بعد التصريحات المثيرة للجدل عن مستقبل البشر والآلات والذكاء الاصطناعي التي أطلقها المخترع الأميركي والشريك المؤسس لـ"جامعة سينغيولاريتي" ريمون كورزويل، ها هو أحد أساتذة تلك الجامعة يخرج بتصريحات أكثر غرابة وإثارة للدهشة.
يرى دافيد أوربان، المؤسس لعدد كبير من شركات التقنية الناجحة، أن . وفي حين ستعيش تلك الروبوتات في منازلنا فإن .
وتأسست جامعة سينغيولارتي التي يدرس فيها أوربان، سنة 2008 في قلب وادي السيليكون بكاليفورنيا، وتمولها شركة غوغل -التي يعمل كورزويل مديرا للهندسة فيها- وتعتبر مصنعا للعباقرة والشركات الناشئة.
وأوربان مدير أعمال ناجح وعالم مستقبليات يمضي معظم وقته متنقلا بالطائرة للمشاركة في أبرز مؤتمرات التقنية، وجاءت تصريحاته تلك لمجلة "بانوراما" الإيطالية الأسبوعية خلال زيارة لميلان للمشاركة في ندوة عن الاتصالات الرقمية وكانت ورقته بعنوان "المستقبل أبكر بعشر سنوات".
"يسعى أوربان إلى اختبار القبول الاجتماعي لشريحة مزروعة بيده يقول إنها تتضمن كافة الشفرات التي تتيح إجراء الكثير من الوظائف الرقمية"
الشريحة
ويسعى أوربان إلى اختبار القبول الاجتماعي لشريحة (رقاقة) مزروعة بين أصبعيه السبابة والإبهام يقول إنها تتضمن كافة الشفرات التي تتيح الدفع باستخدام عملة بتكوين (العملة الرقمية للإنترنت)، وإلى جانب تحويل المال، بإمكانه استخدامها لينتقي سيارة في نظام مشاركة السيارات، وأن ينتقل من خلال بوابات المترو أو بوابات العمل.
وفي المستقبل يمكن للشريحة أن ترسل معلومات إلى شخص آخر يملك شريحة مزروعة بجسمه بسهولة وبسرعة مثلما يرسل الحاسوب رسالة بريد إلكتروني عبر الاتصال اللاسلكي، كما يمكنها قياس وظائف جسمه وصياغة استفساراته في محرك البحث غوغل وإرسال الإجابات مباشرة إلى ذهنه.
ويقول أوربان -الذي يصف نفسه بأنه "سايبورغ"- إنه بزرع مثل هذه الشريحة يريد أن يطور نقاشا مع الناس الذين يعتقدون أننا لا يجوز أن نسمح بأن نصبح كائنات معززة تقنيا.
"إذا واصلت قوة المعالجة الحاسوبية تطورها بالسرعة ذاتها فسيكون لدينا حواسيب أقوى من الدماغ البشري بحلول سنة 2025"
قوة المعالجة
ويوضح أن ، وإذا واصلت قوة المعالجة الحاسوبية تطورها بالسرعة ذاتها فسيكون لدينا حواسيب أقوى من الدماغ البشري بحلول سنة 2025. وبحلول سنة 2045، مع هذا النمو الاستثنائي، سيكون الإنسان قد صنع أجهزة تفكر ذات قدرات تفوق أدمغة عشرة مليارات إنسان مجتمعين.
والتفردية (singularity) حسب وجهة نظره -وهي اللحظة التي يتفوق فيها التقدم التقني على فهم الأجيال السابقة- تقترب سريعا وستحدث في النصف الأول من القرن 21. وستكون نتيجة تسارع تطور أربعة تقنيات رئيسية هي علم الوراثة وتكنولوجيا النانو والروبوتات والذكاء الاصطناعي.
ووفقا لهذا السيناريو، ستصبح القوى العاملة آلات تعمل في المكاتب أو المصانع بدلا منا، وفي الوقت ذاته سنكون -وفقا لأوربان- قادرين على نقل محتوى أدمغتنا (بما في ذلك شخصيتنا) إلى ذاكرة بنفس طريقة نسخ مستند إلى ذاكرة "يو.إس.بي"، وسنتمكن بذلك من العيش في هيئة جسد آلي (bionic) جديد بعد فناء الجسد البشري، وبهذه الطريقة ستصبح ذاكرتنا ومعرفتنا -حسب هذا البرفيسور- "بتات" (bits) حاسوب يمكنها السفر عبر الأثير فلا نحتاج إلى قطارات أو طائرات، وفوق ذلك سنتمكن من حذف التجارب السيئة ونحتفظ بالذكريات السعيدة.