كثافة البطارية، لكان "ماسك" تفاخر بها، لذا لم تكن تلك هي الإجابة. ومع ذلك، هناك فرق كبير واحد في عام 2022 مقارنة بعام 2017، ألا وهو: تكلفة الديزل.
تآمر تراجع تكرير النفط المحلي وضغط أسعار الطاقة في عام 2022 لجعل تكاليف وقود الشاحنات في الولايات المتحدة تصل إلى ما يقرب من ضعف ما كانت عليه قبل خمس سنوات. ومن خلال إدخال الأسعار الحالية للديزل والكهرباء التجارية في كاليفورنيا في حاسبة نفقات النقل بالشاحنات لدى شركة البيانات اللوجستية "إيه سي تي ريسيرتش" (ACT Research)، فإنه حتى المركبة الكهربائية التي يبلغ ثمنها ضعف ثمن المركبة التقليدية تحقق 12% من وفورات التكاليف في كل ميل، أي ما يقرب من 17,000 دولار سنوياً عند مستويات الاستخدام النموذجية[1].
وقد لا يستمر ذلك مع تراجع أسعار الديزل، لكنه قريب بما يكفي لوضع النقل بالشاحنات الكهربائية بقوة في اللعبة.
شاحنات تخدم احتياجات محددة
العامل الآخر الذي يدعم شاحنة "سيمي" في الوقت الحالي هو أنها لا تحاول تقديم منافسة كاملة لشاحنات المسافات الطويلة، حيث إنّ مداها يعادل فقط نصف ما يمكن للفئة 8 القيام به بين محطات التزود بالوقود. ومن الجدير بالذكر أيضاً أن أحد عملائها الأوائل سيكون مصنع "فريتو-لايز" (Frito-Lays).
إذا كنت قلقاً بشأن تحديات نقل الأحمال الثقيلة بالإضافة إلى البطاريات الضخمة، فإن أنواعاً قليلة من البضائع ستكون أكثر تسامحاً من حمولات رقائق البطاطس الخفيفة بوزن الريش.
علاوةً على ذلك، تعتبر الخدمات اللوجستية صناعة واسعة ومتنوعة بها الكثير من المجالات التي قد تجد فيها الشاحنات الكهربائية مكاناً للازدهار. ومن المحتمل أن توفر عمليات التسليم في آخر ميل من المستودعات إلى المتاجر والمنازل البيئة الأكثر ملاءمة، ولكن حتى في المنطقة الأكثر تحدياً المتمثلة في النقل بالشاحنات لمسافات طويلة، فإن الاقتصاد الحديث ينقل الكثير من الشحنات منخفضة الكثافة مثل رقائق البطاطس والوسائد والألبسة، حيث قد يكون أمام الشاحنات التي تعمل على البطارية فرصة للتألق. كما يمكن للمشترين تحمل تكلفة التجربة، إذ تُمثِّل 20 شاحنة "سيمي" من "تسلا" التي طلبتها شركة "فيديكس" (FedEx) قطرة في المحيط بجوار أسطولها الضخم من المركبات التي تجوب الطرق والبالغ عددها 86,000 مركبة.
منافس جديد في السوق
ربما كرر "ماسك" الحيلة التي اتبعها مع سيارة "رودستر" (Roadster) الكهربائية الأصلية من "تسلا"؛ فبينما كانت بقية صناعة سيارات الركاب تكافح من أجل بناء سيارة كهربائية ذات سوق ضخم تنافسي، اتخذت "تسلا" الطريق السهل إلى سيارة كوبيه رياضية فاخرة، حيث لم يكن السعر مسألة كبيرة. وبينما كانت صناعة الشاحنات تبحث عن طرق لاستبدال مركباتها الأكثر كفاءة، تقضم "تسلا" فقط حصة تكفي لبدء تغيير السوق.
ولم يتم حتى الآن اختراع تقنية البطارية التي تنافس مباشرة مقطورة الديزل من الفئة 8. لكن على الرغم من ذلك، فإن شاحنة "سيمي" قد تجعل الشاحنات الكهربائية قريبة بدرجة كافية.
[1] استخدمنا الديزل بسعر 6.006 دولارات للغالون و24.1 سنتاً / كيلوواط ساعة، بناءً على أرقام إدارة معلومات الطاقة.
Vوقبل وقت طويل من تطوير قاذفات اللهب والروبوتات البشرية، والمساومة مع ستيفن كينغ بشأن رسوم الاشتراك في "تويتر"، شهد الإعلان عن شاحنة "سيمي" (Semi) للمسافات الطويلة قيام الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" (Tesla) باختيار معركة، ليس فقط مع صناعة السيارات القائمة، وإنما أيضاً مع أساسيات الاقتصاد والفيزياء.
إذ أن هناك مزايا كثيرة للبطاريات، إلا أنّ الكثافة ليست واحدة منها. ولا تعد تلك مشكلة لسيارات الركاب، لكن بمجرد دخولك في تطبيقات تحتاج إلى طاقة كبيرة مثل النقل بالشاحنات لمسافات طويلة والشحن والطيران، تبدأ المركبات الكهربائية بالانغماس في ثقل بطارياتها.
بطارية بوزن وحيد القرن
يمكن لشبه مقطورة من الفئة 8 مع نصف طن متري من الديزل في خزانها أن تسحب حمولة 20 طناً لمسافة 1000 ميل بين محطات التزود بالوقود، ولا توجد طريقة يمكن لأيونات الليثيوم أن تنافس بها ذلك الأمر، حيث إن وزن البطارية البالغ ثلاثة أطنان، والتي تنتج 540 كيلوواط في الساعة، في الشاحنة الكهربائية من طراز "فولفو إيه بي" (Volvo AB) المجهزة تجهيزاً كاملاً هو نفس وزن وحيد القرن. وتعتبر "تسلا" أكثر حذراً فيما يتعلق بمواصفات بطارياتها، إلا أنّ المقارنات مع أرقام "فولفو"، إلى جانب تفاصيل سيارات الركاب وبطارية "باور وول" (Powerwall) الخاصة بشركة "تسلا" تشير إلى أن وزن البطارية بقدرة 1,000 كيلوواط / الساعة في شاحنة "سيمي" الأكبر لديها يصل إلى حوالي ستة أطنان، وهذا مشابه لفيل بالغ أو حافلة مدرسية فارغة.
حتى مع وجود مجموعة نقل الحركة الأخف وزناً، فإن حزمة البطارية الضخمة ستجعل من الصعب على شاحنة "سيمي" من "تسلا" تقويض الديزل مع البقاء ضمن حدود الوزن الإجمالي التي تبلغ 40 طناً تقريباً، والتي يجب أن تراعيها الشاحنات لمنع الأضرار التي تلحق بالطرق والجسور.
هامش ربح منخفض للغاية
يذكر أنّ الخدمات اللوجستية تعد صناعة ذات هامش ربح منخفض للغاية، حيث حققت شركة "جيه بي هانت ترانسبورت سيرفيسز" (JB Hunt Transport Services)، وهي واحدة من أكبر المشغلين في الولايات المتحدة، في العام الماضي ما يقرب من 1.63 دولار لكل ميل من العائدات في أعمالها متعددة الوسائط للمسافات الطويلة، لكن يذهب نصفها تقريباً إلى الوقود.
وفي حال جعل الحمولة أصغر لاستيعاب بطارية ضخمة، أو تقليل نطاق المسافة للسماح ببطارية أصغر، أو قضاء المزيد من الوقت والمركبة موصولة بشاحن ضخم، ستبدأ تلك الأرباح الضئيلة تبدو أصغر.
على الرغم من كل الشكوك (بما في ذلك شكوكي أنا شخصياً) التي تستهدف شاحنة "سيمي" من "تسلا"، فقد ظهر احتمال مثير للغيظ، إذ قد ينتهي المطاف بأن يكون "ماسك" هو مَن يضحك أخيراً.
موجة طروحات جديدة لعمالقة بطاريات السيارات الكهربائية الصينية
تسليم أولى الطرازات من شاحنة "سيمي" / "تسلا"
وتم تسليم أولى الطرازات العاملة من "سيمي" الأسبوع الماضي لشركة "بيبسيكو" (PepsiCo)، وهي جزء من طلبية مكونة من 100 سيارة، ويعد ذلك التسليم متأخراً بثلاث سنوات عن الجدول الزمني، لكن الأمر يحدث. كما أنّ المزيد من شركات صناعة السيارات الرصينة تدخل في هذا العمل أيضاً، فإلى جانب "فولفو"، تلقت شركة "دايملر تراك هولدينغ" (Daimler Truck Holding) طلبات شراء 1.280 شاحنة وحافلة عديمة الانبعاثات في النصف الأول من هذا العام، وكشفت عن نموذج أولي لطراز المسافات الطويلة في سبتمبر.
ما الذي تغير؟ إذا كانت "تسلا" حققت اختراقات كبيرة في كثافة البطارية، لكان "ماسك" تفاخر بها، لذا لم تكن تلك هي الإجابة. ومع ذلك، هناك فرق كبير واحد في عام 2022 مقارنة بعام 2017، ألا وهو: تكلفة الديزل.
تآمر تراجع تكرير النفط المحلي وضغط أسعار الطاقة في عام 2022 لجعل تكاليف وقود الشاحنات في الولايات المتحدة تصل إلى ما يقرب من ضعف ما كانت عليه قبل خمس سنوات. ومن خلال إدخال الأسعار الحالية للديزل والكهرباء التجارية في كاليفورنيا في حاسبة نفقات النقل بالشاحنات لدى شركة البيانات اللوجستية "إيه سي تي ريسيرتش" (ACT Research)، فإنه حتى المركبة الكهربائية التي يبلغ ثمنها ضعف ثمن المركبة التقليدية تحقق 12% من وفورات التكاليف في كل ميل، أي ما يقرب من 17,000 دولار سنوياً عند مستويات الاستخدام النموذجية[1].
وقد لا يستمر ذلك مع تراجع أسعار الديزل، لكنه قريب بما يكفي لوضع النقل بالشاحنات الكهربائية بقوة في اللعبة.
شاحنات تخدم احتياجات محددة
العامل الآخر الذي يدعم شاحنة "سيمي" في الوقت الحالي هو أنها لا تحاول تقديم منافسة كاملة لشاحنات المسافات الطويلة، حيث إنّ مداها يعادل فقط نصف ما يمكن للفئة 8 القيام به بين محطات التزود بالوقود. ومن الجدير بالذكر أيضاً أن أحد عملائها الأوائل سيكون مصنع "فريتو-لايز" (Frito-Lays).
إذا كنت قلقاً بشأن تحديات نقل الأحمال الثقيلة بالإضافة إلى البطاريات الضخمة، فإن أنواعاً قليلة من البضائع ستكون أكثر تسامحاً من حمولات رقائق البطاطس الخفيفة بوزن الريش.
علاوةً على ذلك، تعتبر الخدمات اللوجستية صناعة واسعة ومتنوعة بها الكثير من المجالات التي قد تجد فيها الشاحنات الكهربائية مكاناً للازدهار. ومن المحتمل أن توفر عمليات التسليم في آخر ميل من المستودعات إلى المتاجر والمنازل البيئة الأكثر ملاءمة، ولكن حتى في المنطقة الأكثر تحدياً المتمثلة في النقل بالشاحنات لمسافات طويلة، فإن الاقتصاد الحديث ينقل الكثير من الشحنات منخفضة الكثافة مثل رقائق البطاطس والوسائد والألبسة، حيث قد يكون أمام الشاحنات التي تعمل على البطارية فرصة للتألق. كما يمكن للمشترين تحمل تكلفة التجربة، إذ تُمثِّل 20 شاحنة "سيمي" من "تسلا" التي طلبتها شركة "فيديكس" (FedEx) قطرة في المحيط بجوار أسطولها الضخم من المركبات التي تجوب الطرق والبالغ عددها 86,000 مركبة.
منافس جديد في السوق
ربما كرر "ماسك" الحيلة التي اتبعها مع سيارة "رودستر" (Roadster) الكهربائية الأصلية من "تسلا"؛ فبينما كانت بقية صناعة سيارات الركاب تكافح من أجل بناء سيارة كهربائية ذات سوق ضخم تنافسي، اتخذت "تسلا" الطريق السهل إلى سيارة كوبيه رياضية فاخرة، حيث لم يكن السعر مسألة كبيرة. وبينما كانت صناعة الشاحنات تبحث عن طرق لاستبدال مركباتها الأكثر كفاءة، تقضم "تسلا" فقط حصة تكفي لبدء تغيير السوق.
ولم يتم حتى الآن اختراع تقنية البطارية التي تنافس مباشرة مقطورة الديزل من الفئة 8. لكن على الرغم من ذلك، فإن شاحنة "سيمي" قد تجعل الشاحنات الكهربائية قريبة بدرجة كافية.
75 % نمو مبيعات السيارات الكهربائية في الصين خلال أكتوبر
[1] استخدمنا الديزل بسعر 6.006 دولارات للغالون و24.1 سنتاً / كيلوواط ساعة، بناءً على أرقام إدارة معلومات الطاقة.Vوقبل وقت طويل من تطوير قاذفات اللهب والروبوتات البشرية، والمساومة مع ستيفن كينغ بشأن رسوم الاشتراك في "تويتر"، شهد الإعلان عن شاحنة "سيمي" (Semi) للمسافات الطويلة قيام الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" (Tesla) باختيار معركة، ليس فقط مع صناعة السيارات القائمة، وإنما أيضاً مع أساسيات الاقتصاد والفيزياء.
|