كتب عارف، الذي أصيب في الفترة الأخيرة بالشلل والعمى، في مقدمة الكتاب: «ماذا كان الرحالة السندباد البحري سيعمل عندما يجابه جداراً لا يمكن عبوره؟ لعله كان يغني، وهل غير الغناء معبر من جدار العمى والشلل اللذين أصاباني؟. هكذا جاءت فكرة الكتاب أغنية استعدت بها رحلاتي في أرجاء الأرض وما كتبته خلال أكثر من 40 عاماً في كتاب أو سلسلة كتب..».
وعن بداية اهتمامه بالعلوم منذ وقت مبكر، وهي موضوع الكتاب، يقول: «كانت بداية اهتمامي بالعلوم لقائي بالعالم اللبناني مايكل عطية الحائز جائزة فيلدز للرياضيات الموازية لجائزة نوبل للعلوم، وكنت أقتفي آثاره في حياتي ونشاطاتي، ومنه علمت أن العلوم ليست مجرد معلومات وإنما طريقة للحياة فالكتابات هذه تعمل حتى بعد غياب كاتبها وبأشكال مختلفة بعضها لها صلة به مباشرة، وأخرى وحدها».
والمقالات المنشورة في الكتاب، التي ليست منفصلة، بل هي متابعة متصلة لمسيرة العلوم على مدى السنين «انعكست على شكل قصص، فالكاتب ليس متخصصاً في العلوم، بل كاتب قصصي يحكي قصة العلوم فحسب»، كما يقول بمقدمته. ولكن دوره في الحقيقة أكثر من ذلك، فقد أصبح مستشاراً للمؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا في الإمارات العربية المتحدة. ويذكر وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السابق في السعودية، والرئيس السابق لمدينة الملك عبد العزيز، د. محمد بن إبراهيم السويل، في شهادته في الكتاب، أن محمد عارف كان له دور بارز في المساعدة في تنظيم مؤتمر البحث العلمي في العالم العربي الذي نظمته مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية عام 2004، وساعده في ذلك معرفته وعلاقاته الوثيقة بالعلماء والباحثين والباحثات العرب داخل العالم العربي وخارجه.
ويؤكد د. منير نايفه، أستاذ عوم الفيزياء، في جامعة إلينوي في الولايات المتحدة الأميركية، على مثل هذا الدور، بقوله إن عارف ساهم بالفعل في إثراء جوهر العلوم والتكنولوجيا، وإنه قد عمل على تبسيطهما وجعلهما ممتعين وجذابين ليس فقط للشباب ولكن أيضاً لصانعي القرار.
ضم الكتاب أكثر من ثمانين مقالة متنوعة متفاوتة الطول في مجال العلوم والتكنولوجيا، إضافة إلى شهادات عن عارف من المعماري الفلسطيني راسم بدران، ومكتب زها حديد للمعمار الهندسي، ود. علي الأعسم ، مؤسس وسكرتير تعاونية «نيوزسوشال» ومدير شركتي «ديوان» و«نولدج فيو» سابقاً، ود.فاروق الباز، عالم الفضاء المصري، ود. قيس الأوقاتي، المختص في دراسة الخلايا البشرية وعلم وظائف الأعضاء في جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة.
صمم غلاف الكتاب، الذي جاء في 402 صفحة، الفنان التشكيلي العراقي ضياء العزاوي، وهو مزود بالصور.
|