وعن دوافع ايلون ماسك في تبني تلك الخطة للاصلاح المالي لمنصة اكس والتي قام بتغيير علامتها التجارية فيشير الدكتور عادل عبد الصادق مدير المركز العربي لأبحاث الفضاء الالكتروني الى انه هناك عدة دوافع لعل اهمها ، اولا ، أن صفقة شراء ماسك لتوتير البالغة 44 مليار دولار تضمنت قروضًا مصرفية.وهو ما يكلف الشركة مليار دولار من الفوائد سنويا ،وخسارة 4 ملايين دولار يوميًا. وذلك الامر الذي دفع الشركة منذ مطلع نوفمبر 2022، الى تسريح 3700 موظف، في محاولة لتخفيض النفقات ،وثانيا ، تعاني اعلانات اكس من انخفاض إيرادات في الولايات المتحدة بنسبة 60%، ويرجع ذلك الى عقبات تواجه الإعلانات مثل تصاعد الوعي بالحقوق المدنية وحقوق المستهلكين .
وثالثا ، يرى ماسك ان تلك الخطوة من شانها مواجهة الحسابات الآلية والحسابات المزيفة على المنصة ومن ثم زيادة الثقة في الشبكة واحكام سيطرته على المستخدمين ومع إمكانية فرض رسوم مقابل التحقق.
وعن المكاسب المتوقعة يشير د. عادل عبد الصادق الى ان "، ان تجرية ماسك في الخدمات المدفوعة اغرته في المضي قدما لانشال اكس من عثراتها المالية وخاصة بعد وصول مشتركي تويتر بل والى 640 ألفاً إلى 680 ألف شخص منذ نهاية أبريل 2023.واضاف ان "ان عدد مستخدمي منصة اكس النشطين يوميا بلغ نحو 230 مليونا. من مجموع 550 مليونا شهريا، وانه حتى لو سيوفر ما لا يقل عن 230 مليون دولار شهريا لو تم فرض دولار واحد على الحساب"
اما عن التحديات او تأثيرات خطة ماسك منها ، فيرصد د.عادل عبد الصادق لها في عدة عناصر لعل اهمها ، اولا ، ان يدفع ذلك الى مغادرة المزيد من المستخدمين للشبكة وخاصة أنه تم إلغاء تنشيط أو تعليق حوالي 1.3 مليون حساب منذ استحواذ إيلون ماسك على تويتر. وثانيا ، ان يؤدي فقد المنصة لشريحة كبيرة من مستخدميه، إلى انخفاض عائدات الإعلانات، والتي تمثل حاليا الجزء الأكبر من دخل الشركة.وثالثا ، التاثير على قيمة اكس وتاثيرها المتمثل في وجود قاعدة كبيرة من المستخدمين، ومن شأن فرض رسوم شاملة على الخدمة أن يؤدي إلى تدمير قاعدة مستخدمي المنصة، ومن ثم تدمير القيمة التي تمثلها الشبكة". ورابعا ، ان تؤدي الخطوة الى تعزيز الوضع التنافسي لشبكة ثريدز التابعة لشركة ميتا والتي اطلقتها الشركة وحازت بالفعل على 30 مليوين مستخدم من تويتر
وحول مدى تاثير خطة ايلون ماسك على مستقبل الشبكات الاجتماعية ، فيشير د. عادل عبد الصادق الى ان " خطوة ماسك قد تدشن لظهور جيل جيديد من الشبكات الاجتماعية المدفوعة بالكامل وخاصة انه في واقع الامر انه لاتوجد شبكة مجانية لانها تستخدم البيانات الشخصية للمستخدمين في اغراض تجارية او بيعها لطرف ثالث ، في مقابل ظهور جيل من الشبكات المدفوعة بالكامل والتي ستسخدم الباينات الشخصية ولكن ربما لا تعرض اعلانات رقمية على المستخدمين ومن ثم تعويض ذلك بتلقي اموال مباشرة من المستخدمين ، وياتي ذلك في ظل ظل تنامي الوعي بتاثير الإعلانات على انتهاك خصوصية المستخدمين، و"ان ذلك سيقود الى المزيد من الهيمنة لشركة ميتا قي سوق الشبكات الاجتماعية والتي يدفع توسعها واحتكارها الى مواجهة اي خسائر متوقعه مع قدرتها في ابتكار ادوات جديدة والطابع الاندماجي لخدماتها ، وأضاف عبد الصادق الى متغير اخر سيحرك مستقبل الشبكات الاجتماعية يتمثل في تأثير حركة الوعي العالمي بحماية البيانات الشخصية والحد من نفوذ تلك الشبكات وممارسة السيادة السيبرانية من قبل الدول في مواجهة توغلها خاصة مع نجاح الاتحاد الاوربي في تنفيذ اللائحة العام لحماية البيانات الشخصية .
|