هناك ارتفاع في الطلب في الدول النامية، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الطلب العالمي على النفط عند منتصف القرن بنحو 15 في المائة.
يوضح بحث «إكسون موبيل» الوضع الطاقوي عند منتصف القرن كالآتي:
«إن التقدم الذي تشهده الدول نحو استعمال الحد الأدنى من الطاقات المستدامة سيزيد استهلاك الطاقة نحو 15 في المائة بحلول عام 2050 عن المعدل الحالي. ستلعب الطاقات المستدامة دوراً رئيسياً، كما هو الأمر مع استمرار أهمية النفط والغاز. إذ إن معظم الزيادة في الطلب على الطاقة سيحصل بسبب النمو الاقتصادي في الدول النامية؛ وذلك مقارنة بانخفاض استهلاك الطاقة نحو 10 في المائة في الدول المتطورة نتيجة التحسن في ترشيد استعمال الطاقة».
كما يضيف التقرير: «يتوقع أن تبدأ مرحلة تخفيض الانبعاثات للمرة الأولى بحلول عام 2030، كما يتوقع في الوقت نفسه، ارتفاع النشاط الاقتصادي والرفاهية، بسبب تزايد دور ترشيد الاستهلاك، وارتفاع استعمال الطاقات المستدامة ذات الانبعاثات المنخفضة».
كما «أنه لا يوجد شك بأهمية دور استمرار النفط مستقبلاً في لعب دور كبير في سلة الطاقة العالمية، وبالذات في قطاع النقل التجاري»، وفق التقرير. بل يتوقع أن يزداد استهلاك النفط 10 في المائة في عام 2050 عن معدله في عام 2023.
يستنتج التقرير الآتي: «نعم، هناك متغيرات مقبلة في مكونات سلة الطاقة المستقبلية. لكن، الآفاق المستقبلية وسيناريوهات أطراف متعددة واضحة... إن دور النفط والغاز سيستمر أساسياً».
ويضيف التقرير: «بخلاف المواصلات الخاصة، فإن المواصلات التجارية غير مؤهلة لاستعمال الطاقة الكهربائية، مثل الطائرات أو الشاحنات الضخمة في الطرق الطويلة».
تتعدد الدراسات والتنبؤات المستقبلية حول المكونات الرئيسية للطاقات المستقبلية. وتختلف في الوقت نفسه الأبحاث في توقعاتها وتنبؤاتها؛ ذلك بناء على الفرضيات التي اعتمدتها هذه الدراسات.
ومن الواضح أن الفرضيات التي اعتمدتها دراسة «إكسون موبيل» هي أن ترشيد الاستهلاك في الدول المتطورة سيحد من زيادة الطلب على الطاقة في هذه المجموعة من الدول، بينما سيرتفع الاستهلاك في الدول النامية؛ نظراً للتحسن المتوقع في اقتصاداتها، وبالذات أن وضعها الاقتصادي اليوم منخفض جداً عن ذاك في الدول المتطورة. ولربما الأهم من هذا وذاك، كما يشير إليه تقرير «إكسون موبيل»، هو صعوبة تعميم الطاقة الكهربائية على جميع المركبات ووسائل النقل. إذ تتوقع دراسة الشركة صعوبة في تحويل وسائل النقل التجارية، كالطائرات والشاحنات البرية من فك الاعتماد على البترول والتحول كلياً إلى الطاقة الكهربائية، كما هو متوقع في مجال السيارات الخاصة، الأمر الذي سيعني استمرار الاستهلاك الواسع للبترول في مجال النقل، الذي يشكل بدوره القطاع الأكبر لاستهلاك المنتجات النفطية.