الهدف ربما يبدو بسيطا ولكن علم النفس والتقنيات الاعلامية الموظفة الخبيرة هي معقدة وماكرة بشكل لايمكن تصديقه وهي مخادعة بشكل يكفي لدحر واجتياز كل دفاعاتك الطبيعية.
هذا ما يدور حوله كتاب البروفسور ويلسون براين.. انه عمل شامل ومتكامل، حيث انه بوضح كيف ان الافكار البشرية وسلوكها يتم تسخيرها بشكل سري من قبل بعض الاعلاميين من اجل السيطرة والتوجيه والتلاعب بسلوكنا الشرائي.
في فصله الذي يتحدث عن الروائح فانك ستحصل على تبصرات جديدة تتعلق بـ(مستر كلين) و (حوت العنبر) ربما انك ستصعق عندما تقرأ عن ثقافة الادوية وعن موسيقى الروك.
تقنية حديثة كانت قد زودت بطرق جديدة للتلاعب بالرؤية والصوت والرائحة في مجالات حسية عديدة من الخداع البشري والتي تم تصميمها من اجل تجاوز دفاعاتنا الادراكية والولوج في عالم اللاوعي في عقلنا الباطن.
حتى عندما نحصل على علم شامل بذلك الاستغلال الجنسي الاعلامي الا اننا - بشكل من الاشكال - لن نوافق على تصديق ما سنعلمه.
وحتى لو اننا وصلنا الى نقطة التصديق فاننا سنشعر بعدم القدرة على الحصول على اية مساعدة لمواجهة ذلك ولكن يجب علينا المواجهة لانه ان لم نفعل ذلك فانه سيتحول الى مرض نفسي حقود وخطير وفي سرعة قياسية.
الاعلانات مصممة من اجل التاثير العاطفي وليس الفكري اي بالمفاهيم التعليمية من اجل الاغراء العاطفي، رجال الاعلانات ليسوا معتمدين على التفكير بل على الشعور.
الاشخاص في الاعلانات يعتمدون على دراسات ديموغرافية ونفسية لتصميم اعلان لتصوراتنا الشخصية لذاتنا.. المعلومات الديموغرافية تخبرهم اشياء كاعمارنا وجنسنا ومواردنا المالية وما شابه ذلك.. المعلومات النفسية تخبرهم عن تخيلاتنا وعن عاداتنا الاساسية.. معلومات كهذه توفر ملفا عن الحياة الشخصية والتي تستخدمها التكتلات الاعلانية بحيث دعاياتهم تتناسب مع ملفاتنا تلك.. عندما يحصل ذلك يكونون قد سيطروا علينا وتلاعبوا بسلوكنا الشرائي.. لقد تم امتلاكنا.
النظريات التي يستخدمها المؤلف ليدعم تحليلاته للاعلانات ليست جديدة، الجديد هو بصيرته الادراكية الحسية، والتي تربط بشدة النظريات النفسية بالتطبيقات العملية للاعلام.. نظريات فرويد للتحليل النفسي مثل مراحل التطور البشري الفموية والشرجية والاوديبية تزود الاساس المنطقي وراء المواضيع لمعظم الاعلانات.
من خلال كتابه قام المؤلف بالتفكير والتركيز على ان العديد من الاعلانات ومن وسائل الاعلام هي مصممة لتحفيز الرغبة والتعلق المرضي عند الشخص، والذي تم الكشف عن وجودها لدى ذلك الشخص عندما كان طفلا.
شيء هام عن بحث المؤلف هو ان بحثه يرتكز على حالات ملاحظة حقيقية وجدت في وسائل الاعلام وفي الاعلانات لم نعهدها موجودة من فبل او مخترعة.. انه يستخدم نظريات انضباطية متعددة ليصل تلك الملاحظات بالنظريات.
عندما تنتهي من قراءة هذا الكتاب يجب ان تصبح من المصدقين بالقوة الكامنة لوسائل الاعلام والاعلان القادرة على التوجيه والتاثير والسيطرة على السلوك.. يجب ان تصبح ايضا من المفكرين وان تنظر الى وسائل الاعلام والاعلانات بطريقة نقدية اكبر.
قف، انظر، استمع، اسال، استرجع الاعلانات التي تراها وتسمعها، تساءل عن مكوناتها قم بتحليل التقنيات التي تم استخدامها لاثارتك، ضع في عين الاعتبار متطلباتك الشخصية والعيوب الممكنة وقرر ان كانت او لم تكن تلك الاعلانات تستغل ضعفك وخوفك وقلقك.. ليس كل الاعلان هو استغلالي الا الاعلانات التي تحتوي على اعلان يسيء التصرف.
الهدف من الاعلان هو التشجيع على الشراء وبالتالي بيع المنتجات..بالنسبة لبعض وكالات الاعلان، ذلك ربما يعني البيع بغض النظر عن القضايا الانسانية.
الاعلان هو عمل كبير جدا ومع مرور الوقت اصبح تحت رعاية الوهم القديم (ما هو جيد للاعلان هو جيد للبلد).. الاعلان هو جزء اكبر من تكتل بكثير والذي يشمل على التسويق.. ووسائل الاعلام كلها مستقلة ولكنها تعتمد على الزبون من اجل نجاتها واستمرارها.
قسم المؤلف كتابه الى اثني عشر فصلا حملت عناوين مبتكرة وجديدة:
الفصل الاول: تمهيد.
الفصل الثاني: اللوطي.
الفصل الثالث: رسالة الموضة.
الفصل الرابع: اطفال ثقافة الحلمة.
الفصل الخامس: النظافة الامريكية.
الفصل السادس: تلك النظافة تعني لا رائحة.
الفصل السابع: فيلم الرقية.
الفصل الثامن: موسيقى الروك اللاشعورية.
الفصل التاسع: التكيف الثقافي على الادمان.
الفصل العاشر: المعرض الطبي الأشبه بالفلتر.
الفصل الحادي عشر: كل الاخبار التي تسوق الاعلانات.
الفصل الثاني عشر: حتى حالات القتل مضحكة.
|