الأخبار -
تطوير شرائح إلكترونية مستوحاة من الدماغ

: 430
الاثنين,30 مايو 2016 - 09:54 ص
ACCR

يتميز الدماغ البشري بقدرته على إدراك الأشياء وفهم اللغة الطبيعية والاستجابة للمتغيرات والتعلم السريع، وغير ذلك من الصفات التي يعمل العلماء منذ عقود على محاكاتها في أبحاثهم بالاستفادة من تقنيات اعتمدت في معظمها على برمجيات قادرة على محاكاة طريقة عمل الدماغ.

تطوير شرائح إلكترونية مستوحاة من الدماغ
اضغط للتكبير
قالت إندبندنت إن التقدم التقني سيتضاعف 32 مرة خلال النصف الثاني من القرن القادم، أكثر مما تضاعف خلال القرن العشرين بأكمله، وإن إحدى نتائج هذا الذكاء الصناعي تمكن في أنه سيكافئ الذكاء البشري في عشرينيات القرن الحالي.
 
ونقلت الصحيفة عن العالم الأميركي الحُجة في مجال الحاسوب، راي كورتسفايل، وهو أحد المفكرين المستقلين الثمانية عشر الذين اختيروا لتحديد أخطر التحديات التقنية التي تواجه البشرية، أن الحواسيب ستتخطى البشر بقدراتها الذكائية وسرعان ما ستكون قادرة على حل بعض أعقد مشاكل القرن الحادي والعشرين.
 
وقال كورتسفايل إن معدل التحول النموذجي يتضاعف الآن كل عشر سنوات وهذا معناه أنه خلال منتصف القرن القادم سنرى تقدما تقنيا أكثر 32 مرة مما كان في منتصف القرن الماضي.
 
وأضاف أن مجال الإحصاء والاتصالات والتقنيات البيولوجية وأرشفة "دي أن أي" والمسح الدماغي وسبر أغوار الدماغ البشري والإنسان عموما، ستتسارع كلها بخطى أسرع مما يضاعف قيمة الأداء والسعة وعرض النطاق الترددي كل عام.
 
وقال أيضا إن الحواسيب الحالية كانت تعتمد حتى الآن على شرائح ثنائية الأبعاد مصنوعة من السيليكون، لكن هناك تطويرات متقدمة لتصنيع شرائح ثلاثية الأبعاد ذات قدرات أداء محسنة واسعة، مركبة من الجزيئات البيولوجية التي تمكن نمنمتها أكثر من شرائح الحواسيب المعدنية.

الاختبار أظهر نجاح الطائرات من دون طيار المزودة بالشرائح الجديدة بالتعلم التدريجي والتحليق دون أخطاء (رويترز-أرشيف)

يتميز الدماغ البشري بقدرته على إدراك الأشياء وفهم اللغة الطبيعية والاستجابة للمتغيرات والتعلم السريع، وغير ذلك من الصفات التي يعمل العلماء منذ عقود على محاكاتها في أبحاثهم بالاستفادة من تقنيات اعتمدت في معظمها على برمجيات قادرة على محاكاة طريقة عمل الدماغ.

وفي السنوات الأخيرة، تركزت الجهود على تطوير شرائح إلكترونية تحاكي الدماغ في طريقتها لمعالجة البيانات، فأطلقت شركة "آي بي إم" الأميركية شرائح "ترو نورث" المُزودة بـ4096 نواة، لتحاكي بذلك قدرة المعالجة المتوفرة لمليون عُصبون دماغي و256 مليون مِشبك عصبي، وقد وصفت الشركة شرائحها بأنها قادرة على ترميز البيانات على شكل نبضات، أي بشكل يشبه طريقة الدماغ في تخزين المعلومات.

وتتميز الشرائح المُستوحاة من الدماغ باستهلاكها المنخفض للطاقة مقارنة بالشرائح التقليدية، كما أن بعض طرازاتها تتميز بالقدرة على برمجة نفسها تلقائيا وتعلم مهارات جديدة.

وخرجت هذه الشرائح من المختبرات ومراكز الأبحاث لتبدأ رحلة اختبارها على أرض الواقع، حيث تم دمجها في طائرات من دون طيار لا يتعدى وزنها المائة غرام، لتقوم الشرائح باقتباس الإشارات الصادرة عن الحساسات البصرية وحساسات الأشعة تحت الحمراء وحساسات الأمواج فوق الصوتية واستخدامها للتحليق داخل ثلاث غرف دون تدخل الإنسان.

عند تحليق الطائرة لأول مرة، تلتقط حساساتها بيانات متنوعة عن الأجسام المحيطة بها، ويتم توليد نمط خاص من النشاط الكهربائي في "العُصبونات" لم تختبره الشريحة مسبقاً، لتكتشف الطائرة بذلك أنها تحلق في مكان جديد، مما يؤدي إلى تغيُر طريقة اتصال "العصبونات" فيما بينها بشكلٍ يُحاكي طريقة التعلم في الدماغ.

إن طرح الشرائح الإلكترونية المستوحاة من الدماغ البشري في منتجات متنوعة ووصولها إلى المستخدم العادي لا يزال أمراً بعيد المنال، لكن نجاح عملية دمجها في الطائرات من دون طيار من شأنه أن يُحمس المختصين في هذا المجال على توسيع أبحاثهم الهادفة إلى تطوير مثل هذه الشرائح، حسب ما أشار إليه مدير المختبرات في شركة "إتش آر إل" الأميركية نارايان سرنيفاسا، التي تجري أبحاثاً واسعة في مجالات الحوسبة الذكية والتقنيات المحاكية للدماغ.

"تطمح شركتا بوينغ وجنرال موتورز إلى الاستفادة من هذه الشرائح في بناء طائرات وسيارات ونُظم قادرة على التصرف التلقائي وبذكاء دون تدخل الإنسان"

نتائج واعدة
ويقول سرنيفاسا إن الاختبارات أثبتت نجاح الطائرة من دون طيار في التعلم التدريجي والتحليق دون أخطاء على الرغم من وزنها الخفيف ومحدودية الطاقة المغذية لها.

وصممت الطائرة شركة "إيروفايرونمنت" الأميركية وهي تزن 93 غراما وارتفاعها أربعة سنتمترات، في حين يبلغ وزن الشريحة المحاكية للدماغ 18 غراما، ويصل استهلاكها من الطاقة إلى خمسين ميلي واط فقط، وهو مقدار ضئيل جداً لا يمكن الحواسيب التقليدية من تشغيل برمجيات تُساعدها على إدراك الوسط المحيط بها، حسب سرنيفاسا.

وتم دعم وتمويل هذه التجربة من قبل "وكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية" (داربا) التابعة لوزارة الدفاع الأميركية والتي تمول مختلف مشاريع وأبحاث الشرائح الإلكترونية المحاكية للدماغ التي تجريها جهات على غرار شركتي آي بي أم وأتش آر أل.

وقد حققت نماذج تلك الشرائح نتائج واعدة لكنها تبقى بحاجة إلى مزيد من الجهد قبل أن تُصبح قابلة للطرح في مُنتجات ذات وظائف حساسة، وفقا للأستاذ المساعد في جامعة "بويس ستيت يونفيرستي" الأميركية فيشل ساكسينا، المتخصص في أبحاث الشرائح الإلكترونية المستوحاة من الدماغ.

وتطمح وزارة الدفاع الأميركية إلى تطوير شرائح مستوحاة من الدماغ تُمكن الطائرات من دون طيار العسكرية من اقتباس بيانات الحساسات الخاصة بها للتحليق بالشكل المطلوب دون أن يتم توجيهها من قبل عناصر بشرية على الأرض، بل أن تتخذ قرار توجيه ضربة بشكل ذاتي.

كما تدرس جهات متنوعة على غرار شركة صناعة الطيران الشهيرة "بوينغ"، وشركة صناعة السيارات "جنرال موتورز"، إمكانية الاستفادة من هذه الشرائح في بناء طائرات وسيارات ونُظم قادرة على التصرف التلقائي وبذكاء دون تدخل الإنسان.

المصدر : البوابة العربية للأخبار التقنية


Share/Bookmark

اقرأ ايضآ

  • مكافحة الاحتكار اليابانية تأمر «غوغل» بإصلاح «قواعد الإعلانات»
  • السعودية ضمن أوائل دول العالم في تطوير استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي
  • مشروع تايواني يفتح فصلا جديدا في صناعة الرقائق الأميركية
  • شركة تينسيت الصينية تجني 2.6 مليار دولار
  • الذكاء الاصطناعي يساعد شركات التأمين على رصد عمليات الاحتيال
  • فيسبوك
    تعليقات


    غزة وتوجهات جيل زد نحو تغيير قواعد الحوكمة العالمية
    كشفت الحرب الإسرائيلية على غزة عن متغيرات جديدة فيما يتعلق بعملية صناعة وتشكيل الرأي العام العالمي و

    المغرب يدخل عصر صناعة البطاريات الالكترونية
    في خطوة مهمه لدعم الاقتصاد المغربي من جهة وصناعة السيارات من جهة اخرى اعلنت المملكة للمرة الأولى عن

    قانون الأسواق الرقمية الأوربية وحوكمة الشركات الكبرى
    في 6 مارس 2024 دخل حيز التنفيذ قانون الاسواق الرقمية،داخل الاتحاد الاوربي والذي تم اقراره عام 2022

    موضوعات جديدة
    الأكثر قراءة
    الأكثر تعليقا
    الى اي مدى انت راض على اداء المنصات الرقمية في الحرب على غزة ؟
    راضي
    غير راضي
    غير مهتم
     
        
    سيادة الدولة في العصر الرقمي للدكتور عادل عبد الصادق
    التاريخ