ساهم ظهور مواقع التواصل الاجتماعي في تسهيل التواصل. هذه هي مواقع الويب حيث يمكن للمستخدمين إنشاء ملف تعريف وربط هذا الملف الشخصي بالآخرين لتشكيل شبكة شخصية صريحة. إنها خدمات قائمة على الويب تسمح للأفراد بما يلي: إنشاء ملف تعريف عام أو شبه عام ضمن نظام مقيد؛ صياغة قائمة بالمستخدمين الآخرين الذين يشاركونهم في الاتصال؛ عرض واجتياز قائمة الاتصالات الخاصة بهم وتلك التي قام بها الآخرون داخل النظام. قد تختلف طبيعة وتسميات هذه الاتصالات من موقع إلى آخر.
وقد أصبحت تقنيات الاتصال ونقل المعلومات رافدا أساسياً وركناً مهما في بناء منظومه الإنسان الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية في ظل التحولات والتطورات المعرفية في هذا العصر.
لقد حققت الإنترنت انتشارا سريعا بين الشباب الذين يختلفون في استخداماتهم لها حسب ميول واهتمامات كل فرد. فقد وجد فيها الشباب العديد من الميزات التي يسرت لهم سبل الاتصال مع أطراف آخرين عن طريق مواقع المختلفة التي تتيح التواصل مع الآخرين بدايتها من موقع الشات وصول إلى المواقع الاجتماعي حيث شهدت المجتمعات الإنسانية خلال العقد الأخير من القرن الماضي تطورات متسارعة ومتلاحقة لتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات مما ساهم في تسهيل إمكانيه التواصل الإنساني والحضاري ولعل أهمها يتمثل في شبكه المعلومات العالمية الإنترنت التي تعد أبرز ما توصّل إليه العلم الحديث ومن أهم الإنجازات البشرية في عصر المعلوماتية.
لقد استطاعت وسائل التواصل الاجتماعي أن تجعل العالم قريه صغيرة من خلال الثقافة الرقمية والمجتمعات الافتراضية والمنتديات والتعلم الاجتماعي والكثير من العناصر المشتركة التي جعلت الفرد عضواً فعالا في المجتمعات العالمية مع أصدقائه العالميين. فمواقع التواصل الاجتماعي أصبحت منفذا سهلا لنشر وترويج المواد الفكرية التي تؤدي إلى تغيير المظاهر الدينية. وانطلاقا من الدور الفعال والمؤثر لهذه الشبكات جاء هذا البحث في أثر إدمان وسائل التواصل الاجتماعي على المظاهر الدينية لدى المجتمعات العربية.
أصبح الإعلام الجديد خارج السيطرة لا مركزيات له ولا تستطيع الدول التحكم فيه، ومن الثابت أن الأنظمة السياسية العربية تمكنت من فرض سيطرتها على وسائل الإعلام بل سخرت هذه الوسائل لخدمة أغراضها لمراقبة الأفراد وتحويل اتجاهاتها لما يتماشى مع أهدافها وأغراضها .
وذلك لأن تأثير الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي على الشباب له نفس التأثير مثل استخدام المخدرات أو قوى خارجية أخرى تؤثر على الدماغ بشكل كيميائي، كما إصدارات جمعية الطب النفسي الأميركية (أي بي أي) في طبعتها الأخيرة التي نشرت عام 2009 والتي أدرجت فيها استخدام الإنترنت بشكل مفرط ضمن قائمه الإدمان السلوكي. وتعدل قيم من القضايا التي دار حولها جدل كبير نتيجة التغيرات والمستجدات التي طرأت مع مواقع التواصل الاجتماعي وما أحدث ذلك من تأثير في النسيج الاجتماعي والثقافي للمجتمع والنسق القيمي. ولقد نشأ الشباب اليوم في عصر تتعرّض فيه المجتمعات المحافظة للتغيرات العالمية في ظل الحضارة المعاصرة والتقدم العلمي والتكنولوجي الذي يميز أنماط الحياة ووسائلها ومتطلباتها فوقع الشباب فريسة الانفصام في الشخصية والصراع بين القيم الموروثة والدينية والتقاليد المستوردة ما أصابهم بالحيرة والقلق والتيه.
العلاقة بين التدين ووسائل التواصل الاجتماعي هي أيضًا موضوع يحتاج إلى استكشاف، حيث يعتبر جيل الألفية أقل تديناً، بينما يستمر استخدام مواقع الشبكات الاجتماعية في الازدياد، ووسائل التواصل الاجتماعي كما تؤثر على القيم فالقيم أيضا تسهم في التحكم في استخدامها والإقبال على المواقع الاجتماعية. فالقيم من هذا المنطلق يمكن أن تسهم في وقاية الفرد من مخاطر الاتصال السيئة وارتكاب سلوكيات سلبيه نتيجة التواصل السلبي وإقامه علاقات غير مشروعة والوصول إلى محتويات غير مناسبة والترويج لتعاطي المخدرات وارتكاب الجرائم.
يستخدم معظم العرب، على سبيل المثال، الإنترنت للدردشة مع أصدقائهم أو العثور على أصدقاء جدد مقارنة بالأشخاص الآخرين الذين يستخدمون الإنترنت لأغراض أخرى مثل التعلم أو التسوق الإلكتروني أو أغراض أخرى مفيدة.
وبناءً عليه يمكن القول إن هناك جوانب إيجابية وسلبية لمواقع التواصل الاجتماعي، خاصة فيما يتعلق بالجوانب الأخلاقية والاجتماعية للمجتمعات.
الهدف من هذه المقالة هو تعزيز المزيد من المعرفة المتعلقة بالسلوك الأخلاقي من خلال النظر في تأثير الشبكات الاجتماعية. قد يؤدي تكامل الشبكات الاجتماعية كعامل يتنبأ بالسلوك الأخلاقي إلى زيادة المعرفة باستراتيجيات الأخلاقيات العملية، فضلاً عن المساعدة في تطوير نماذج علمية في التنبؤ بالسلوك الأخلاقي. وهذا يقودنا إلى السؤال البحثي التالي: هل تلعب الشبكات الاجتماعية الجماعية دورًا في خلق السلوك الأخلاقي، وإذا كان الأمر كذلك، فبأي طريقة؟
حظيت مواقع التواصل الاجتماعي باهتمام كبير من كافة فئات المجتمع وخاصة الشباب، وتحولت إلى أدوات لتبادل ونشر النماذج السلوكية والأفكار ووجهات النظر والآراء. كما أصبحت عاملا متغيّرا على جميع المستويات والمجالات واتخاذ القرار، ونتيجة لذلك فقد الجيل الشاب القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ، وهذا بدوره خلق أزمة وأدى إلى الانحرافات السلوكية والتطرف والإرهاب والتكفير وسفك الدماء والتعدي على المال والعفة.
فالقيم الأخلاقية هي وحدات معيارية لسلوكيات معينة متفق عليها في مجتمعات معينة يتم فيها تمييز الحق عن الخطأ، وهذه المعايير تحترم الذات والآخر. يتم تحديد بعض الأخلاق من خلال اختيار الأفراد لسلوكيات معينة بناءً على معتقداتهم. إذا حدثت صراعات القيم، حدثت أزمة أخلاقية، فالقيم الأخلاقية هي تلك القيم الحقيقية التي تحكم السلوكيات مثل الصدق والصدق والتعاون. إنها معايير تُخضع الإجراءات إلى مستويات القبول والاستحسان.
من خلال وسائل التواصل الاجتماعي يمكن للأشخاص استخدام شبكات الأصدقاء عبر الإنترنت وعضوية المجموعة للبقاء على اتصال مع الأصدقاء الحاليين أو إعادة الاتصال بالأصدقاء القدامى أو تكوين صداقات حقيقية من خلال الاهتمامات أو المجموعات المماثلة. إلى جانب إقامة علاقات اجتماعية مهمة.
يمكن للأعضاء مشاركة اهتماماتهم مع أعضاء آخرين متشابهين في التفكير من خلال الانضمام إلى المجموعات والمنتديات. ويمكن لبعض الشبكات أيضًا أن تساعد الأعضاء في العثور على وظيفة أو إنشاء جهات اتصال تجارية. وتقدم معظم مواقع التواصل الاجتماعي أيضًا ميزات إضافية. بالإضافة إلى المدونات والمنتديات، يمكن للأعضاء التعبير عن أنفسهم من خلال تصميم صفحات ملفاتهم الشخصية لتعكس شخصياتهم. وتشمل الميزات الإضافية الأكثر شيوعًا أقسام الموسيقى والفيديو. يمكن أن يتضمن قسم الفيديو كل شيء بدءًا من مقاطع الفيديو التي ينشئها الأعضاء بدءًا من مئات الموضوعات وحتى المقاطع التلفزيونية ومقاطع الأفلام (youtube) لذلك فإن الهدف من هذه الدراسة هو إثبات تأثير وسائل التواصل الاجتماعي هذه على السلوك الأخلاقي للشباب بصفة خاصة والمجتمع بصفة عامة.
للتكنولوجيا العديد من الجوانب الإيجابية، ولكن في حالة وجودها في الأيدي الخطأ يمكن أن تصبح خطرة. بالنسبة إلى الشباب الذين يمثلون الأغلبية في هذه الجامعات أو المؤسسات التعليمية، فمن التجارب القيام بما يشعرون أنه جيد أو مثير لهم ولأصدقائهم وفي نفس الوقت تجنب إشراف الكبار. يرى ليفينجستون (2008) أنه بالنسبة إلى المراهقين يمكن تبني عالم الإنترنت بحماس لأنه يمثل مساحتهم المرئية لمجموعة الأقران أكثر من مراقبة البالغين، وهي فرصة مثيرة ولكنها آمنة نسبيًا لإجراء المهمة النفسية الاجتماعية للمراهقة لبناء تجربة وتقديم مشروع انعكاسي للذات في سياق اجتماعي، وكذلك بالنسبة إلى البعض لاستهزاء الأعراف التواصلية وغيرها من سلوكيات المخاطرة.
ينشر بالاتفاق مع مجلة "الجديد" الثقافية اللندنية