المقالات -
«داعش» يسيّر «درون» في كوباني متحديا طائرات التحالف

: 253
الاربعاء,29 اكتوبر 2014 - 12:44 م
بيروت: نذير رضا

أظهرت الصور التي بثها تنظيم داعش، أمس، لمدينة كوباني (عين العرب) في شمال شرقي محافظة حلب السورية، أنه بات يعتمد في حربه على تقنيات حديثة في الحرب، بينها طائرات من دون طيار المعروفة بـ«درون»، في تحدٍّ للطائرات الأميركية التي تقود التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب في سوريا، وتضرب أهدافا تابعة للتنظيم في المدينة ومحيطها، وتفرض حظرا جويا على المنطقة

«داعش» يسيّر «درون» في كوباني متحديا طائرات التحالف
اضغط للتكبير
أظهرت الصور التي بثها تنظيم داعش، أمس، لمدينة كوباني (عين العرب) في شمال شرقي محافظة حلب السورية، أنه بات يعتمد في حربه على تقنيات حديثة في الحرب، بينها طائرات من دون طيار المعروفة بـ«درون»، في تحدٍّ للطائرات الأميركية التي تقود التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب في سوريا، وتضرب أهدافا تابعة للتنظيم في المدينة ومحيطها، وتفرض حظرا جويا على المنطقة.

وتقلل المعارضة السورية من أهمية تلك الطلعات الجوية لـ«داعش»، واضعة إياها في إطار «الدعاية والحرب النفسية». ويقول ممثل الائتلاف الوطني السوري في واشنطن نجيب الغضبان، لـ«الشرق الأوسط»، إن الطلعات الجوية للتنظيم في كوباني «تمثل تحديا لطائرات التحالف من الناحية النظرية فقط»، كون الأجواء المفتوحة لطائرات التحالف من المفترض أن تشكل حظرا جويا على الطائرات الأخرى، مؤكدا أنه لا يعطي طائرات «داعش» من دون طيار «أهمية»، وذلك «في حال ثبت ظهورها».

لكن تلك المعطيات «تفرض تبدلا في استراتيجية التحالف»، كما يقول الغضبان، مشيرا إلى أنه «من الواضح أن استراتيجية التحالف في محاربة (داعش) جزئية وليست شاملة». ويضيف «التحرك لا يزال في إطار الضربات، كون (داعش) منتشرا ولا أهداف ثابتة له، على الرغم من أنها ضربات مفيدة على المدى الطويل»، لكن «من المفيد أيضا أن ينفذ التحالف عملية أشمل لتمنع المزودين لـ(داعش) من تقديم تلك التقنيات الحديثة للتنظيم». وأوضح أن «وجود الطائرات هناك يعني أن دولا وجهات استخبارية تتعاطى مع (داعش)، وأهمها الدول التي تمتلك القدرات التقنية أو تسهل الوصول إليها».

وكشف تنظيم داعش عن استخدامه تلك الطائرات، من خلال فيديو نشره أمس، يظهر فيه المصور الصحافي البريطاني جون كانتلي، الذي يحتجزه التنظيم المتطرف رهينة لديه منذ عام 2012، وهو يدلي برسالة بدت أنها من داخل مدينة كوباني في محاولة، على ما يبدو، لإثبات سيطرة المتشددين على قسم من المدينة الكردية السورية.

وتظهر في الفيديو صوامع حبوب يعلوها علم تركي في محاولة من التنظيم لتأكيد أن موقع التصوير هو كوباني، وأن الجهة المقابلة من الحدود هي أراض تركية. وتضمن الشريط مشاهد لكوباني من الجو قال «داعش» إن «طائرة مسيرة لجيش» التنظيم هي التي التقطتها. وفي هذه المشاهد بدت شوارع كاملة من المدينة مدمرة.

ويرى الغضبان، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن إظهار تلك الصور، وإبراز «داعش» لتقنيات عسكرية متطورة لديه «يأتي في سياق الحرب النفسية والدعائية التي يخوضها ضد خصومه»، مطالبا «بحرب نفسية مضادة» تواكب «التطور التقني والمهارة الدعائية لدى التنظيم»، إذ «يجب أن تكون لدى الطرف الآخر استراتيجية مضادة تمنع التجنيد الإضافي في صفوف التنظيم».

وتنضم هذه الطلعات الجوية بـ«الطائرات المسيّرة» كما يطلق عليها «داعش»، إلى طلعات سابقة، كشفت عن امتلاك التنظيم لتلك الطائرات، أهمها في 7 أغسطس (آب) الماضي، حين صوّرت قاعدة القوات النظامية السورية في الرقة، وهي مقر الفرقة (93)، كما أظهرت مقاطع فيديو نشرها التنظيم صورا بطائرة من دون طيار صورت مطار الطبقة العسكري في الرقة، قبل أيام من السيطرة عليه وطرد القوات النظامية من كامل المحافظة، في الشهر نفسه.

ويقول ناشطون إن تلك الطائرات التي يمتلكها «داعش»: «ظهرت في دير الزور أيضا (شرق سوريا) منذ مطلع الصيف الماضي»، على الرغم من أن الناشطين اختلطت عليهم الأمور، كون سماء دير الزور كانت مفتوحة لطائرات أميركية وأخرى تابعة للنظام السوري، مما حال دون التأكد من أنها عائدة لتنظيم داعش».

ويؤكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، لـ«الشرق الأوسط»، أن التنظيم «يستخدم الطائرات من دون طيار على نطاق واسع في مواقع سيطرته في الرقة وريف حلب الشرقي ودير الزور»، مشيرا إلى «اننا أكدنا ذلك في أكثر من بيان». ويكشف أن تلك الطائرات «لا تقتصر حيازتها على تنظيم داعش فقط، بل تستخدمها جبهة النصرة (فرع تنظيم القاعدة في بلاد الشام» أيضا»، مشيرا إلى أن التنظيم «ينفذ طلعات جوية في ريف حلب وريف إدلب الغربي»، نافيا في الوقت نفسه علمه بمصدر تلك الطائرات، وكيفية وصولها إلى التنظيمين المتشددين.

ويعد الفيديو الأخير أبلغ تأكيد من التنظيم على استخدام تلك الطائرات، علما بأن «داعش» أكد في فيديو بثه في شهر أغسطس (آب) الماضي ذلك عبر تصوير الفرقة 93 في الرقة. وتضمن الفيديو الذي استغرق 14 دقيقة، آنذاك، مقاطع التقطت من الجو تظهر مشاهد للقاعدة العسكرية السورية التي تقع قرب الرقة شمال البلاد، والتي كانت هدفا لهجوم مسلح باستخدام شاحنة قادها انتحاريون، ووردت مقاطع منه في الفيديو نفسه. وأرفق معد الفيديو اللقطات بتنويه مكتوب على الشاشة مفاده أنها أخذت بواسطة «عدسة طائرة مسيرة لجيش» التنظيم.

ويشير استخدام «داعش» لتلك الطائرات إلى تطور كبير في الترسانة العسكرية في «داعش»، والتي يؤكد ناشطون سوريون وقادة ميدانيون أنها «تتضمن أسلحة نوعية بينها صواريخ موجهة، ومدافع ثقيلة وراجمات صواريخ ودبابات»، وسط اعتقاد بأن التنظيم «يمتلك أيضا صواريخ مضادة للطائرات» استخدمها في العراق لإسقاط مروحية تابعة للقوات الحكومية العراقية. كما يشير هذا الإعلان الموثّق إلى أن التنظيم بات يستخدم أكثر الأساليب تطورا وتعقيدا في مراقبة الأهداف، وهي الآلية التي تعتمدها دول متطورة، لم تكن موجودة في السابق لدى جماعات متشددة.

ويلقي رامي عبد الرحمن باللوم في تلك الطلعات الجوية على «طائرات التصوير التابعة للتحالف التي غالبا ما توجد في سماء المنطقة كونها لم تُظهر تحركات (داعش) الجوية»، كما يلقي باللوم على «غرفة العمليات المشتركة التي لم تزود طائرات التحالف بمعلومات عن طائرة من دون طيار تابعة للتنظيم في المنطقة»، علما بأن «داعش» قد يستخدم الطائرة في محاولة لتضليل القوات الكردية التي قد تظن أنها تابعة للتحالف، كما جرى الأمر في دير الزور.

ووسط هذا المشهد، تغيب معلومات عن الجهة التي زودت «داعش» بالطائرات والتقنيات، علما بأن التنظيم كان استولى على أسلحة متطورة من قواعد القوات النظامية السورية في البلاد، وأهمها من اللواء 66 في ريف حماه الشرقي الذي نقلت الأسلحة والذخائر فيه إلى دير الزور والرقة وريف حلب الشرقي.

وكان التنظيم نفذ طلعات جوية بطائرات «ميغ 21» و«23» من مطار الجراح العسكري في حلب، وزعم وزير الإعلام السوري أن قواته استهدفتها، وهو ما نفته مصادر المعارضة والمرصد السوري لحقوق الإنسان الذي قال مديره أمس إن التنظيم «نفذ طلعات قصيرة بها مرة أخرى في سماء حلب الأسبوع الماضي».

Share/Bookmark

اقرأ ايضآ

  • الذكاء الاصطناعي التوليدي يصل إلى عالم «التحرير الجيني»
  • هل «الإنترنت» عدوَّة التقدم؟
  • إفريقيا تجد ضالتها في العملات الرقمية
  • الذكاء الاصطناعي .. استثمارات متنامية
  • تعدين بيتكوين .. هل ستنتهي اللعبة؟
  • فيسبوك
    تعليقات


    غزة وتوجهات جيل زد نحو تغيير قواعد الحوكمة العالمية
    كشفت الحرب الإسرائيلية على غزة عن متغيرات جديدة فيما يتعلق بعملية صناعة وتشكيل الرأي العام العالمي و

    المغرب يدخل عصر صناعة البطاريات الالكترونية
    في خطوة مهمه لدعم الاقتصاد المغربي من جهة وصناعة السيارات من جهة اخرى اعلنت المملكة للمرة الأولى عن

    قانون الأسواق الرقمية الأوربية وحوكمة الشركات الكبرى
    في 6 مارس 2024 دخل حيز التنفيذ قانون الاسواق الرقمية،داخل الاتحاد الاوربي والذي تم اقراره عام 2022

    موضوعات جديدة
    الأكثر قراءة
    الأكثر تعليقا
    الى اي مدى انت راض على اداء المنصات الرقمية في الحرب على غزة ؟
    راضي
    غير راضي
    غير مهتم
     
        
    سيادة الدولة في العصر الرقمي للدكتور عادل عبد الصادق
    التاريخ